هل معنى قولِه تعالى: {سَلامٌ قَولاً مِن رَبٍّ رَحِيمٍ} هو سلامٌ منَ اللهِ تعالى على عبادِه المؤمنينَ كافّةً أم هوَ مُقتصرٌ على الأنبياءِ والمعصومين؟
467ـ هل معنى قولِه تعالى: {سَلامٌ قَولاً مِن رَبٍّ رَحِيمٍ} هو سلامٌ منَ اللهِ تعالى على عبادِه المؤمنينَ كافّةً أم هوَ مُقتصرٌ على الأنبياءِ والمعصومين؟ وبناءً على هذهِ الآيةِ، هل يجوزُ أن نقولَ بحقِّ المرجعِ أو أيّ شخصٍ قد وصلَ مرحلةً منَ الكمالِ والإخلاصِ والتقوى (عليه السّلام) أو (سلامُ اللهِ عليه)؟
السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاته
إنّ هذهِ الآيةَ الشّريفةَ وقعَت في سياقِ مديحِ أهلِ الجنّةِ وأنَّ لهم نعيماً جسمانيّاً ونعيماً روحيّاً، وهيَ ظاهرةٌ بأنّ السّلام لعمومِ أصحابِ الجنّةِ لا خصوص فئةٍ معيّنةٍ. فالسّلامُ الإلهيُّ لأهلِ الجنّةِ هوَ جزاءٌ أخرويٌّ وثوابٌ على إيمانِهم وطاعتِهم، لا أنّهُ في الدّنيا.
ثمّ إنّ الصّلواتِ والتّسليمَ والترضيّةَ ونحوَها وإن كانَت في أصلِ مدلولهِا اللغويّ عبارةٌ عَن دعاءٍ لنزولِ الرّحمةِ وللأمانِ والرّضا، وهيَ لا تختصُّ بفئةٍ خاصّةٍ، ولكِن جرَت سيرةُ المُتشرّعةِ والعلماءِ منَ العامّةِ والخاصّةِ على عدمِ إستعمالِها إلّا بحقِّ أشخاصٍ مُحدّدينَ، فلا تستعملُ الصّلواتُ والتّسليمُ إلّا بحقِّ الأنبياءِ والأئمّةِ عليهم السّلام أو مَن يُدانيهم في الرّتبةِ كأبي الفضلِ العبّاسِ والسيّدةِ زينبَ عليهما السّلام، كما لا تستعملُ الترضيةُ إلّا في حقِّ العُظماءِ والأجلّاء.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق