هل جعجعَ الحرُّ الرّياحيُّ بالحُسينِ عليهِ السّلام؟
سؤالٌ: السّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته، ما هوَ الرّأيُ في جعجعةِ الحرِّ الرّياحي رضوان الله عليه الرّكب الحُسيني عليهم السلام ؟ هل له صحّةٌ تاريخيّة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
وردَ في المقاتلِ المُعتبرةِ أنّ الحرَّ الرّياحي: ضربَ فرسَه فلحقَ بالحُسينِ عليهِ السّلام فقالَ له: جُعلتَ فداكَ - يا ابنَ رسولِ الله - أنا صاحبُكَ الذي حبستُكَ عنِ الرّجوعِ، وسايرتُكَ في الطّريقِ، وجعجعتُ بكَ في هذا المكانِ، وما ظننتُ أنَّ القومَ يردّونَ عليكَ ما عرضتَه عليهم، ولا يبلغونَ منكَ هذهِ المنزلةَ، واللهِ لو علمتُ أنّهم ينتهونَ بكَ إلى ما أرى ما ركبتُ منكَ الذي ركبت، وإنّي تائبٌ إلى اللهِ تعالى ممّا صنعتُ، فترى لي مِن ذلكَ توبةً؟ فقالَ له الحسينُ عليه السّلام: نعم، يتوبُ الله عليك.
نقله الشيخُ المُفيد في الإرشادِ: 2 / 99 - 100، والطبرسيُّ في إعلامِ الورى: 1 / 460، والفتّالُ النيسابوري في روضةِ الواعظين ص184، والسيّدُ إبنُ طاووس في اللهوف ص62، والعامليُّ في الدرِّ النّظيم ص554، وإبنُ نما في مثيرِ الأحزانِ ص44، والعلّامةُ المجلسي في البحارِ: 45 / 10، وغيرُهم.
والطبريُّ في تاريخِه: 4 / 325، وإبنُ الأثيرِ في الكاملِ: 4 / 64، والخوارزميُّ في مقتلِ الحُسين: 2 / 10، وغيرُهم.
ويؤيّدُه:
ما رويَ عن الصّادقِ (ع) عن أبيهِ الباقرِ (ع)، عن جدِّه الإمامِ زينِ العابدين (ع): ... قالَ : فضربَ الحرُّ بنُ يزيدٍ فرسَه ، وجازَ عسكرَ عُمرَ بنِ سعدٍ (لعنَه اللهُ) إلى عسكرِ الحُسينِ (عليه السلام)، واضِعاً يدَه على رأسِه، وهوَ يقولُ: اللهمَّ إليكَ أنيبُ فتُب عليّ، فقد أرعبتُ قلوبَ أوليائِك وأولادِ نبيّك. يا بنَ رسولِ اللهِ، هل لي مِن توبةٍ؟ قالَ: نعَم تابَ اللهُ عليك. (الأمالي للصّدوقِ ص223، المجلسُ الثلاثونَ، اللّهوفُ لابنِ طاووس ص62، بحارُ الأنوار: 44 / 319).
وهذهِ قضيّةٌ تاريخيّةٌ وصلَتنا بطُرقٍ عديدةٍ، مسندةٍ عن المعصومِ وغيرِ المعصومِ، في مصادرِ الشيعةِ وغيرِهم، وتناقلتها المصادرُ القديمة والحديثةُ، وليسَ وراءَ عبادان قرية.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق