لماذا نسلّمُ على أنفسِنا في الصلاة؟
مَن المقصودونَ في التسليمِ الأخيرِ حينَ القولِ في الصلاة: (السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصّالحين، السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه)؟ ولماذا نسلّمُ على أنفسِنا في الصلاة؟
السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،أمّا السلامُ الأوّلُ (السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصّالحين)، فالمرادُ مِن ضميرِ الجمعِ في (السلامُ علينا) هوَ نفسُ المُتكلّم، وجاءَ في الحديثِ في معنى قولِ اللهِ تعالى: {فَإِذَا دَخَلتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُم تَحِيَّةً مِن عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} [سورةُ النور: 61] كما في [تفسيرِ القمّي ج2 ص109] ذيلِ الآيةِ الكريمة: « في روايةِ أبي الجارودِ، عن أبي جعفرٍ (عليهِ السلام) في قولِه، قالَ: يقولُ إذا دخلَ الرجلُ منكم بيتَه فإن كانَ فيهِ أحدٌ يسلّم عليهم، وإن لم يكُن فيهِ أحدٌ فليقل: السلامُ علينا مِن عندِ ربّنا يقولُ اللهُ: {تَحِيَّةً مِن عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} ». والمرادُ بـ(عبادِ اللهِ الصالحين) معناه العُرفيّ، ويشملُ كلَّ عبدٍ صالحٍ، مِن حيٍّ وميّتٍ، ويعمُّ الملائكةَ والآدميّينَ والجنَّ، فهوَ دعاءٌ لكلِّ عبدٍ للهِ صالح. إذن: هذا السلامُ هو دعاءٌ للنفسِ ولجميعِ عبادِ اللهِ الصالحينَ الأحياءِ مِنهم والأموات. أمّا السلامُ الآخر (السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه) فالمرادُ به الملكانِ الموكّلانِ بكتابةِ الحسناتِ والسيّئاتِ وغيرُه إن كانَ إماماً أو مأموماً، فمرجعُ الضميرِ في (عليكم) هو الملكانِ إذا كانَ الإنسانُ يُصلّي مُنفرداً، وإذا كانَ يُصلّي إماماً فمرجعُ الضميرِ هوَ الملكانِ والمأمومونَ، وإذا كانَ يصلّي مأموماً فمرجعُ الضميرِ هوَ الملكانِ والإمامُ والمأمومونَ الذي يصلّونَ معه. قالَ الفقيهُ السيّدُ مُحمّد سعيد الحكيم (قدّسَ سرّه) في بعضِ أجوبةِ استفتاءاته: « والذي يظهرُ أنَّ مرجعَ الضميرِ في قولِ : (عليكم ) هوَ الملكانِ والمأمومون إذا كانَ المُصلّي الإمام، والإمامُ والمأمومونَ الذينَ على اليمينِ أو اليسار إذا كانَ المُصلي مأموماً. نعم، لا إشكالَ في الاكتفاءِ بقصدِ المرادِ منَ الكلامِ إجمالاً، ولا يجبُ معرفتُه وتعيينُه تفصيلاً ». وهذا هوَ المُستظهَرُ مِن بعضِ الرواياتِ، كالروايةِ التي رواها الشيخُ الصدوقُ في [عللِ الشرائعِ ج2 ص359 ب77 ح1] عن المُفضّلِ بنِ عُمر عن الإمامِ الصّادقِ عليهِ السلام.
اترك تعليق