ما صحّةُ الحديثِ المنسوبِ إلى الإمامِ الصّادق (عليهِ السّلام) وهوَ (جهلةٌ شيعتِنا أشدُّ علينا مِن أعدائِنا)؟
السلامُ عليكم ورحمةُ الله،
لم يرِد هذا النصُّ في مصادرِنا الحديثيّةِ أو التأريخيّةِ التي وصلَت إلينا، ولكن وردَ مضمونٌ آخرُ في صفةِ علماءِ السّوءِ عن الإمامِ الصادقِ (عليهِ السّلام) أنّه قال: (…هُم أضرُّ على ضعفاءِ شيعتِنا مِن جيشِ يزيد على الحُسينِ بنِ عليّ (عليهما السّلام) وأصحابِه، فإنّهم يسلبونَهم الأرواحَ والأموالَ، وهؤلاءِ علماءُ السّوءِ الناصبونَ المُتشبّهونَ بأنّهم لنا موالون، ولأعدائِنا معادون، ويُدخِلونَ الشكَّ والشبهةَ على ضعفاءِ شيعتِنا فيضلّونَهم ويمنعونَهم عَن قصدِ الحقِّ المُصيب...).[ينظر: بحارُ الأنوارِ للعلّامةِ المجلسيّ (ج2/ص89) نقلاً عن تفسيرِ العسكريّ].
نعم، أوردَ الطبرسيّ (ره) في كتابِه الاحتجاج (ج2/ص288) في ذمِّ جهلةِ الشيعةِ، روايةً جاءَ فيها: وممّا خرجَ عن صاحبِ الزمانِ صلواتُ اللهِ عليه، ردّاً على الغلاةِ منَ التوقيعِ جواباً لكتابٍ كُتبَ إليه على يدي محمّدٍ بنِ عليٍّ بنِ هلالٍ الكرخي: يا محمّدُ بنُ عليّ تعالى اللهُ وجلَّ عمّا يصفون، سبحانَه وبحمدِه ، ليسَ نحنُ شركاؤه في علمِه ولا في قُدرتِه ، بل لا يعلمُ الغيبَ غيرُه، كما قالَ في مُحكمِ كتابِه تباركَت أسماؤه: (قل لا يعلمُ مَن في السماواتِ والأرضِ الغيبَ إلّا الله )، وأنا وجميعُ آبائي من الأوّلين : آدمُ ونوحُ وإبراهيمُ وموسى ، وغيرُهم منَ النبيّينَ ، ومنَ الآخرينَ محمّدٌ رسولُ الله ، وعليٌّ بنُ أبي طالب ، وغيرُهم ممَّن مضى منَ الأئمّةِ صلواتُ اللهِ عليهم أجمعين ، إلى مبلغِ أيّامي ومُنتهى عصري ، عبيدُ اللهِ عزَّ وجل يقولُ اللهُ عزَّ وجل : ( مَن أعرضَ عن ذكري فإنَّ لهُ معيشةً ضنكاً ونحشرُه يومَ القيامةِ أعمى * قالَ ربِّ لمَ حشرتني أعمى وقد كنتُ بصيراً * قالَ كذلكَ أتتكَ آياتُنا فنسيتَها وكذلكَ اليومَ تُنسى).[طه:124].
يا محمّدُ بنُ علي قد آذانا جهلاءُ الشيعةِ وحمقاؤهم ، وَمَن دينُه جناحُ البعوضةِ أرجحُ منه.
فأشهِدُ اللهَ الذي لا إلهَ إلّا هوَ وكفى بهِ شهيداً ، ورسولَه محمّداً صلّى اللهُ عليهِ وآله ، وملائكتَه وأنبياءَه ، وأولياءَه عليهِم السّلام وأشهدكَ ، وأشهدُ كلَّ مَن سمعَ كتابي هذا، أنّي بريءٌ إلى اللهِ وإلى رسولِه ممَّن يقولُ : إنّا نعلمُ الغيبَ ، ونشاركُه في مُلكِه ، أو يحلّنا محلّاً سوى المحلِّ الذي رضيهُ اللهُ لنا وخلقنا له...).
وممّا جاءَ في الاهتمامِ بالجاهلِ وإرشادِه إلى العالمِ ما رُويَ في تفسيرِ العسكري عَن آبائِه عن رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله أنّه قال (…مَن كانَ مِن شيعتِنا عالماً بعلومِنا وهذا الجاهلُ بشريعتِنا المُنقطعُ عَن مشاهدتِنا يتيماً في حجرِه ألا فمَن هداهُ وأرشدَه وعلّمَه شريعتَنا كانَ معنا في الرّفيقِ الأعلى...). تفسيرُ العسكريّ. ودمتُم سالمين.
اترك تعليق