الإسقاط النجمي ما صحة وجوده ؟

هل تتحدث المصادر الإسلامية عن السفر الروحية أي يخرج روح الإنسان في بدنه ويسافر دون البدن؟ اذا يمكن هل يجوز ذلك بحسب المصادر الإسلامية؟

: الشيخ معتصم السيد احمد

الجوابُ:

يبدو أنَّ السائلَ يشيرُ إلى ما يُسمّى بالإسقاطِ النجمي أو الإسقاطِ الأثيري،‏ وهيَ نظريّةٌ تزعمُ وجودَ جسدٍ ثانٍ للإنسان مِن إشعاع، وأنَّ الإنسانَ لهُ قُدرةٌ على التحكّمِ في ذلكَ الجسدِ الأثيري أو الإشعاعي، وقد تمَّ تفسيرُ هذا الجسدِ الأثيري بالرّوح، وعليهِ فإنَّ نظريّةَ الإسقاطِ النجمي تقومُ على إمكانيّةِ خروجِ الرّوحِ عن البدن، ومِن ثمَّ تركِ البدنِ والسفرِ عبرَ الجسمِ الأثيري لأيّ مكانٍ يريدُه، ويُمكنُ تعريفُ الإسقاطِ النجمي بأنّهُ خروجُ الروحِ منَ الجسد وسفرُها إلى مكانٍ بعيدٍ يصلُ إلى الكواكبِ والمَجرّات، وقد أشارَ الفلاسفةُ قديماً إلى وجودِ تلكَ المادّةِ الأثيريّةِ وقد سمّاها أرسطو العُنصرَ الخامسَ وعدّها عُنصراً سامياً شريفاً ثابتاً غيرَ قابلٍ للتغييرِ والفساد، إلّا أنَّ العلمَ الحديثَ لا يعترفُ بوجودِ هذهِ المادّةِ الأثيريّةِ، ويُقالُ إنَّ أوّلَ مَن استخدمَ عمليّةَ الإسقاطِ النجمي هُم الفراعنة، مُضافاً لوجودِ آثارٍ لها في الحضاراتِ الشرقيّةِ مثلَ البوذيّة، وعلى الرغمِ مِن وجودِ بعضِ الأشخاصِ الذينَ يدّعونَ أنّهم قادرونَ على القيامِ بالإسقاطِ النجمي إلّا أنّهُ لا يمكنُ التحقّقُ مِن ذلك، ومِن هُنا يُصنّفُ الإسقاطُ النجمي ضمنَ العلومِ الزائفة التي لا يمكنُ الوثوقُ بها أو الركونُ إليها، كما أنَّ المصادرَ الإسلاميّةَ لم تُشِر إلى وجودِ مثلِ هذهِ القُدرة التي تُمكّنُ الإنسانَ منَ التحكّمِ في روحِه وإرسالِها إلى حيثُما يُريد.