هل هناكَ تكليفٌ للأنبياء والرّسل قبل الرّسالة، كأن يكون تكليفاً أخلاقياً أو اجتماعياً أو إصلاحياً للمجتمع تمهيداً للرسالة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
السّؤالُ غيرُ واضحٍ، حيثُ لم نفهَم بمَن يتعلّقُ هذا التكليفُ الأخلاقي؟ ففي بدايةِ السّؤالِ يتحدّثُ عن تكليفِ الأنبياء، وفي آخرِ السّؤالِ يسألُ عن التكليفِ قبلَ الرّسالةِ أي قبلَ النبوّة، الأمرُ الذي جعلَ مرادَ السائلِ مشوّشاً وغيرَ واضحٍ، وبشكلٍ عام يمكُننا أن نقولَ أنَّ الواجبَ الأخلاقيَّ والإصلاحَ الاجتماعيّ ضرورةٌ يفرضُها عقلُ الإنسانِ وفطرتُه، فالقيمُ الأخلاقيّةُ حالةٌ فطريّةٌ تُمثّلُ مُشتركاً إنسانيّاً، ورسالةُ الأنبياءِ قامَت في الأساسِ لدعوةِ الإنسانِ للعملِ بمُقتضى هذهِ الفطرة، فلم تكُن تكاليفُ الأنبياءِ والرّسلِ مُخالفةً لضروراتِ العقلِ أو للقيمِ الأخلاقيّة التي فُطرَ عليها الإنسان، وعليه فالإنسانُ مجبولٌ بطبعِه على الأخلاقِ والإصلاح، إلّا أنَّ الأهواءَ والشهواتِ ومطامعَ الحياةِ هيَ التي تحرفُ الإنسانَ عن ذلكَ الهدف، ومِن هُنا كانَت النبوّةُ والرّسالةُ ضرورةً لتذكيرِ الإنسانِ بواقعِ تلكَ الفطرة، وعلى ذلكَ يمكنُنا أن نقولَ إذا كانَ مُقتضى إنسانيّةِ الإنسانِ تدعوه للأخلاقِ والإصلاحِ الاجتماعي حتّى لو لم تكُن هناكَ رسالةٌ، فمِن بابِ أولى أن يكونَ ذلكَ دورُ الأنبياءِ حتّى قبلَ تكليفِهم بالرّسالة.
اترك تعليق