مصطلح الشرك
الشرك لغة:
قال الراغب الأصفهاني:( هو أن يوجد شيء لأثنين فصاعدا)(1).
والشرك هو: النصيب والحصة(2).
وقال الشيخ الطوسي: (الشرك أصله الاجتماع في الملك)(3).
وقالوا هو النصيب والحصة المتقاسمة بين الشريكين، كما وأنه وجود شيء مشترك بين اثنين فصاعدا.
وقال صاحب التهذيب هو:( مخالطة الشريكين)(4).
والشرك بمعنى الشراكة والتشارك في أمر واحد مشترك، لكل واحد من الشريكين حصته فيه، واستقلاليته فيما يملك من نصيب.
وفي المنجد قال: (أشركه في أمره: جعله شريكا له فيه)(5).
وجمع الشريك شركاء(6).
الشرك اصطلاحاً:
هو: الاعتقاد بوجود شريك لله تعالى.
قال في التهذيب :(أن تجعل لله شريكا في ربوبيته تعالى الله عن الشركاء والأنداد، وإنما دخلت الباء في قوله (لا تشرك بالله) ـ المائدة 72 ـ لأن معناه لا تعدل به غيره فتجعله شريكا له ... ومن عدل بالله شيئا من خلقه فهو مشرك)(7).
قال الراغب الأصفهاني: (وهو أثبات شريك لله تعالى)(8).
وأشرك بالله جعل له شريكا فهو مشرك ومشركي والاسم الشرك(9) .
قال الشيخ الطوسي فالشرك هو: (الكفر، وإنّما يطلق على من أشرك في عبادة الله غيره، وإنّما كان كافرا لأنه جحد نعمة الله بإضافتها إلى غيره، وزعمه أن غيره يستحق العبادة مع ما ثبت أنّه لا يقدر أحد على ما يستحق به العبادة سوى الله تعالى ...)(10).
والشرك هو: أن توجه العبادة إلى أثنين بحيث تشركهما فيها(11).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (الشرك هو أن يضم إلى الواحد الذي ليس كمثله شيء أخر)(12).
كما ويقول الشيخ النراقي عن الشرك: هو أن يرى في الوجود مؤثراً غير الله سبحانه(13).
والمشرك هو: من حاد عن التوحيد، والذي أثبت للواجب شريكا، وهو عكس الموحد.
معاني الشرك في القران الكريم:
لقد ورد الشرك في آيات كثيرة من آيات القران الكريم، كما وكان لمعاني الشرك في الآيات كلها و بشكل عام ثلاث معان رئيسية هي(14):
1ـ الإشراك بالله تعالى:
قال تعالى: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران، الآية ٦٤.
2ـ الطاعة لغير الله تعالى:
قال تعالى: ((فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) سورة الأعراف، الآية ١٩٠.
3ـ الرياء:
قال تعالى: ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)) سورة الكهف، الآية ١١٠.
هذه المعاني الثلاثة هي أشهر معاني الشرك في آيات القرآن الكريم.
الشرك التكويني:
يحصل هذا النوع عن طريق شرك الإنسان بـ(مالكية) الله سبحانه وتعالى، والذي هو ـ أي توحيد المالكية ـ قسم من أقسام (التوحيد الأفعالي).
ومن المعلوم أن المالك الحقيقي تكوينا وتشريعا هو الله تعالى. وتسمى المالكية التكوينية بـ (المالكية الحقيقية). فالمالكية الحقيقية لله تعالى، وما باقي المالكيات إلا مجازية وغير مستقلة. لذا فالشرك بالمالكية أو الشرك التكويني هو: الاعتقاد بأنّ لله تعالى شريكا في المالكية والتكوين. إلا إنّه ومع كل الدلائل الواضحة على مالكية الله سبحانه وتعالى التكوينية، نجد أنّ الجاهلين، والغافلين، والضالين، والمشركين يحيدون عن ذلك، وينكرون كل ذلك لينصرفوا بولائهم يميناً وشمالا. فالكل محتاج إليه سبحانه وتعالى حدوثا وبقاء، فمن أسند إلى شيء شيئا من الاستقلال بالقياس إليه تعالى ـ لا بالقياس إلى غيره ـ في شيء من ذاته، أو صفاته، أو أعماله فهو مشرك بحسبه. لذا فإنّ إعطاء الاستقلال لأي شيء في قبال الله سبحانه وتعالى، واعتقاد أنّه يملك لنفسه، أو لغيره نفعا، أو ضرا، أو موتا، أو حياة، أو نشورا، إدخال لسواه تعالى في حظيرة الإلوهية، وهو شرك بالله العظيم.
