هل أثمر القتال الدموي الذي جرى بين الإمام الحسين (عليه السلام) وجيش يزيد بن معاوية؟
إن الإنتصار يمكن أن يلحظ من جهتين: -
الأولى: العسكري.
الثانية: الأهداف التي لأجلها كانت الحركة.
والأولى بلا شك كانت في صالح الحاكم وجيشه.
مع الأخذ بعين الإعتبار عدم تكافئ المعركة من هذه الناحية.
والثانية بلا شك كانت في صالح الإمام الحسين (عليه السلام).
فالمحافظة على الإسلام الأصيل وعلى مبادئه وأسسه التي أرسى دعائمها النبي الأكرم محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وآله، والتي لأجلها خرج (عليه السلام)، قد تحققت.
وما ينقله التأريخ لنا من تنامي الثورات على الحاكم وعلى ولاته، والتي انتهت بهزيمة جنده، ونهاية حكمه، وأن كل الذين جاءوا بعده (عليه السلام) كانوا ينادون باسمه وبثورته وبالثأر له، يكشف جلياً عن مدى تأثير مواجهته (عليه السلام) في نفوس المسلمين.
فلاحظ جواب الإمام السجاد (عليه السلام) لإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ حين سأله عن الغالب في تلك المعركة، حيث أجابه (عليه السلام): إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ مَنْ غَلَبَ وَدَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاةِ فَأَذَّنْ ثُمَّ أَقِمْ.
أي أنه ما دامت الصلاة موجودة فالإسلام هو الغالب والمنتصر، وما الصلاة إلاّ هي أحد أبرز معالم الإسلام الحنيف الذي حاول يزيد وأعوانه طمس معالمه.
والخلاصة:
إن الدين الحق ومفاهيمه القويمة الصحيحة ما تزال قائمة ومتجسدة بأكمل صورها في أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وذلك نتاج ثورة سيد الشهداء (عليه السلام).
اترك تعليق