تكذيب بكاء السماء واحمرارها يوم مقتل الحسين (ع)
ما روي من أن السماء صارت تمطر دما، أوأن الجدر كان يكون عليها الدم، أوما يرفع حجر إلا ويوجد تحته دم، أوما يذبحون جزوراً إلا صار كله دماً فهذه كلها أكاذيب تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة.
هذه الأخبار روتها كتب أهل السنة وليس الشيعة، فإن كانت كاذبة فاللوم يقع على الموروث السني الكاذب وليس الشيعي .. وإليك نزراً يسيراً منها في هذه العجالة:
ذكر أبو نعيم الأصفهاني في كتابه ( معرفة الصحابة ) ص 662, عند ترجمته للحسين (عليه السلام): أحمرت السماء لقتله، وكُسفت الشمس يوم موته، وصار الورس في عسكره رماداً، والمنحور من جذره دماً، لم يرفع حجر بالشام إلاّ رئي تحته دم عبيط، وناحت الجن لرزيته وفقده.
وروى الطبراني بسنده عن ابن شهاب: ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن علي إلاّ عن دم .. قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) ج1 ص 196: ورجاله رجال الصحيح.
ويروي الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) ج3 ص 213, عن ابن سيرين قوله: لم تبك السماء على أحد دماً بعد يحيى (عليه السلام) إلا الحسين.
وفي المصدر ذاته يروي الذهبي عن المدائني, عن علي بن مدرك, عن جده الأسود بن قيس، قال: أحمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر ترى كالدم.
فهذه مصادر سنية معتبرة ومعتمدة عند أهل السنة في توثيق الحوادث يأخذون منها تاريخهم وأخبار الخلفاء والدول, فإن صدقتْ في نقل غيرها من الحوادث فهي صادقة في نقل هذه الأحداث التي جرت عند مقتل الحسين (عليه السلام), وإن كذبتْ فهذا يعني أن تاريخهم كاذب.
مع ملاحظة علمية أنه اتفق أهل العلم أن الأخبار التي تتناول الملاحم والسير لا تحتاج إلى أسانيد صحيحة وإنما المدار على شهرتها وتداولها بين الناس.
اترك تعليق