الشرك التشريعي:
من المعلوم أن (التشريع) هو: سن القوانين الكفيلة بحفظ النظام في المجتمع والحيلولة دون ضياع الحقوق.
فالتشريع هو: جعل، أو وضع، أو سن الأحكام لتنظيم حياة الناس.
فالشريعة تطلق على أحكام العقيدة، وأحكام النظام. فالتشريع ـ لغة ـ يرادف الشرع والشريعة والشرعة.
لذا فإنّ عدم طاعة القوانين والنظم الإلهية، وأتباع القوانين البشرية الوضعية التي تتعارض مع ما سنه الله سبحانه وتعالى هو: شرك في التشريع.
والتشريع يرجع أيضا إلى المالكية، ويسمى بـ (المالكية الحقوقية)، أو (التشريعية).
إنّ الأساس في هذه المالكية لله سبحانه وتعالى بالدرجة الأولى، لأنّه تعالى الموجد لعالم الوجود، إذ إنّ كل شيء يستمد الوجود منه تعالى.
فمن يطع غير الله تعالى في التشريع والتقنين هو: مشرك في التشريع، ونظير ذلك طاعة الحكومات والزعامات المستبدة، وعلماء السوء.
لذا فإنّ أي عارف بالله عز وجل ومقر بتوحيد الخالق يذعن بنفاذ أمره تعالى في عالم الوجود. وعندما يتقبل حاكميته على عالم الوجود، فإنّه سوف لا يتردد في ولايته وحكومته التشريعية؛ لأنّه حينما يكون هو الخالق، والمالك، والمدبر، فإنّ غيره لا يكون أهلا للتشريع ولا يتمكن من وضع قوانين تنسجم مع نظام التكوين وعالم الشهود.
الشرك العقلي:
يتحقق هذا النوع من الشرك من خلال تصوير العقل للصنم على أنّه رمز الإله، أو رمز ومقرب وموصل لله تعالى.
لذا فمن واجب الرسل (عليه السلام) في مثل هذا النوع من الشرك تصحيح المسار، والتعريف بالمعبود الحقيقي، لذا نجد إنّ عبّاد الأصنام يتحولون إلى مؤمنين حقيقيين بعد ذلك التصحيح. والسبب أنّهم كانوا يريدون أن يعبدوا الله تعالى حق عبادته ولا أحد سواه لكنهم ضلوا الطريق، لذا عندما يأتيهم المرشد ويصحح لهم المسار يتبعونه من دون شك.
فالنفوس المشتاقة إلى المعبود، والمنعم، والموجد، ولفرط حبها، واشتياقها ترسم صورا غير حقيقية لذلك المعبود، وتتخيل وجوده في أشياء، وأماكن غير حقيقية إلّا إنّها وما أن تعلم حجم الخطأ الفادح الذي ارتكبته فإنّها سرعان ما تقف لتطلب النصح والإرشاد، وهنا يأتي دور الأنبياء والرسل (عليهم السلام) لتصحيح المسار والأخذ بالإنسان إلى جادة الصواب. فإنّ أي خطأ لا يرافقه عناد قابل للتصحيح.
إنّ أي خلل عقلي لدى الإنسان ـ في فهم ومعرفة المعبود الحقيقي لعدم العلم به، أو لعدم الإدراك كل ذلك ـ قابل للتصحيح ما لم يرافقه التعصب والعناد فيتحول إلى مرتبة أقسى من مراتب الشرك.
الشرك القلبي:
هذا النوع من الشرك يمثل الاعتقاد الراسخ المتأصل بالقلب والروح والذي لا ينفك ولا يتغير أبدا، أنّما يتميّز بإصرار الإنسان عليه، بسبب التعصب، والتقليد الأعمى أو الخوف من تضرر المصالح.
لذا فإنّه لا ولن يتركه وإن قامت كل البراهين على خطأه، وهذا النوع من الشرك يعتبر الأساس لظهور (الأنا) مع الله تعالى. كما ويسميه القران في عدة آيات بـ (الكفر) وذلك لكونه لا علاج له، أو لكونه حاجب ومانع عن رؤية الحقيقة.
إنّ هذا النوع من الشرك هو بإرادة الإنسان لا بسبب خطأ في تصوراته كما في الشرك العقلي، بل إنّ هذا الشخص صاحب الشرك القلبي وإن دخل الإسلام وأعلن إسلامه إلا أنّه يبقى غير مؤمن. وفي الحقيقة لا يسمى هذا بالمشرك بل هو كافر بحق، ومن هذا النوع الكثير ممن أعلنوا إسلامهم وبقوا على الكفر.
القرآن بين الشرك القلبي والشرك العقلي:
إنّ القران الكريم قد يستعمل مفردة (شرك) ويريد بها شرك القلوب، ذلك الشرك الخطير، والكفر الحقيقي، وأساس الشرك.
وتارة يريد من مفردة الشرك (الشرك العقلي)، لذا لابد من التفريق بين المفردتين والحقيقتين، والمقامين خوفا من حصول اللبس وبالتالي الانجرار إلى أخطاء أكبر، والى اتهامات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان.
إلا أنّ المتتبع لمدرسة أهل البيت (عليه السلام) يمكنه التحصن من الوقوع في الخطأ من خلال إتباعهم، والأخذ بأحاديثهم، والاقتداء بسيرتهم العطرة الطاهرة إذ هم سفن النجاة والحصن الحصين.
الأنا أول الشرك:
الأنا عند علماء النفس هي :( تجربة الفرد لنفسه، أو تصور الكلي لذاته، أو هي الوحدة الدينامية التي تؤلف الفرد ...)(15).
فـ (الأنا) أول المحركات، والمصدر الذي يريد البروز مع الله تعالى، ليكون شريكا في الإلوهية فـ (الأنا) بواسطة أو بدون واسطة تريد بلوغ عرش الإلوهية، وتجعل كل شيء، وأي شيء سلّما لذلك. لذا فإنّ التسليم المطلق لله بالوحدانية لا يتم، ولا يتحقق ألا عند اضمحلال (الأنا)، وغيابها مقابل الوجود الحقيقي لله سبحانه وتعالى. كما وأنّ ظهور (الأنا) بأي قدر كان شرك صريح، وهنا تكمن الخطورة التي لابد من الالتفات لها.
مع العلم أنّ (الأنا) بقدر ما تحاول الظهور، فإنّها في الواقع تأخذ حصة متساوية من الخفاء، والاضمحلال، والضعف. إلى أن ينجر وبواسطة (الأنا) إلى أمور أصغر وأصغر إلى أن يضمحل بعد أن بدأ كبيرا بحسب تصوره.
إنّ صاحب (الأنا) لا يؤمن بأي قضية تصطدم مع (الأنا) مطلقا، كما وأنّ إمام وقائد فكر (الأنا) هو: إبليس (عليه اللعنة). فهو المحرّك، والمشجّع لهذا الفكر الخاطئ، وأنّ كل من لديه (الأنا) هو جندي من جنود إبليس، وتابع له.
كما وأنّ ظهور (ألانا) في قبال الله سبحانه وتعالى هو من عبادة الأوثان، إذ أنّ الوثن رب فعلي للعابد، بعكس الصنم الذي يعتبر رمزا لله الواحد، أو مقربا له. فالوثن رب يمثّل رغبة (الأنا) الكافرة بالحقيقة وليست المشركة، والجامع المشترك ما بين الأوثان، و (الأنا) الإنسانية أنّ كلاهما من الذوات.
فـ (الأنا) من أخطر الأشياء التي تواجه حياة الإنسان إن تلبست به، وبدأت تجعل لنفسها ظهورا، ووجودا يساوق الوجود الإلهي.
وقد أشار القران الكريم إلى قضية (الأنا) ومساوئها في أكثر من آية.
إنّ بروز (الأنا) ليس هو كثرة النعمة، بل سوء فهم لها، فهو يعتقد أنّه هو ولي النعمة ومالكها الحقيقي وواجدها وليس لأحدٍ فضل فيها عليه أبداً، لذا ولبعده عن الله تعالى نرى من سمات شخصيته القلق والتوتر وعدم الاطمئنان، لذا ولبعده عن الله تعالى، ولفهمه الخاطئ، ولظلمه لنفسه برزت لديه سمتين رئيسيتين من سمات الجبابرة هما:
1ـ الإنشداد إلى الحياة وكل ما بها من متاعٍ فانٍ، حتى وصل به الاعتقاد ألا تبيد ولا تنتهي نعمته وما عنده من أموال أبداً.
