الحوراءُ زينب أكثرُ تحمّلاً للمصائبِ مِن مولانا أبي عبدِ اللهِ الحُسين (ع) !
سؤالٌ: مَن الأكثرُ تحمّلاً للمصيبةِ التي جرَت في كربلاءَ في واقعةِ الطفِّ؛ الإمامُ الحُسين أم السيّدةُ زينب عليهما السّلام؛ حيثُ أنَّ كليهما كانا حاضرين وشاهدا الواقعةَ، الإمامُ الحسينُ شاهدَ جميعَ عيالِه وإخوتِه وأصحابِه مجزّرينَ كالأضاحي يقتلونَ واحداً تلو الآخرِ حتّى رأى آخرَ شهيدٍ يُقتلُ مِن عيالِه وهوَ أخوه أبي الفضلِ العبّاسِ عليهم السّلام ؛ لكنَّ السيّدةَ زينب عليها السّلام شاهدَت ما شاهدَه الحسينُ عليهِ السّلام بل أكثر مِن ذلكَ وهيَ مصيبةُ أخيها الحسينِ وبنت أخيها السيّدة رقيّة والكثير منَ العلويّينَ والعلويّاتِ وألمِ السّبي إلى الكوفةِ والشّام ووو... والكثير مِن ذلك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( 1 )
لا شكّ أنّ ما نزلَ على أهلِ البيتِ (ع) في كربلاءَ، لم ينزِل على أحدٍ، مصيبةً ما أعظمها وأعظمَ رزيّتها، ولكن لا بدَّ أن لا يقاسَ الإمامُ المُفترضُ الطاعةِ مِن قبلِ اللهِ تعالى، وأهلِ البيتِ (ع) منَ الدّائرةِ الإصطفائيّةِ الأولى، لا يقاسُ بهم الدّائرةُ الإصطفائيّة الثانيّة أمثالَ السيّدةِ زينب وعليٍّ الأكبرِ وأبي الفضلِ العبّاس والقاسمِ وأمِّ كلثوم وسُكينة، فالمعصومونَ الأربعةَ عشر لا يصلُ إلى صبرِهم وتحمّلِهم وصفاتِهم أحدٌ منَ الخلقِ، الأنبياءُ فمَن دونهم.
نعم، مولاتُنا زينب (ع) في الصّبرِ وتحمّلِ الرّزايا بعدَ المعصومينَ الأربعةَ عشر.
( 2 )
لو سلّمنا أنّ المصائبَ التي نزلَت بالحوراءِ زينب (ع) أكثرُ منَ المصائبِ التي نزلَت على أبي عبدِ اللهِ الحُسين (ع) فهذا لا يعني أنّها أكثرُ صبراً وتحمّلاً منَ الحُسينِ (ع)، لأنّهُ لو نزلَت تلكَ المصائبُ على الحُسينِ (ع) أيضاً فإنّهُ حتماً وجزماً كانَ سيصبرُ عليها.
فكثرةُ نزولِ المصائبِ على زينبَ لا يعني أنّها أكثرُ تحمّلاً من الحسينِ (ع).
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق