صحة كتاب أنوار الشهادة لليزدي

ما رائيكم بكتاب انوار الشهادة في مصائب العترة الطاهرة و هل ما كتب فيه صحيح

: فريق اللجنة العلمية

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

{الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى}

[أولاً] المؤلف:

(أ) هويته:

الشيخ حسن بن علي بن محمد الكَثْنَوي اليزدي الحائري، المتوفى بكربلاء المقدسة عام ١٢٩٧هـ (قدس الله روحه).

أو الكَسْنَوي، أو الكَشَوي، كما رأيتُ عند بعض المترجِمين، أو في بعض النُّسخ، ولعلهما اشتباه، فالكَثْنَوي هي الأشهر، وأثبتها المصنِّف هكذا بخطه، نسبة لـ(كَثْنَيه)، أو (كَثْنَويه)، وهي قرية قديمة في يزد، وصارت مؤخراً مَحَلَّة بها.

قد تفرَّدتْ دائرة المعارف الحُسينية (معجم المصنَّفات): ج٤ ص٣٩٦ ت٩١٠، بإثبات اسمه مركَّباً (محمد حسن)، ولا أعرف مستندَها، ربما أخذَته من فهرس الآستانة الرضوية.

وفي معجم أعلام الشيعة: ج١ ص١٥٢ ت١٧٧، وكذلك في طبقات الفقهاء: ج١٣ ص١٩٨ ت٤٠٤٩، ساقا اسمه هكذا:

(حسن بن غلام علي بن محمد رشيد)، وقد اقتبساه من نجوم السّرد بذكر علماء يزد للسيد جواد المدرِّسي.

ومهما يكن، فهذا لا يُخرِج اسمه عمَّا ذكرتُه، وهو الأشهر، كما أنه المقدار المتيقن، ووُجِد بخطه في نسخة الأصل.

(ب) أسرته:

وكان أبوه الشيخ علي، وكذلك عمُّه الشيخ محمد، وكذلك ابنه الشيخ باقر .. جميعهم من علماء يزد المعروفين.

(ج) شهرته:

وهو من علماء الشيعة في يزد، ثم في أصفهان، ثم في مشهد المعظمة، ثم في كربلاء المكرمة، وكان متكلِّماً فقيهاً أخلاقياً واعظاً مصنِّفاً متفنناً إماماً للجماعة.

(د) قيل في وصفه:

عالم، جليل، فاضل، فقيه، واعظ، مشارِك في العلوم.

وقيل أيضاً: العالم الرباني، الفاضل الصمداني، رئيس المحدِّثين، شيخ المحققين، شمس الواعظين، مُحيي مراسم السُّنة والدِّين، أستاذ الكُل، الحاج المؤتمَن، المعتمِر الممتحَن، المشهور بالفاضل اليزدي.

(هـ) من أساتذته:

١- الشيخ محمد شريف العلماء الحائري (ت١٢٤٥هـ).

٢- الشيخ محمد حسين صاحب الفصول (ت١٢٥٥هـ).

٣- السيد محمد باقر حُجة الإسلام الشفتي (ت١٢٦٠هـ).

وهم من كبار علماء الشيعة في وقتهم (رضي الله عنهم).

(و) من مؤلفاته:

• أنوار الشهادة: مقتل حُسيني صغير.

• أنوار الهدى: في أصول الدِّين والأخلاق.

• أنوار الولاية أو الهداية: في المواعظ والآداب.

• حزن الشهادة: مقتل حُسيني كبير.

• حقوق آل محمد (ص): ذكر فيه ٣٠ حقاً.

• رسالة في العصمة: شرح لمعنى العصمة.

• الضوابط أو ضوابط الأحكام.

• قوانين الأحكام: فقهي استدلالي ضخم جداً.

• لوامع الأصول: في علم الأصول.

• مجموعة الصنايع: كشكول في العلوم والفنون.

• موائد الفوائد: كشكول ملمَّع فارسي عربي.

• ميزان الحق، ردٌّ على العامة في مسألة الإمامة.

• هداية الأسماء: فهرست ٦٤٠ كتاباً شيعياً.

[ثانياً] الكتاب:

١- محتواه:

أصله مقتل حُسيني، ثم أضاف إليه:

• وفاة رقية بنت النبي (ص).

• وفاة جعفر الطيار (ع).

• وفاة السيدة فاطمة الزهراء (ع).

• وفاة أبي ذَر الغفاري (رض).

• وفاة سلمان المحمدي (رض).

• وفاة السيدة زينب العقيلة (ع).

• وفاة أصحاب فَخ (رض).

• وفاة الإمام الجواد (ع).

والكتاب كله بالفارسية، ما عدا النصوص بالعربية.