2ـ قطع الأمل والرجاء من الله تعالى، ووضع الأمل (طول الأمل) بالدنيا الفانية، بل إنّه قد وصل به التطاول أن يفرض لنفسه الأفضلية وتحديد المكان الجيد حتى في الآخرة فهو لو قامت الساعة لو؟ فأنه لن يقل مالاً وولداً عن ما كان عنده في الدنيا، بل سيجد فيها خيراً مما يملك في الدنيا، و جعل معيار القرب الإلهي هو الثراء المادي.
والسبب في هذا الإحساس أنّه يعتقد أن الله تعالى لمّا أعطاه المال في الدنيا أنّما لأنّه مستحق له أو بالدقة (أهل له) دون غيره، وهذه الأهلية والاستحقاق باقية إلى ما بعد الموت.
موارد نشوء الشرك:
1ـ الحاجة المنبعثة من الفطرة والغريزة على العبودية لإله.
2ـ الخلل الحاصل للعقل الإنساني في تحديد المعبود مما حدا به إلى التخبط يمينا وشمالا.
3ـ الإغوائيات الشيطانية المبعدة للإنسان عن جادة الصواب.
ينابيع الشرك وجذوره:
إنّ للشرك ينابيع وجذورا أثرّت في ظهوره وانتشاره والتمسك به ألا وهي:
أولا: أتباع التصورات المحدودة الواهمة:
إذ إنّ الظن والتصور والوهم لا يصل بالإنسان إلا إلى الخطأ وبالتالي الهلاك فما هذه الأشياء إلا سراب لأنّ أساسها خاطئ.
ثانيا: الاعتماد على الحواس المجردة:
مرحلة الحس أو العلم بالمحسوسات هي أول وأدنى مراحل التعلم لدى الإنسان، إلا أنّه ومع الأسف فإنّ الكثير من البشر وبسبب الجهل والتخلف الثقافي يتوقفون عند مرحلة الحس. حتى ظهرت مدارس إلحادية كثيرة شعارها: (ما لم ير لا يعبد).
ثالثا: الميول والمصالح والاعتقادات الواهنة:
فالمشركون وبحكم ضعف عقولهم القاصرة يعتقدون جزما أو عنادا بأنّ الأصنام والأوثان وباقي المعبودات تقرّبهم إلى الله زلفى، وهي الشافعة لهم، وهي المدافعة عنهم وحاميتهم، بحكم الميول والمصالح والاعتقادات الخارجة عن نطاق العقل والفطرة السليمة.
رابعا: الجهل والتقليد الأعمى:
من الشرور التي تفتك بالإنسانية وتزيغها عن طريق الهداية والصلاح وتبعدها عن التفكير السوي، والمنهج القويم، والاستقامة في تحديد المسار هي:
أ ـ الجهل الذي يسيطر على الإنسان وعلى حرية تفكيره.
ب ـ التقليد الأعمى المتسبب عن حالة الجهل التي وقع بها الإنسان.
خامسا: الاستضعاف والتسلط الفكري:
كثيرا ما تحصل الويلات والمحن على الشعوب، وتسبب لها الآلام والبؤس والذل، فتستباح الحرمات والقيم، ويتلاعب بمصير الجماهير والأفراد وكأنّهم قطيع من الحيوانات ليس إلا. كل ذلك يأتي عن طريق الأفكار والعقائد المنحرفة للزعامات الفاسدة والقيادات المنحرفة، سواء كانت هذه الزعامات من نفس الشعوب، أو من خارجها (مستعمرة).
درجات الشرك:
إنّ للشرك مراتب وأقسام ودرجات لابد من معرفتها، لذا سوف نستعرض هنا درجات الشرك فنقول: إنّ للشرك ثلاث درجات رئيسية هي: شرك جلي، وشرك خفي، وشرك أخفى.
1ـ الشرك الجلي:
أو ما يسمى بالشرك العظيم، أو الحقيقي، أو الظاهري، ويتمثل بعبادة غير الله تعالى علنا، وهو ما ذهب أليه أهل الأوثان وعبّاد الأصنام، وغيرها من المعبودات المخترعة، وهم ينكرون توحيد المعبود، أو عبادة الواحد.
يقول الراغب الأصفهاني: (الشرك العظيم: وهو إثبات شريك لله تعالى. يقال أشرك فلان بالله، وذلك أعظم كفر. قال تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به...)(16).
والشرك الجلي، أو الفعلي، أو الحقيقي: من أشد مظاهر ودرجات الشرك خطورة على الإنسان. إذ أنّ المشركين وبأكثريتهم مع اعترافهم بالخالق والصانع وعدم إنكارهم له، إلا أنّهم لا يوحدونه، ولا يعترفون بالنبوة والرسالة، ولا بالأنبياء والرسل (عليهم السلام).
