المهديُّ عجّلَ اللهُ فرجَه الشريف يعيشُ معنا، لماذا لا يُعطينا كتاباً صحيحاً؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لا نعلمُ إذا كانَ السّائلُ غيرَ مؤمنٍ بوجودِ الإمامِ المهدي (عليهِ السلام) ويستدلُّ على ذلكَ بوجودِ نوعٍ منَ التلازمِ بينَ وجودِه وبينَ إعطاءِ الكتابِ الصّحيح، بمعنى إذا لم يُعطِنا كتاباً صحيحاً فالنتيجةُ أنّهُ غيرُ موجود، وهذا استدلالٌ غريبٌ لا يستحقُّ النظرَ فيه والردَّ عليه، لعدمِ وجودِ أيّ علاقةٍ ورابطٍ بينَ الأمرين، أمّا إذا كانَ السّائلُ مؤمناً بوجودِه الشريف ومعَ ذلكَ يستفهمُ عَن عدمِ إعطائِه الأمّةَ كتاباً صحيحاً، عندَها لابدَّ أن نفهمَ ماذا يقصدُ بالكتابِ الصّحيح؟ وما هوَ الدّاعي لذلكَ الكتاب؟ إن كانَ يبحثُ عَن كتابٍ صحيحٍ يرفعُ الاختلافَ بينَ المُسلمين، فالقرآنُ هوَ الكتابُ الصّحيح بإجماعِ الأمّةِ فلماذا لم يرفَع ما وقعَ مِن خلافٍ بينهم؟ الأمرُ الذي يؤكّدُ أنَّ مشكلةَ الأمّةِ ليسَت في غيابِ مثلِ هذا الكتابِ الصّحيح وإنّما في عدمِ رعايتِها لِما هوَ موجودٌ، فالإسلامُ لا يُعاني مِن شحٍّ في المصادرِ الصّحيحةِ حتّى نطالبَ بمصدرٍ جديد، وقد يحاولُ البعضُ مِن خلالِ هذهِ الأسئلةِ أن يُحمّلَ الإمامَ (عليهِ السّلام) مسؤوليّةَ ما تُعاني منهُ الأمّة، إلّا أنَّ الأمّةَ هيَ المسؤولةُ عَن كلِّ ما أصابَها عندَما تركَت الحقَّ واتّبعَت الأهواءَ، فاللهُ قد أقامَ الحُجّةَ على العبادِ ولم يترُك شيئاً في طريقِ الهدايةِ إلّا وقد أوجدَه، وعليهِ افتراضُ وجودِ هذا الكتابِ الصّحيحِ افتراضٌ غيرُ واضحٍ وغيرُ مُبرّر.
اترك تعليق