استبعاد أن يكون الحسين قد أراد السبي لنسائه
شبهة: مالحكمة من مشيئة الله أن يرى نساء الحسين وأطفاله سبايا ؟ لا يمكن أن يكون الحسين قد أراد للنساء والأطفال أن يقعن سبايا رغم القصة التي تذكرونها. فالأرجح أن الحسين كان يظن أن أهل الكوفة كانوا سيكونون عزوة له ولذلك خرج بالنساء والأطفال, وليس لأنه يأخذهم لكي يكونوا سبايا، فلا أحد يرضى أن يكون نساؤه وأطفاله سبايا والحسين ليس نبيا يوحى إليه كما كان يوحى إلى سيدنا إبراهيم.
أخبار الثورة الحسينية وما يجري على الحسين (عليه السلام) كانت متداولة ومبثوثة في البيت النبوي منذ ولادة (عليه السلام) وطفولته، فحديث التربة الحمراء - الذي يرويه أحمد في مسنده, والهيثمي في مجمعه, والبويصري في إتحاف الخيرة المهرة - معروف مشهور, وهي التربة التي أحضرها جبريل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما أخبره عن مقتل الحسين (عليه السلام), والمكان الذي يقتل فيه، والحسين (عليه السلام) مازال طفلاً يحبو ..
وعليه فمعرفته (عليه السلام) بمقتله كانت معلومة عنده لا تحتاج إلى وحي ولا نبوة..
أما أخذه للنساء وهو يعلم أنه مقتول ومفارق للدنيا, فهذا جزء من نهضته (عليه السلام), فقد كان للنساء وخاصة زينب (عليها السلام) الدور الأكبر في فضح يزيد وحكمه، ولولا دورها (عليها السلام) لاندرست هذه الثورة وضاعت معالمها وأحداثها خاصة بعد مقتل كل الرجال والأطفال فيها ما عدى النزر القليل منهم.
اترك تعليق