مَن هُم أبرزُ الشخصيّاتِ التي سترجعُ معَ الإمامِ المهدي (عج) ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : تعدُّ الرجعةُ منَ العقائدِ الضروريّةِ عندَ الشيعة، وهيَ مِن خصائصِهم التي عُرفوا وتميّزوا بها عن باقي المذاهب، وذلكَ تِبعاً لأئمّتِهم سلامُ اللهِ عليهم، فقد رويَ في الحديثِ المتواترِ عنهم حصولُ الرجعةِ في آخرِ الزمان، وسيرجعُ مَن محضَ الإيمانَ محضاً، ومَن محضَ الكُفرَ محضاً، وسيرجعُ جميعُ الأنبياءِ والمُرسلين، ولكِن على شكلِ دفعاتٍ وفي أزمنةٍ مُتتالية. وقد نصَّت الرواياتُ على أسماءِ بعضِ الراجعينَ في زمنِ الإمامِ المهدي (عج) وما بعدَه، منَ الممدوحينَ والمذمومين: وإليكَ بعضَ ما عثرنا عليه: منَ الممدوحين: 1ـ الإمامُ الحُسين عليهِ السلام ومعهُ شهداءُ كربلاء، وسبعونَ نبيّاً: عن حمرانَ بنِ أعين عن أبي جعفرٍ (ع) قالَ إنَّ أوّلَ مَن يرجعُ لجارُكم الحُسين (ع) فيملكُ حتّى تقعَ حاجباهُ على عينيهِ منَ الكبر. (مختصرُ البصائرِ للحلّي، ص27). وعن الصادقِ عليهِ السلام: ويُقبِلُ الحُسين (ع) في أصحابِه الذينَ قُتلوا معَه، ومعه سبعونَ نبيّاً كما بُعثوا مع موسى بنِ عمران (ع) فيدفعُ إليهِ القائمُ (ع) الخاتمَ فيكونُ الحُسين عليهِ السلام هوَ الذي يلي غسلَه وكفنَه وحنوطَه ويواري به في حُفرتِه. (مُختصرُ البصائرِ للحلّي، ص48). 2ـ سبعٌ وعشرونَ رجُلاً منَ العُظماءِ وظيفتُهم التمهيدُ لظهورِ الإمام: ـ وعن عبدِ اللهِ بنِ القاسمِ البطل، عن أبي عبدِ الله (عليهِ السلام) في قولِه تعالى : { وقضينا إلى بني إسرائيلَ في الكتابِ لتُفسدنَّ في الأرضِ مرّتين } قالَ : قتلُ عليٍّ بنِ أبي طالب (عليهِ السلام) وطعنُ الحسنِ (عليهِ السلام) { ولتعلنَّ علوّاً كبيراً } قالَ : قتلُ الحُسين (عليهِ السلام) { فإذا جاءَ وعدُ أوليهما } فإذا جاءَ نصرُ دمِ الحُسين ( عليهِ السلام ) : { بعَثنا عليكُم عباداً لنا أولي بأسٍ شديدٍ فجاسوا خلالَ الديار } قومٌ يبعثُهم اللهُ قبلَ خروجِ القائمِ (عليهِ السلام) فلا يدعونَ وِتراً لآلِ محمّدٍ إلّا قتلوه { وكانَ وعداً مفعولاً } خروجُ القائمِ (عليهِ السلام). (الكافي للكُليني: 8 / 206). ـ وروى المُفضّلُ بنُ عُمر ، عن أبي عبدِ اللهِ عليهِ السلام قالَ : يُخرجُ القائم عليهِ السلام مِن ظهرِ الكوفةِ سبعةً وعشرينَ رجلاً ، خمسةَ عشرَ مِن قومِ موسى عليهِ السلام الذينَ كانوا يهدونَ بالحقِّ وبهِ يعدلون ، وسبعةً مِن أهلِ الكهفِ ، ويوشعَ بنَ نون ، وسلمانَ ، وأبا دجانةَ الأنصاري ، والمقدادَ ، ومالكاً الأشتر ، فيكونونَ بينَ يديهِ أنصاراً وحُكّاماً. (الإرشادُ للمُفيد: 2 / 386). 2ـ حمرانُ بنُ أعين وميسرُ بنُ عبدِ العزيز: عن عبدِ اللهِ بنِ بكيرٍ عن أبي عبدِ الله (ع) قالَ كأنّي بحمرانَ ابنِ أعين وميسرِ بنِ عبدِ العزيز يخبطانِ الناسَ بأسيافِهما بينَ الصّفا والمروة. (منتخبُ البصائرِ للحلّي، ص25). 3ـ بعضُ أصحابِ أميرِ المؤمنين (ع): عن الأصبغِ بنِ نُباتة أنَّ عبدَ اللهِ بنَ الكوّاء اليشكري قامَ إلى أميرِ المؤمنينَ (ع) وسألَه: ... أنَّ أناساً مِن أصحابِك يزعمونَ أنّهم يردّونَ بعدَ الموت ! فقالَ أميرُ المؤمنين (ع): نعم، تكلّم بما سمِعت ولا تزِد في الكلام فما قُلتَ لهم؟ قالَ: قلتُ: لا أؤمنُ بشيءٍ ممّا قُلتم. فقالَ لهُ أميرُ المؤمنين (ع): ويلَك إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ابتلى قوماً بما كانَ مِن ذنوبِهم فأماتَهم قبلَ آجالِهم التي سُمّيَت لهم ثمَّ ردَّهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقَهم ثمَّ أماتَهم بعدَ ذلكَ قالَ فكبرَ على ابنِ الكوّاءِ ولم يهتدِ له ... (مُختصر البصائرِ للحلّي، ص22) فهؤلاءِ جملةٌ مِن أصحابِ أميرِ المؤمنينَ (ع) يرجعونَ إلى الدنيا، والظاهرُ أنّ بعضَهم يرجعونَ في دولةِ الإمامِ الحُجّة (عج) وبعضُهم يرجعونَ في دولةِ الإمامِ أميرِ المؤمنين (ع). 4ـ إسماعيلُ بنُ الإمامِ الصّادقِ (ع) وعشرةٌ مِن أصحابِه مِنهم شريكٌ بنُ عبدِ اللهِ العامر، وأربعةُ آلافِ رجلٍ: عن أبي سلمةَ سالمٍ بنِ مكرم الجمّال عن أبي عبدِ الله (ع) قالَ سمعتُه يقول: إنّي سألتُ اللهَ عزَّ وجلَّ في إسماعيلَ أن يُبقيهِ بعدي فأبى ولكنّه قد أعطاني فيهِ منزلةً أن يكونَ أوّلَ منشورٍ في عشرةٍ مِن أصحابِه وفيهم عبدُ الله بنُ شريكٍ العامري وفيهم صاحبُ الراية. (مُختصرُ البصائرِ للحلّي، ص26). عن عليٍّ بنِ المُغيرة ، عن أبي جعفرٍ عليهِ السلام قالَ : كأنّي بعبدِ اللهِ بنِ شريكٍ العامري عليهِ عمامةٌ سوداء وذؤابتاها بينَ كتفيه مصعداً في لحفِ الجبلِ بينَ يدي قائمِنا أهل البيت في أربعةِ آلافٍ مكرّونَ ومكرورون. (رجالُ الكشّي: 2 / 481). 5ـ المفضّلُ بنُ عُمر معَ أربعٍ وأربعينَ رجلاً: عن المُفضّلِ بنِ عُمر ، قالَ : قالَ أبو عبدِ الله ( عليهِ السلام ) : يا مُفضّلُ ، أنتَ وأربعةٌ وأربعونَ رجلاً تُحشرونَ معَ القائم ، أنتَ على يمينِ القائمِ تأمرُ وتنهى ، والناسُ إذ ذاكَ أطوعُ لكَ منهم اليوم. (دلائلُ الإمامةِ للطبري، 464).6ـ داودُ الرقّي عن أبي عبدِ اللهِ البُرقي رفعَه ، قالَ: نظرَ أبو عبدِ الله عليهِ السلام إلى داودَ الرقّي وقد وليَّ ، فقالَ : مَن سرَّه أن ينظرَ إلى رجلٍ مِن أصحابِ القائمِ عليهِ السلام فلينظُر إلى هذا . وقالَ في موضعٍ آخر : أنزلوه فيكُم بمنزلةِ المقدادِ رحمَه الله. (رجالُ الكشّي: 2 / 705). 7ـ ثلاثةُ عشرةَ امرأةٍ وظيفتهنَّ مداواةُ الجرحى عن المُفضّلِ بنِ عُمر ، قالَ : سمعتُ أبا عبدِ اللهِ (عليهِ السلام) يقولُ : يكرُّ معَ القائمِ (عليهِ السلام) ثلاثَ عشرةَ امرأةً. قلتُ : وما يصنعُ بهنَّ ؟قالَ : يداوينَ الجرحى ، ويقمنَ على المرضى ، كما كانَ معَ رسولِ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله) . قلتُ : فسمهنَّ لي . فقالَ: القنواءُ بنتُ رشيد ، وأمُّ أيمن ، وحبابةُ الوالبيّة ، وسميّةُ أمُّ عمّارٍ بنِ ياسر ، وزبيدةُ ، وأمُّ خالدٍ الأحمسيّة ، وأمُّ سعيدٍ الحنفيّةُ ، وصبانةُ الماشطة ، وأمُّ خالدٍ الجهنيّة. (دلائلُ الإمامةِ للطبري، 484). ووردَ في بعضِ الرواياتِ رجوعُ بعضِ المذمومينَ أمثالِ صنمي قُريش، والمرأتين، وسعدٍ بنِ أبي وقّاص، وغيرِهم. والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق