مرّة أخرى يتساءلون: ماذا قدّم الشيعة للإسلام والمسلمين؟!

السؤال: ‏في جنوب العراق محافظة المثنّى: بناها الصحابي مثنى بن حارثة الشيباني ، البصرة: بناها الصحابي عتبة بن غزوان ، النجف: بناها الصحابي سعد بن أبي وقاص ، واسط: بناها الحجاج بن يوسف الثقفي ، ميسان: بناها القائد العثمانيّ عبد القادر الكولمنديّ، فماذا بنى الشيعة في العراق؟!

: الشيخ فاروق الجبوري

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد.. فلقد سبق لنا الإجابة عن مثل هذا السؤال التقليديّ الذي تضجّ به مواقع التواصل الاجتماعيّ. [انظر: ما هو دور الشيعة في الإسلام؟]، ولكن لمّا اختلفت حيثيّات السؤال هنا استدعى ذلك الإجابة عنه مرّة أخرى وبطريقة تضع النقاط على الحروف وتؤسّس لمنهجيّة علميّة سليمة للبحث عن هكذا موضوعات، كما أنّ إجابتنا هنا تعـدُّ مكمّلة للجواب السابق، فنقول:

ابتداءً لا يُدرى ما الذي يرومه السائل من وراء هذا الكلام! فهل يريد تقديم أطروحة حديثة حول بناء الحضارة في العراق؟ أو أنّه يريد استحداث مناط إسلاميّ جديد في التقييم والتفضيل؟ أو أنّ السؤال - كالعادة - مطروح لمجرّد الغمز والطعن في نتاج مذهب التشيّع؟ تعدُّد الاحتمالات يستدعي عقد الكلام في ثلاثة محاور:

المحور الأوّل: حول قيمة الفتوحات التي قام بها بعض الخلفاء ويتبجّح بها الخصوم ويعدُّونها منجزاً عظيماً، لأولئك نقول:

1-الفتوحات المذكورة ونظائرها تُعَدُّ عندنا فاقدة للشرعيّة؛ لعدم إذن الإمام المعصوم(ع) بها.

2-ليس لأحد أن يقول: (إنّها كانت بأمر الخلفاء الراشدين). لأنّنا نقول: لا قيمة لذلك أيضاً؛ لوضوح فقدان خلافتهم هي الأخرى للشرعيّة، إذْ لا نصّ عليها.

3-ادّعاء الخصوم مشاركة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) في الفتوحات ليس إلّا محاولة بائسة لتغطية الأخطاء الفظيعة التي ارتكبت فيها، وسعي لتأطيرها بإطار شرعيّ ثمّ تقديمها للجمهور وعليها سيماء الجهاد المقدّس، وإلّا فإنّ الأئمّة (عليهم السلام) قد منعوا شيعتهم من المشاركة، فضلاً عن نأيهم بأنفسهم عنها كما دلّت عليه النصوص الصريحة، فليس الإسلام بالدين الذي يصادر حريّة الآخرين أو يفرض نفسه عليهم بالشكل الدمويّ الذي اشتملت عليه حروبها كما سيأتي في ذكر معركة (نهر الدّم).[ينظر: كتاب مختصر مفيد للسيّد جعفر مرتضى العامليّ ج6 ص212].

المحور الثاني: حول ما جاء من إسناد بناء المدن العراقيّة المشار إليها في السؤال إلى الشخصيّات المذكورة، فإنّه لا يتعدّى حدود الدعوى الزائفة التي تتوكأ على عصا التعصّب الأعمى والانحياز الطائفيّ ولو على حساب الحقيقة، إذْ لم يستند مدّعيها إلى شيء الوثائق والأدلّة، وهو يكشف عن عدم إحاطته بتاريخ العراق وجغرافيا مدائنه، أو كتمانه للحقيقة؛ ولأنّ السكوت عمّا ذكره يُوهم تسليمنا به واعتقادنا بصحّته فقد صار لزاماً علينا أن نذكر نزراً يسيراً من تاريخ تلك المدن وكما يلي:

1-مدينة المثنّى (السماوة)، ذكر المؤرّخون أنّها قبل الإسلام كانت تسمّى (أُلَيْس)[معجم البلدان:ج1،ص248]، وكانت مدينة آهلة بالسكّان وفيها قوم من بني عجل من العرب النصارى وقد دخلوا في صلح مع المسلمين وكانوا يدفعون لهم الجزية، حتّى إنّ رجلين منهم أسلما فرفع عمر بن الخطّاب الجزية عنهما. [انظر: الخراج ليحيى بن آدم القرشيّ ص22]، لكنّ المسلمين هاجموا تلك المدينة بعد ذلك بقيادة خالد بن الوليد بسبب إيواء أهلها لجيش الفرس المتقهقر من منطقة الفرات الأوسط وتحالفهم معهم، فقام خالد بقطع نهر الفرات عنهم، وأقسم أن لا يُبقي منهم أحداً وأن يُجري دماءهم في النهر بدلاً عن الماء، فأمكن منهم وهزمهم وأعمل السيف في الأسرى يوماً وليلة حتّى بلغ عدد القتلى سبعين ألفاً، فلمّا كثرت الدماء وتجمّدت أشار عليه بعض معاونيه بإجراء مياه النهر عليها ليبرّ قسمه فجرى النهر محمرّ اللّون لثلاثة أيّام؛ ولذلك سمّيت المعركة فيما بعد بمعركة (نهر الدم).[تاريخ الطبريّ ج2 ص560، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ج4 ص103، الكامل في التاريخ ج2 ص389 وغيرهم الكثير]، ثمّ أقام المثنّى بن حارثة الشيبانيّ في (أُلَيس) وهو يدعو العرب إلى الجهاد.[انظر فتوح البلدان للبلاذريّ ج2 ص310]؛ ولذا سمّيت المدينة باسمه.

2-وأمّا مدينة النجف الأشرف فقد كانت هي الأخرى موجودة قبل الإسلام، وآهلة بالسكّان قبل دخول المسلمين إليها، فقد ذكر ياقوت الحمويّ أنّ أوّل من سكنها هو إبراهيم الخليل (ع) بعدما اشتراها من السكّان الأصليّين. [انظر: معجم البلدان ج1 ص331]. ويحدّثنا التاريخ أنّ مَلِك اليمن تُبَّع بن حسّان، كان قد أطمعه الحارث بن عمرو الكنديّ في غزو العراق على أثر ضعف الساسانيّين ففعل وأقبل بجيوشه، ثمّ سكن الحيرة فآذاه البق، فأَمَر الحارثَ أن یشقّ له نهراً إلى النجف فشقّ له نهرَ الحيرة فنزل عليه واستقرّ هناك. [يُنظر: تاريخ الطبريّ ج1 ص523، تجارب الأمم لابن مسكويه ج1 ص177، نهاية الأرب للنويريّ ج15 ص190]. وإبّان دخول المسلمين إليها كانت النجف تزدهر بجمال الطبيعة من حولها، وبتطوّر عمرانيّ من الطراز الرفيع إذْ تميّزت بقصورها الشاهقة التي لم يرَ أعراب الجزيرة مثلها من قبل، كقصر الخورنق الشهير الذي بناه النعمان بن المنذر في القرن الرابع الميلاديّ وظلّ عامراً لثمانية قرون. [انظر: مختصر كتاب البلدان لابن الفقيه ص167، المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد عليّ ج5 ص199]، وكان له قصر آخر فيها يعرف بقصر الأبيض أو أبيض النعمان، وبالجملة فقد كانت منازل ملوك المناذرة عامرة فيها. [انظر: تقويم البلدان لأبي الفداء ص299، تاريخ الطبريّ ج2 ص564]، وهناك قصر السدير ثاني أكبر قصورها ويُنسب للملك النعمان الأعور بن امرئ القيس. [المختصر في أخبار بني البشر لأبي الفداء:ج1،ص]، وكذلك قصر بني بقيلة [انظر: الديارات للشابشتيّ ص238]، وقصر العذيب، وقصر الضجر، وغيرها[يلاحظ: تاريخ مدينة الكوفة والنجف الأشرف - جامعة الكوفة]، فالقائمة تطول..!.

3-في ما يتعلّق ببناء الحجّاج بن يوسف الثقفيّ لمدينة واسط، فالصحيح أنّه بنى معسكراً فيها بعد أن اشترى الأرض من رجل فارسيّ كان يسكن القرية الموجودة هناك؛ وكان ذلك لأجل أن يتخذّ منها مكاناً وسطاً بين الكوفة والبصرة فيعالج الثورات المتكرّرة ضدّ الأمويّين، وأيضاً لكي يعزل جيشه عن مخالطة الحياة العامّة وترفها، ثمّ بنى له قصراً فيها وتحوّل مجموع القرية والمعسكر تدريجيّاً إلى مدينة جاور الجنود فيها للسكّان الأصليّين [انظر تاريخ واسط لباحثة الآثار العراقية جنان خضير منصور].

4-وأمّا عن مدينة ميسان، فيبدو أنّ السائل لم يسمع إطلاقاً بمملكة مَيسان، أو دولة مَيسان العربيّة التي كانت تتمركز في محافظتي مَيسان والبصرة المعاصرتين، وتضمّ مقاطعات من الأحواز والخليج ووسط العراق، وقد بناها الإسكندر المقدونيّ في حدود عام(324) قبل الميلاد، وسكنتها قبائل عربيّة قبل الإسلام مثل: يشكر وباهلة بنو العنبر وغيرها، وقد استمرّت هذه المملكة بقبائلها العربيّة حتّى تمّ فتح العراق، وقد ذكر ابن حجر أن يَسار والد الحسن البصري كان من سبايا مَيسان[الإصابة:ج1،ص555 ، وللوقوف على تفاصيل أكثر حول المملكة وملوكها ينظر: تاريخ الطبري في جزئه الأوّل، وكذلك: مجموعة البحوث والدراسات التي أعدّها نخبة من أساتذة الآثار والتاريخ ونشرتها مجلّة المورد: المجلّد15/ العدد3 "عدد خاص بمدينة مَيسان في التاريخ].

5-وأمّا بالنسبة للبصرة فمن خلال ما تقدّم حول تاريخ مملكة مَيسان يمكننا معرفة الكثير عن تاريخها، كما أنّها كانت قبل الإسلام تشتمل على عدّة مدن، منها مدينة التنّومة التي بنتها قبيلة عبد القيس، ومدينة القرنة (قورناه) التي تقطنها قبيلة بكر بن وائل، ومدينة بصرايا (بصراياثا) التي عُرفت بجزرها الجميلة وامتدّت إلى أهوار (الجبايش)، ومدينة الأبلّة التي دخلها المسلمون بعد الصلح مع ساكنيها ومن دون قتال، وغير ذلك الكثير. [وللمزيد يراجع: تاريخ البصرة قبل الإسلام للأستاذ يوسف ناصر العلي، ومختصر تاريخ البصرة لعليّ ظريف الأعظميّ، ومقال: البصرة الفيحاء أو بصرايا لم يَبنِها عتبة بن غزوان للباحث حيدر الحاتم].

المحور الثالث: حول تساؤله عمّا قام به الشيعة من بناء للمدن، فجوابه يتمّ بتوضيح التالي:

1-لا يخفى على كلّ لبيب أنّ عمارة البلاد والمدائن تتوقّف على الإمساك بزمام السلطة وإدارة الدولة، ومن دون ذلك لا يمكن لإنسان أن يدخل مدينة ما فيقوم بعمارتها، ومن المعروف أنّ الشيعة قد عدموا السلطة تماماً بعد حادثة السقيفة التي أبعدت أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) عن مركز القرار، اللهمّ إلّا ما كان من خلافة أمير المؤمنين (ع) التي استمرّت لأقلّ من خمس سنين أوقد المنافقون خلالها نيران الفتنة بين المسلمين، فانشغل (ع) وشيعته في حروبٍ ثلاث، ومع ذلك فإنّ في عهده (ع) لمالك الأشتر كفاية في الكشف عن اهتمامه بتنمية البلدان وعمارتها وعَدّه ذلك من أولويات عمل السلطان، إذْ يقول(ع): « ... ولْيَكُنْ نَظَرُكَ فِي عِمَارَةِ الأَرْضِ أَبْلَغَ مِنْ نَظَرِكَ فِي اسْتِجْلَابِ الْخَرَاجِ؛ لأَنَّ ذَلِكَ لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالْعِمَارَةِ، ومَنْ طَلَبَ الْخَرَاجَ بِغَيْرِ عِمَارَةٍ أَخْرَبَ الْبِلَادَ، وأَهْلَكَ الْعِبَادَ، ولَمْ يَسْتَقِمْ أَمْرُه إِلَّا قَلِيلًا ... »[نهج البلاغة ص436].

