وردَ إشكالٌ إدّعيَ فيه أنّ السيادةَ للنبيّ محمّدٍ (ص) وليسَ لأميرِ المؤمنينَ عليهِ السلام، وأنّ السيادةَ تنحدرُ منَ النبيّ محمّدٍ (ص) فقط، والإمامُ يُعدُّ عليّاً منَ العوام ؟!

السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،إنّ صاحبَ هذهِ الدعوى إمّا جاهلٌ أو مغرضٌ، وذلكَ لأنّ أصلَ السيادةِ المُتحقّقةِ لرسولِ اللهِ (ص) قد جاءَته مِن جدِّه الأعلى (هاشمٍ) كما بيّنَ ذلكَ فقهاؤنا وعلماؤنا في كتبِهم وخصوصاً عندَ تعرّضِهم لمبحثِ مُستحقِّ الخُمسِ مِن بني هاشمٍ كما في المسألةِ (1261) مِن منهاجِ الصالحينَ لسماحةِ المرجعِ الأعلى السيّدِ السيستانيّ دامَ ظلّه وغيره منَ المراجعِ الآخرين، وفي الوقتِ نفسِه فإنّ الجدَّ الأعلى (هاشماً) يُعدُّ جدّاً أيضاً للإمامِ عليٍّ (ع) لكونِ نسبِه ينتهي إليه، وإليكَ نسبَ رسولِ اللهِ (ص)، ومِن بعدِه نسب أميرِ المؤمنين (ع). ففي كتابِ (الصحيحُ مِن سيرةِ النبيّ (ص) الأعظمِ للسيّدِ جعفرٍ مُرتضى العامليّ (ج2/ص63) هوَ أبو القاسمِ مُحمّدٌ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلّم)، بنُ عبدِ الله، بنِ عبدِ المُطّلب، شيبةِ الحمد، بنِ هاشمٍ، بنِ عبدِ مناف، بنِ قصي، بنِ كلابَ بنِ مرّة، بنِ كعبٍ، بنِ لؤي، بنِ غالبٍ، بنِ فهر، بنِ مالك، بنِ نضر، بنِ كنانة، بنِ خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان. وأمّا الإمامُ عليٌّ (ع) فهوَ عليٌّ بنُ أبي طالب بنِ عبدِ المُطّلبِ بنِ هاشم بنِ عبدِ مناف بنِ قصي بنِ كلاب بنِ مرّة بنِ كعب بنِ لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريشٌ بنُ كنانة بنِ خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بنِ نزار بن معد بن عدنان. وهذا النسبُ الشريفُ لا يختلفُ عليهِ إثنانٍ ومدوّنٌ في أغلبِ كتبِ النسب. وبعيداً عن النسبِ الشريف، فهناكَ رواياتٌ معروفةٌ بينَ الفريقين قد نصّت على أنّ الإمامَ عليّاً عليهِ السلام سيّدٌ، منها ما في كتابِ معاني الأخبار للشيخِ الصّدوقِ (ص103): أنّ رسولَ اللهِ قال: أنا سيّدُ ولدِ آدم، وعليٌّ سيّدُ العرب، ومِنها ما في كتابِ شرحِ إحقاقِ الحقِّ للسيّدِ المرعشيّ (ج22/ص134): أنّ رسولَ اللهِ قالَ لأميرِ المؤمنينَ (ع): أنتَ سيّدٌ في الدنيا وسيّدٌ في الآخرة، ومِنها: أنّ رسولَ اللهِ (ص) قال: الحسنُ والحُسين سيّدا شبابِ أهلِ الجنّة. فإذا كانَ أبناءُ الإمامِ عليّ (ع) منَ السادةِ، أفليسَ منَ الطبيعيّ أن يكونَ أبوهما سيّداً؟! ودمتُم سالِمين.