من الذي كان يرعى النبي ابراهيم (ع)؟
السلام عليكم .. من المعلوم ان لكل نبي او رسول (صلوات الله على نبينا واله وعليهم اجمعين ) نظاما صارما طاهرا" لاشبهة فيه في كل ما يتعلق به قبل وحين ولادته حيث ذكر القران الكريم قصة مريم العذراء وكفالتها ..السؤال هو كيف نوفق بين ما ذكر انفا" وبين ما ذكر عن قيام عم النبي ابراهيم عليه السلام بتربيته والقيام بشؤونه .. ولكم الشكر والتقدير على هذا الجهد .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : لم تتطرَّق الآياتُ القرآنيّةُ لتفاصيلِ تلكَ الكفالةِ كما لم يرِد في الأحاديثِ الشريفةِ ما يُبيّنُ ذلك، وعليهِ لا يمكنُ الخوضُ في تفاصيلِ ذلكَ مِن بابِ الاجتهادِ والاستحسان، وإنّما يكفي الارتكازُ على المُحكماتِ والوقوفُ عندَ حدودِ ما هوَ معلومٌ منَ الدينِ بالضرورةِ وهوَ أنَّ أنبياءَ اللهِ طاهرينَ ومُطهّرينَ قبلَ البعثةِ وبعدَ البعثة، ومِن هُنا لابدَّ أن تكونَ أيادي الغيبِ هيَ التي كانَت ترعى إبراهيمَ حتّى لو كانَ في بيتِ عمِّه المُشركِ آزر، حالهُ في ذلكَ حالُ نبيّ اللهِ موسى الذي نشأ وتربّى في قصرِ فرعون، حيثُ كشفَت الآياتُ القُرآنيّةُ كيفَ أنَّ اللهَ كانَ يرعى موسى وهوَ في قصرِ فرعون، وقد أشَرنا لذلكَ في إجابةٍ سابقةٍ على سؤالٍ مُشابهٍ لهذا السؤالِ إلّا أنّهُ كانَ يتعلّقُ بحياةِ نبيِّ اللهِ موسى في قصرِ فرعون، وما قلناهُ هناكَ ينطبقُ هُنا أيضاً، فقولُ اللهِ تعالى في حقِّ موسى (وَلِتُصنَعَ عَلَىٰ عَيني) تدلُّ بشكلٍ قطعيٍّ على أنَّ جميعَ ما جرى على موسى (عليهِ السلام) كانَ بعينِ اللهِ تعالى، وبالتالي لا يمكنُ أن نتصوّرَ دخولَ أيّ مالٍ ملوّثٍ إلى جوفِ موسى (عليهِ السلام)، إذ كيفَ يمكنُ تصوّرُ ذلكَ وقد كانَت صناعتُه وتربيتُه تجري بعينِ اللهِ تعالى؟ ففي الآيةِ الواحدةِ والأربعين مِن سورةِ طه تصريحٌ بذلكَ حيثُ قالَ تعالى: (وَاصطَنَعتُكَ لِنَفسي)، وإن لم تأتِ هذهِ الآيةُ في حقِّ إبراهيم في علاقتهِ بعمِّه آزر إلّا أنَّ سنّةَ اللهِ معَ أنبيائِه واحدةٌ لا يُفرَّقُ بينَ أحدٍ مِن رُسلِه.
اترك تعليق