الإمامة اعلى رتبة من النبوة

من أعلى مرتبةً مقامُ النبوّةِ أم الإمامة؟

: السيد أبو اَلحسن علي الموسوي

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الثابتُ في مدرسةِ أهل البيت –عليهم السلام- أنّ الإمامة أعلى رتبةً من النبوّة، وقد مثلَ لذلكَ القرانُ الكريمُ من أنّ نبيّ الله إبراهيمَ الخليل –عليه السلام- اختاره الله عبداً، ثم اصطفاه، ثم أرسلهُ للناس، فصارَ نبياً مرسلاً، ثم رفعهُ وجعلهُ خليلاً، ثم بعد ذلك ابتلاهُ بكلمات ، فلما أتمّهنَّ جعلهُ الله إماماً قال الله تعالى: (وإذ ابتلىٰ إبراهيمَ ربّهُ بكلماتٍ فأتمّهنَّ قال إنّي جاعلك للناسِ إماماً قال ومِن ذريّتي قال لا ينالُ عهدي الظالمين) [ البقرة : 124 ].

وقد روى الكلينيّ في الكافي ما يدلّ على تفسير ذلك بسندهِ عن الإمامِ علي بن موسى الرضا –عليه السلام- أنّهُ قال: إنّ الإمامة أجلّ قدراً و أعظمُ شأناً و أعلى مكاناً و أمنعُ جانباً و أبعدُ غوراً من أن يبلغها الناسُ بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماماً باختيارهم إنّ الإمامةَ خصّ الله عزّ و جلّ بها إبراهيمَ الخليلَ (عليه السلام) بعد النبوّةِ و الخلّةِ مرتبةً ثالثةً و فضيلةً شرّفهُ بها و أشادَ بها ذكرهُ فقالَ إنّي جاعلكَ للناس إماماً فقال الخليلُ (عليه السلام) سروراً بها و من ذريتي قال اللهُ تباركَ و تعالى لا ينالُ عهدي الظالمين فأبطلتْ هذه الآيةُ إمامةَ كلّ ظالم إلى يوم القيامةِ و صارت في الصّفوة ثم أكرمهُ الله تعالى بأن جعلها في ذريتهِ أهلِ الصّفوةِ والطهارة فقال و وَهبنا له إسحاقَ و يعقوبَ نافلةً و كُلّاً جعلنا صالحين. وجعلناهم أئمّةً يهدونَ بأمرنا وأوحينا إليهم فعلَ الخيرات.. (1).

وروى عن زيدٍ الشحّام قال سمعتُ أبا عبد الله (عليه السلام) يقول إنّ الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيمَ عبداً قبل أن يتّخذهُ نبياً وإنّ الله اتخذهُ نبياً قبل أن يتخذه رسولاً وإنّ الله اتخذهُ رسولاً قبل أن يتّخذهُ خليلاً وإنّ الله اتخذهُ خليلاً قبل أن يجعلهُ إماماً فلمّا جمع له الاشياءَ قال إنّي جاعلك للناسِ إماماً قال فمِن عظمِها في عينِ إبراهيمَ قال ومن ذريتي قال لا ينالُ عهدي الظالمين قال لا يكونُ السّفيهُ إمامَ التقي (٢).

والحمدُ لله أولاً وآخراً..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- الكافي للكليني ج1ص334 باب فضل الإمام و صفاته رقم الحديث: (1).

2- الكافي للكليني ج1ص٢٥٩باب طبقات الانبياء والائمة رقم الحديث: (٢).