شعور الميت بالزمان
السؤال:هل يشعر الميت بالزمن الذي نحن فيه وينتظر إلى يوم القيامة؟ أم يحاسب وينام نومة واحدة إلى يوم القيامة؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا إشكال أنّ الإنسان الميت يعيش في عالَـم البرزخ، فيكون فيها منعَّماً إنْ كان ممّن محض الإيمان محضاً، أو معذَّباً إنْ كان ممّن محض الكفر محضاً، أو مُلهَىً عنه إنْ لـم يكن من الفئتين. وجاءت آيات قرآنيّة وأحاديث معصوميّة كثيرة في شأن عذاب البرزخ ونعيمها، وأحوال الموتى في البرزخ، وأنّ المؤمنين يجتمعون ويلتقون ويتحدّثون ويزورون أهليهم وغير ذلك، وأنّ الكفّار يُعذّبون بالضغطة والحيّات والعقارب وغير ذلك. وقد كتبنا بعض الأجوبة حول أحوال البرزخ يمكن مراجعتها.
ومقتضى أن يكون المؤمنون منعَّمين والكافرون معذَّبين هو أن يشعروا بالوقت والزمان؛ إذ لا معنى لأَنْ يكونوا نياماً فلا يشعروا بالنعمة أو النقمة، وقد ورد في القرآن الكريم بالنسبة للكفّار: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [سورة غافر: 46]، وورد أيضاً بالنسبة للمؤمنين: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [سورة مريم: 62]، ذكر بعضُ العلماء: أنّها جنّة البرزخ، لا جنّة الآخرة؛ لأنّ جنّة الخلد لا يكون فيها غدو ولا عشيّ.
على كلٍّ، أصل شعور الموتى بالزمان أمرٌ ثابت، إلّا أنّ كيفيّة مرور الزمان عليهم من الطول والقصر فهو غير معلوم بشكل واضح؛ إذ الزمان أمر نسبيّ، ولا شكّ في اختلاف أحكام البرزخ عن أحكام الدنيا، وربّـما يختلف الأمر من شخصٍ لشخصٍ آخر.
والحمد لله رب العالمين.
اترك تعليق