تعيين الله تعالى للإمام (ع) وحرية الاختيار لدى الإنسان

أنتُم الشيعةُ ما زِلتُم تتمسّكونَ بقولِ أنَّ الخلافةَ كانَت لعليٍّ وليسَ لأبي بكر، لو كانَ قولُكم صحيحاً فكيفَ سمحَ اللهُ بحصولِ ذلك؟ لماذا لا ترضونَ بقضاءِ الله؟

: الشيخ مروان خليفات

الجوابُ :

الجوابُ النّقضي :

كيفَ سمحَ اللهُ لإبليسَ أن يعصيهُ ولا يسجدَ لآدم؟ كيفَ يسمحُ اللهُ لإبليس أن يُضلَّ البشر؟

كيفَ سمحَ اللهُ بحصولِ التمرّدِ مِن بني إسرائيلَ على النبيّ هارون ع حينَ كانَ خليفةَ موسى ع في قومِه؟ كيفَ سمحَ للسامريّ أن يضلَّهم ويصنعَ لهُم عجلاً لهُ خوار ؟!

كيفَ سمحَ اللهُ بأن يقتلَ بنو إسرائيل نبيَّهم يحيى ويقطعوا رأسَه ؟

لماذا سمحَ اللهُ أن يسجنَ ملكُ مصرَ نبيَّ اللهِ يوسف ع ويمكثَ في السّجنِ سبعَ سنين؟

كيفَ سمحَ اللهُ أن يمحوَ النبيُّ اسمَه في صِلح الحُديبية بالرّغم مِن كونِه نبيَّ الله ؟

كيفَ سمحَ اللهُ أن يُسمَّ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّم ؟

وما يجيبُ بهِ هذا السائلُ نجيبُ به.

الجوابُ الحلّي :

سمحَ اللهُ بحصولِ ذلكَ (تكويناً لا تشريعاً) لأنَّ نظامَ الحياةِ قائمٌ على الاختيارِ وليسَ الجبر، هذا يعني أنَّ الإنسانَ مُخيّر، فإذا أمرَ اللهُ بشيءٍ فللإنسانِ الحُرّيّةُ في أن يمتثلَ لأمرِه عزَّ وجل أو يعصيه، وإذا ما خالفَ الإنسانُ ربَّه واختارَ غيرَ ما اختارَه اللهُ وغيرَ ما أمرَه به، فهذا لأنّه مُختار، ( إنّا هديناهُ السبيلَ إمّا شاكراً وإمّا كفوراً ) الإنسان ، 3 .

وللإمامِ عليّ (ع) كلامٌ يوضّحُ هذا اللّبسَ في الفهمِ الذي يعرضُ للبعض.

قالَ الشريفُ الرّضي رحمَه الله : ( ومِن كلامِه ( عليهِ السلام ) للسّائلِ الشامي لمّا سألَه أكانَ مسيرُنا إلى الشامِ بقضاءٍ منَ اللهِ وقدرِه بعدَ كلامٍ طويلٍ هذا مُختارُه: ويحَك لعلّكَ ظننتَ قضاءً لازماً وقدراً حاتماً لو كانَ ذلكَ كذلكَ لبطلَ الثوابُ والعقابُ وسقطَ الوعدُ والوعيدُ إنَّ اللهَ سبحانَه أمرَ عبادَه تخييراً ونهاهُم تحذيراً ...) شرحُ نهجِ البلاغة، ج18 ص 227.