هل أجدُ لديكُم معلوماتٍ عن أثرِ القِصّةِ القرآنيّةِ في تهذيبِ شخصيّةِ الفردِ في المُجتمعِ الإسلامي؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : هناكَ بعضُ الكتبِ والدراساتِ التي تناولَت تأثيرَ القصّةِ القرآنيّةِ في بناءِ الشخصيّة، نشيرُ لبعضِها لعلَّ السائلَ يجدُ فيها ما يبحثُ عنه. كتابُ (بناءِ الشخصيّةِ في القصّةِ القرآنيّة) لمُصطفى عليان، نشرُ دارِ البشيرِ للنشرِ والتوزيع، جاءَ في نبذةِ الناشرِ للكتاب: (قامَ المؤلّفُ بتوضيحِ مفهومِ الشخصيّةِ على وجهِ العموم، والشخصيّةِ الإسلاميّةِ على وجهِ الخصوص، في قيامِها على المقوّمينِ العقليّ والنفسي، وما أوجدَ لهُما الإسلامُ مِن قاعدةٍ عقديّةٍ قطعيّةٍ كانَت مقياساً لمفاهيمِ العقلِ وميولِ النفسِ معاً، معَ استعراضٍ للشخصيّاتِ التي تعرّضَ لذكرِها القرآنُ الكريم) وهناكَ رسالةٌ علميّةٌ تحتَ عنوان (منهجُ القصّةِ القرآنيّ في ترسيخِ الأخلاق) لعبدِ الرحمنِ دواد جميل، نشرُ جامعةِ النجاحِ الوطنيّةِ نابلس، وقد جاءَ في مُلخّصِ الدراسةِ: (سلكَ القرآنُ الكريمُ في تكريسِ الأخلاقِ في النفوسِ أسلوبين وهُما، الأوّلُ: الأسلوبُ المُباشرُ في النهي عن ذميمِ الأخلاقِ أو في الأمرِ بأحسنِها، ولكنّه لم يُكثِر مِن هذا الأسلوب؛ لأنَّ النفسَ البشريّةَ قد تأبى أن تستجيبَ للأمرِ والنهي المُباشرين. الثاني: الأسلوبُ غيرُ المباشر، وهوَ ما أكثرَ القرآنُ الكريمُ مِن استخدامِه مِن خلالِ القصّةِ المُحبّبةِ للنفوسِ، ليرسمَ بذلكَ المنهجَ الأمثلَ في التعاملِ معَ الأخلاقِ، ويبيّنُ أنَّ هذا الأسلوبَ هوَ الأنجعُ في تربيةِ الناسِ وتعويدِهم على التزامِ الآدابِ والأخلاق..) وهناكَ دراسةٌ مُحكمَةٌ نُشرَت في مجلّةِ الجامعةِ الإسلاميّةِ للعلومِ الشرعيّة في عددِها 187، تحتَ عنوان (أثرُ القصّةِ القرآنيّةِ في تكوينِ الشخصيّةِ الإسلاميّة) لمؤلّفِه سعيد نبيل محمد مرعي. وقد جاءَ في مُستخلصِ الدراسةِ: (تناولَت هذهِ الدراسةُ أثرَ القصّةِ القرآنيّةِ في تكوينِ الشخصيّةِ الإسلاميّة، وذلكَ لِما لها مِن دورٍ كبيرٍ في بناءِ الشخصيّةِ الكاملة، وهذا الكمالُ له مكوّناتٌ ثلاثة، الأوّلُ: المكوّنُ الإيمانيّ، والمكوّنُ العباديُّ، والمكوّنُ الأخلاقيّ، ثمَّ تناولَ الباحثُ تفاصيلَ هذهِ المكوّناتِ مِن خلالِ القصّةِ القرآنيّةِ بما يفي بالمقصود، وبالتالي فقد تناولَ الباحثُ في المكوّنِ الأوّل: أثرَ القصّةِ القرآنيّةِ في تكوينِ الشخصيّةِ الإسلاميّة بالإيمانِ باللهِ وملائكتِه وكتبِه ورسلِه واليومِ الآخر، ثمَّ خصّصَ المكوّنَ الثاني، للعباداتِ كالصّلاةِ والزكاةِ والصيامِ والحجِّ، ثمَّ أفردَ المكوّنَ الثالثَ للقيمِ الأخلاقيّة، كالصّدقِ، والحِلمِ، والرحمةِ، والمحبّةِ والشفقةِ، ودفعِ السيّئةِ بالحسنة، والوفاءِ بالوعد، وقبولِ اعتذارِ المُخطئين، والعفوِ عندَ المقدرة، والسموِّ بالآلامِ فوقَ الجراح، والتلطّفِ بالقولِ، والقولِ الحسنِ، والصبرِ، والرحمةِ، والرفقِ بالضعيفِ، وإعانةِ المُحتاج، والعفافِ والحياءِ والأمانةِ، وإكرامِ الضيفِ، وإيواءِ الغريبِ والشريد، والوفاءِ بالعقود، وهذهِ المكارمُ هيَ الغايةُ مِن بعثةِ نبيّنا صلّى اللهُ عليهِ وسلّم، ومِن أهمِّ النتائجِ التي توصّلَ لها الباحثُ: أنَّ في القصصِ القرآنيّ أحدُ المصادرِ الأساسيّةِ في تكوينِ الشخصيّةِ الإسلاميّةِ المتوازنةِ، ومِن أهمِّ التوصياتِ في البحثِ: إفرادُ أبحاثٍ مُستقلّةٍ لكلِّ قصّةٍ، وتجمعُ فيها مكوّناتُ الشخصيّةِ الإسلاميّة، بدراسةٍ موسّعةٍ، وتكونُ ضمنَ المناهجِ الدراسيّةِ في مقرّراتِ التفسيرِ الموضوعي؛ لِما لها مِن أهميّةٍ بالغةٍ، ففي دراسةِ قصصِ الأنبياءِ أسوةٌ وقدوة، وقصصُهم لم تُذكَر للتسليةِ، بل لأخذِ العِظةِ والعِبرة.
اترك تعليق