ما هي عاقبة من مات بالكوارث الطبيعية؟
سؤال: هل ذُكر في المصادر الشيعية أحاديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) تبين عاقبة ومثوى من مات إثر الحوادث الطبيعية كالزلازل وغيرها؟
الجواب:
هناك الكثير من الروايات التي تصف من مات بالغرق أو الحرق أو الهدم بالشهيد..
مثل ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند عيادته مع بعض أصحابه لعبد الله بن رواحة: " فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله عجباً لعبد الله بن رواحة وتعرضه في غير موطن للشهادة، فلم يرزقها حتى يقبض على فراشه، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ومن الشهيد من أمتي؟ فقالوا: أليس هو الذي يقتل في سبيل الله مقبلا غير مدبر؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن شهداء أمتي إذاً لقليل، الشهيد الذي ذكرتم، والطعين والمبطون، وصاحب الهدم والغرق، والمرأة تموت جمعاً. قالوا: وكيف تموت جمعاً يا رسول الله؟ قال: يعترض ولدها في بطنها".
وعنه (صلى الله عليه وآله): "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله عز وجل" .
وعنه (صلى الله عليه وآله): "الطاعون شهادة لكل مسلم".
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " الغريق شهيد، والحريق شهيد، والغريب شهيد، والملدوغ شهيد، والمبطون شهيد، ومن يقع عليه البيت فهو شهيد، ومن يقع من فوق البيت فتندقّ رجله أو عنقه فيموت فهو شهيد، ومن تقع عليه الصخرة فهو شهيد، والغيرى على زوجها كالمجاهد في سبيل الله فلها أجر شهيد، ومن قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون نفسه فهو شهيد، ومن قتل دون أخيه فهو شهيد، ومن قُتل دون جاره فهو شهيد، والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر شهيد ".
ولا يفهم من ذلك أن كل من مات بواحدة من هذه الأسباب مات شهيداً حتى لو لم يكن مؤمناً وعاملاً للصالحات، وإنما يجب فهمها على أن المؤمن العامل للصالحات إذا أدركه الموت بواحدة من هذه الأسباب مات شهيداً، وبذلك تكون الشهادة ميزة إضافية يعوض الله بها عباده الصالحين الذين أصابهم الموت بهذه الطريقة الموحشة، وعليه فإن القاعدة العامة فيما يتعلق بالعاقبة والمثوى يوم القيامة هي عمل الإنسان المؤمن في حياته، فإن كان خيراً فخير وإن كان شراً فشر.
يقول تعالى: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ)، ويقول تعالى: (... فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ * ثمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ).
ولا يخفى أن إطلاق عنوان (الشهيد) على موتى الكوارث ليس إطلاقاً فقهياً، إذ المراد بـ(الشهيد) في الفقه هو القتيل في أرض المعركة، ويختصّ بأحكام فقهية خاصة من حيث التغسيل والتكفين ونحوها.
اترك تعليق