ممكن نبذة عن الطريقة الصوفية البكتاشية , هل هي شيعية ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
البكتاشيّةُ هيَ أحدُ الطوائفِ العلويّة المُتمركزةِ في الأناضول ومنطقةِ البلقان، والبعضُ قد يفصلُ بينَ العلويّينَ (القزلباش) وبينَ البكتاشيّة إّلا أنّهُ يُعدُّ فصلاً منَ الناحيةِ الاجتماعيّة وليسَ منَ الناحيةِ العقائديّة، فأصولهم مُشتركةٌ وعقائدُهم واحدة، ويعودُ الفرقُ أنَّ البكتاشيّة كانوا يعيشونَ في المدينة، بينَما العلويّة كانَت تعيشُ حياةَ البدو الرحّالة، ممّا جعلَ الاختلافَ اجتماعيّاً وليسَ عقائديّاً، ولذا يطلقُ بعضُ الباحثينَ على العلويّينَ بـ(البكتاشيّينَ القرويّين)، الأمرُ الذي يؤكّدُ على أنّهم شيءٌ واحد، وقد أدّى هذا التبايُن الاجتماعيّ إلى وجودِ صفاتٍ خاصّة لكلٍّ منَ العلويّ والبكتاشي، فالبكتاشيّة جماعةٌ أكثرُ تنظيماً ولها القدرةُ على استيعابِ أعدادٍ جديدةٍ لطريقتِها، ولذا وجدَت البكتاشيّةُ طريقَها للانتشارِ سواءٌ داخلَ تركيا أو بعضِ الدّولِ المُجاورة، بينما العلويّونَ يفتقدونَ هذا التنظيمَ ولا يقبلونَ دخولَ أيّ وافدٍ إليهم منَ الخارج، بمعنى أنَّ العلويّة ديانةٌ خاصّةٌ لا تنتقلُ إلّا بالوراثة.
وتعودُ طائفةُ البكتاشيّة إلى الحاج بكتاش ولي الخراساني، وهوَ مِن مواليدِ نيسابور وقيلَ خرسان وكانَ اسمُه محمّد ولقبُه البكتاش (بمعنى: المساوي، النّظير، العزيز) وقد هاجرَ إلى الأناضول معَ المُهاجرينَ الذينَ فرّوا مِن هجماتِ المغول، وتعتبرُ عقائدُ هذهِ الجماعةِ خليطاً مِن مُعتقداتٍ مُختلفة، مثلَ الشامانيّة التي تعودُ للمُعتقداتِ التركيّةِ القديمة قبلَ الإسلام، وكذلكَ التصوّفِ الذي تجدُه ظاهراً في مُسمّياتهم كـالمُرشدِ، والمُريد، والطريقة، والحقيقة، والفتوة، أمّا التشيّعُ فنجدُه في اعتقادِهم بالتولّي (حبِّ عليٍّ بنِ أبي طالبٍ وأهلِ بيتِه عليهم السلام) والتبرّي (رفضِ ومُعاداةِ مُخالفي الإمامِ عليٍّ وأهلِ بيتِه عليهم السّلام) إلّا أنّهم باطنيّونَ كما هوَ حالُ الإسماعيليّة، فيؤوّلون أحكامَ الإسلامِ العباديّة فلا يتمسّكونَ بالشريعةِ ويزعمونَ بأنّهم أهلُ الحقيقة، بذلكَ يختلفونَ عن الشيعةِ الجعفريّة في كثيرٍ منَ الأمورِ ابتداءً منَ التصوّراتِ العقائديّة وانتهاءً بالفقهِ والنّظمِ التشريعيّة.
وفي الختامِ ننصحُ الباحثَ بالرجوعِ إلى دراسةٍ مُفصّلةٍ عَن البكتاشيّةِ تحتَ عنوان (علويّو الأناضولِ تاريخُهم وعقائدُهم) للباحِث: مهري ادريس، وقد نشرَتها مجلّةُ أهلِ البيتِ عليهم السّلام في عددِها 19، ويمكنُ الرّجوعُ إليها عبرَ هذا الرّابط https://abu.edu.iq/research/articles/13740#_ftn1
اترك تعليق