هل يصحُّ حرزُ التاجِ أو دعاءُ التاج؟ وهل الأحرازُ ورودُها صحيحٌ عن الأئمّة (ع)؟
السّلام عليكم ورحمة الله،
أمّا الجوابُ عن الشقِّ الأوّلِ منَ السّؤال، فنقولُ: بعدَ البحثِ والتدقيقِ في كتبِ الحديثِ والأدعيةِ المأثورة، لم نجِد لِما يُسمّى بدعاءِ التاجِ أصلاً ، ويظهرُ مِن صياغتِه أنَّهُ مِن تأليفِ بعضِ النّاس، وفي بعضِ تراكيبهِ ومضامينهِ ما لا يتناسبُ مع ما هوَ المأثورُ من الأدعيةِ عَن الرّسولِ (صلّى اللهُ عليه وآله) وأهلِ بيتهِ (عليهم السّلام). فمثلاً جاءَ في هذا الدعاءِ مثلُ هذهِ العبارات: واحفَظ حاملَ كتابي هذا مِن شرِّ كلِّ جنّيٍ وجنّيّةٍ وغولٍ وغوليّة وماردٍ ومارديّة وإبليس وإبليسيّة، وكذلكَ عبارةُ: اصرِف عَن حاملِ كتابي هذا شرَّ البلاءِ والبليّةِ والسيوفِ الهنديّةِ والرّماح الخطّيّة والقسيّ المَحنيّةِ والسّهامِ المرميّةِ والحرباتِ الجلموديّة والسّاعاتِ الرديّة. ونحوِ ذلك، فينبغي للمؤمنِ الأخذُ بالأدعيةِ المأثورةِ عن النبيّ (صلّى اللهُ عليه وآله) وأهلِ بيتِه (عليهم السّلام) التي دوّنَها علماؤنا في كتبِهم المعروفةِ المُتداولةِ ككتابِ مفاتيحِ الجنان وغيره.
وأمّا الجوابُ عن الشقِّ الثاني منَ السّؤال، فنقولُ: الأحرازُ بشكلٍ عامٍّ عبارةٌ عَن مجموعةٍ منَ الأدعيةِ، فيها الصّحيحُ والضعيف، وفيها غيرُ ذلكَ منَ الضعيفِ المُعتبرِ الذي يُتسامحُ في إسنادِه كما بيّنَه أهلُ العلم وفيها ما لا يصحُّ كما هو الحالُ في حرزِ التاجِ وما شاكلَه، وعلى المؤمنِ أن يرجعَ إلى أهلِ العلمِ إذا واجهَ إشكالاً ما أو أرادَ معرفةَ مسألةٍ ما، حتّى لا يقعَ في إشكالاتٍ هوَ في غِنىً عنها. ودمتُم سالمين.
اترك تعليق