2-بالرجوع إلى سيرة العقلاء فإنّ قيمة كلّ عمل يقوم به الإنسان إنّما تتحدّد تبعاً لطبيعة الظروف المحيطة به وبعمله، وهذا المبدأ العقلائيّ اعتمده القرآن الكريم كأساس ينطلق منه في تقييمه للعباد وأعمالهم وفي الجزاء المترتّب على ذلك، قال تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}[الحديد/10]، فكما نعلم فإنّ ظروف الذين أنفقوا وقاتلوا قبل فتح مكّة كانت عسيرة بكلّ معنى الكلمة، بخلافه في ظروف من قاتلوا وأنفقوا بعد الفتح. مبدئياً ومن حيث المنطق يكون من الضروريّ اعتماد هذه الظابطة العقلائيّة والقرآنيّة هنا بالوقوف على الظروف السياسيّة والأمنيّة التي تعرّض لها الشيعة على مدار أربعة عشر قرناً من التاريخ قبل إصدار أيّ حكم عليهم. وفي هذا السياق نكتفي بذكر رواية واحدة عن الإمام الباقر (ع)، نقلها عنه ابن أبي الحديد المعتزليّ من أنّه قال لبعض أصحابه: « يا فلان ما لقينا من ظلم قريش إيّانا وتظاهرهم علينا وما لَقِيَ شيعتُنا ومحبّونا من الناس ... إلى أن قال (ع): وكان عِظَمُ ذلك وكِبرُه زمنَ معاوية بعدَ موتِ الحسنِ (ع) فقُتلتْ شيعتُنا بكلّ بلدةٍ وقُطِّعت الأيدي والأرجل على الظنّة وكان مَن يُذكَرُ بحبِّنا والانقطاعِ إلينا سُجِنَ أو نُهِبَ مالُه أو هُدِمَتْ داره، ثُمَّ لم يَزل البلاءُ يشتدُّ ويزدادُ إلى زمانِ عبيدِ الله بن زياد قاتلِ الحسين (ع)، ثمّ جاء الحَجَّاجُ فقتلهم كلّ قتلةٍ وأَخَذَهُم بكلّ ظَنَّةٍ وتُهمةٍ حتّى إنّ الرجل ليُقال له: زنديقٌ [أي ملحد] أو كافر أحبُّ إليه من أن يقال: شيعةُ عليّ!» [شرح نهج البلاغة ج11 ص43]. ويشهد لذلك ما في حاضرنا المعاصر من اضطهاد وقتل وتفجير وتهجير وتهميش ممنهج يتعرّض له الشيعة في العراق واليمن ولبنان وبعض دول الخليج وغيرها.

4- لقد اقتضت الحكمة الإلهيّة أن تكون دولة أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم في آخر الزمان، وبذلك نطق القرآن الكريم في مثل قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}[الأنبياء / 105]. وبه صرّحت الأخبار المتواترة في كتب الفريقين، فالشيعة ينتظرون اليوم المحتوم الذي يظهر فيه المهدي المنتظر(عج) ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، والذي ستنعم البشريّة في عصره بالرخاء والتنمية بشكل لم يسبق للعالم تصوّره فضلاً عن الوصول إليه، وفي ذلك الحين سيقود عظماء التشيّع حركة التطوّر والتقدّم في العالم بأسره بمختلف المجالات في ظلّ دولة العدل الإلهيّ التي قال عنها الصادق (ع): « لكلِّ أناسٍ دولةٌ يرقُبونها * ودولتُنا في آخر الدَّهرِ تظهرُ»[أمالي الصدوق ص578]، عندها ستعرف كيف يبني الشيعة دولاً وأمماً وحضارات وليس مدائن فقط " وإنّ غداً لِناظِره لَقريب "..!.

5-لا بُدّ من التذكير بأنّ عقيدة الانتظار التي عليها الشيعة لا تعني إحجامهم عن الدخول في معترك الحياة أو عدم مواكبتهم لما عليه شعوب العالم المتحضّر من التقدّم في شتّى المجالات، بل المراد من الانتظار ذلك المعنى الإيجابيّ المتمثّل بالاستعداد على مختلف الأصعدة بدءاً بالنفس والمجتمع، وانتهاءً بالعدّة والعدد، ويشهد لهم بذلك ما نراه اليوم من تطوّر في مسيرة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة على مختلف الأصعدة، منها – مثلاً - تفوّقها في " تقنيّة النانو" وتصديرها إلى ما يقرب من خمسين دولة، وهي تقنيّة تُعَدُّ آخر ما توصلت إليه البشريّة تكنولوجيّاً وتدخل في مختلف الصناعات، حتّى أصبحت إيران في المرتبة الرابعة عالميّاً بعد أميركا والصين والهند بحسب تصانيف الأمم المتّحدة[انظر: تقرير أمريكيّ: إيران من بين روّاد العالم في تكنولوجيا النانو على الموقع المحايد: Middle East News ]، وهذا غيض من فيض وإلّا فالمنجزات كثيرة. والحمد لله ربِّ العالمين.