٢- نسخه:

رأيتُ نسخة خطية منه، وهي بخط المصنِّف سنة ١٢٨٦هـ، تبدو كأنها مسوَّدة، لأنَّ بها تحريراً كثيراً، قد تلفتْ وأضرَّت، محفوظة بخزانة الآستانة الرضوية.

ورأيتُ نسخة خطية له، كتبتْ سنة ١٣٠٥هـ، وهي مصحَّحة ومحشَّاة، محفوظة بخزانة الميرزا الكاظميني في يزد.

ورأيتُ نسخة حَجَرية منه، كتبتْ سنة ١٣٠٤هـ، بخط محمد حسن بن محمد علي الگلپايگاني، وعليها تصحيح وحاشية لأسد الله الموسوي الفاضلي السبزواري، نشرتْ في طهران ومحفوظة بخزانة الآستانة الرضوية.

يظهر بين النسخ اختلاف واضح، لعلَّه تحرير من المصنِّف لاحقاً بالشطب أو التعديل، لأنه يوجد تفاوت في المقدمة والخاتمة، كما يوجد فصول مضيوفة أو محذوفة.

ففي بعضها، صرَّح المؤلف: أن الكتاب في ستة وعشرين فصلاً، ذكر ذلك بالمقدمة.

وفي بعضها، صرَّح المؤلف: أن الكتاب في واحد وثلاثين فصلاً، فزاد فصولاً ووفيات.

وللكتاب نسخ خطية كثيرة، ذُكِر بعضها في فهرس فنخا: ج٥ ص٢١٤-٢١٥، أغلبها منسوخ في حياة المصنِّف.

وطُبع الكتاب حَجَرِياً مرات:

• في إيران: سنة ١٢٨٥هـ، وسنة ١٣٠١هـ، وسنة ١٣٠٤هـ.

• في الهند: سنة ١٣٠٣هـ، وسنة ١٣٢٠هـ.

وطُبع الكتاب حروفياً مرات:

• في أصفهان: سنة ١٤٢٥هـ، بتحقيق السيد محمد قائم فرد.

• في قُم: سنة ١٤٣٧هـ، بترجمة وتحقيق السيد علي السيد جمال أشرف الحسيني.

٣- اعتباره:

نصَّ المؤلف بمقدمة الكتاب: أنه انتقى نصوصه المعتبرة من المصادر المعتبرة، وأنه اختصره من كتابه الكبير ـ وما سمَّاه، ربما يعني كتابه حزن الشهادة ـ فمن أراد التفاصيل فليرجع إليه.

كما نصَّ المعتني بالكتاب في الخاتمة: أن المؤلف انتخبه من كتب معتبرة، لعلماء معتبرين، ونقحه وصحَّحه، فأتى خالياً عن الأكاذيب.

وهذا المقدار لا يكفي للحُكم بصحة جميع ما في الكتاب، ولكنه يكفي للحُكم باعتباره بشكل إجمالي لا تفصيلي، لأن جلالة مقام المؤلف تمنع من إخباره عن كتابه بشيء ليس له واقع فعلي، كما أن بعض مصادره التي اعتمدها وبعض رواياته التي سردها يوجد فيها نقاش بين العلماء.

[ثالثاً] من مصادر الترجمة:

• الأعلام للزركلي: ج٢ ص٢٠٦.

• أعيان الشيعة للأمين: ج٥ ص٢١٧ ت٥٣٩.

• دائرة المعارف الحُسينية (معجم المصنَّفات): ج٤ ص٣٩٦ ت٩١٠.

• الذريعة للطهراني: ج٢ ص٤٣٠ ت١٦٩٤، وج٢ ص٤٤٦ ت١٧٣١، وج٢ ص٤٤٧ ت١٧٣٦، وج٧ ص٤٢ ت٢١٨، وج١٠ ص٢١١ ت٥٧٥، وج١٥ ص٢٧٢ ت١٧٧٢، وج٢٣ ص٢١٥ ت٨٦٨٠، وج٢٣ ص٣٠٩ ت٩١١٠، وج٢٥ ص١٦٩ ت٩٠.

• طبقات أعلام الشيعة للطهراني: ج١٠ ص٣٤٢ ت٦٧٨.

• طبقات الفقهاء للسبحاني: ج١٣ ص١٩٨ ت٤٠٤٩.

• فهرس فنخا: ج٥ ص٢١٤-٢١٥.

• مصفى المقال للطهراني: ص١٣٧-١٣٨.

• معجم أعلام الشيعة للطباطبائي: ج١ ص١٥٢ ت١٧٧.

• معجم المؤلفين لكحالة: ج٣ ص٢٦٥.