2ـ الشرك الخفي:
أو ما يسمى بالباطني، أو المستور.
يقول الراغب الأصفهاني: (وهو مراعاة غير الله معه في بعض الأمور...)(17).
وهو أخطر من الشرك الجلي، ومن جملة أفراده (الرياء) ذلك السم القاتل والمحبط للإعمال. وذلك لأنّ المرائي أشرك غير الله تعالى معه في عبادته، وهذا هو الشرك بعينه، لا بل هو أكثر خسة منه؛ لأنّ عباد الأصنام عبدوا أمورا موجودة وظاهرة للعيان، أمّا المرائي وفي حال تلبسه بالرياء قد عبد أمورا موهومة، ليس ورائها إلا التعب في الدنيا والخسران في الآخرة، (فأهل عبادة الأصنام جهّال، والمرائي أجهل منهم؛ حيث أنّهم عبدوا ما استحسنوا و المرائي عبد ما استقبحه)(18).
3ـ الشرك الأخفى:
وهو أخفى وأخطر مما تقدم يقول السيد محمد حسين الطباطبائي: (وأخفى منه القول باستقلال الأسباب و الركون إليها و هو شرك، إلى أن ينتهي إلى ما لا ينجو منه إلا المخلصون و هو الغفلة عن الله و الالتفات إلى غير الله عزت ساحته، فكل ذلك شرك)(19).
يقول الإمام الصادق (عليه السلام): ((إنّ الشرك أخفى من دبيب النمل)) (20).
فمن الشرك الأخفى:
1ـ تغيير الأشياء بالاعتقاد عما هي علية واقعا:
روى بريد العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن أدنى ما يكون به العبد مشركا؟ قال: فقال (عليه السلام): ((من قال للنواة أنّها حصاة و للحصاة أنّها نواة ثم دان به ))(21).
2ـ الطاعة لغير من فرض الله تعالى طاعته:
فمن يفعل ذلك فهو مشرك، لأنّه قد أشرك مع الله سبحانه وتعالى من لم يأمر بطاعته.
3ـ الاعتراض على الحكمة الإلهية:
كما يصدر كثيرا على ألسنة عوام الناس عند التعرض لحادث معين مهما كان سواء كان الاعتراض قلبي أو لساني.
فعن أبي عبد الله (عليه السلام): (لو أنّ قوما عبدوا الله وحده لا شريك له، و أقاموا الصلاة، و أتوا الزكاة، و حجوا البيت، و صاموا شهر رمضان، ثم قالوا لشيء صنعه الله تعالى، أو صنعه النبي (صلى الله عليه وآله) ألا أصنع خلاف الذي صنع، أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين )(22).
ومنها قول الناس: لو أغناني الله لكان أفضل، ولو فعل كذلك لكان الأصلح إلى غيرها من العبارات ...
4ـ الإشراك معه تعالى في المحبة:
أو ( تعدد المحبوبين و تعدد الولاءات ) في داخل القلب الواحد، فالإنسان مع حبه لغير الله مع الله إلا أنّه يقول: ليس في قلبي سوى الله. لكن كل شيء بحسب وقدر وإلا فإن زاد عن حده صار شركا.
أقسام الشرك:
فكما إنّ للتوحيد أقساما، فان للشرك أقسام معاكسة لأقسام التوحيد، وهنا لا بد أن نبيّن أقسام الشرك، وهي:
1ـ الشرك في الذات:
وهو عبارة عن الاعتقاد بتعدد الآلهة الخالقة لهذا العالم والمدبرة لشؤونه مثل الثنوية الذين يعتقدون أن للعالم مبدئين قديمين، مبدأ الخير ( يزدان ) ومبدأ الشر ( أهرمن )، و كالنصارى المعتقدين بالاقانيم الثلاثة (الأب، والابن، وروح القدس)، وغيرها من الوثنيات المشركة.
2ـ الشرك في الصفات:
وهو الاعتقاد بأنّ صفاته تعالى الحقيقية الذاتية زائدة على ذاته، فيلزم من ذلك تعدد القدماء... وهذا القول منسوب إلى (الاشاعرة). فمن يفصل صفاته تعالى عن ذاته، فهو مشرك، إذ إنّ صفاته كلها واحدة راجعة له، وكل صفة هي عين الصفة الأخرى. كما وأنّ من يعتقد بأنّ صفاته تعالى مضافة لذاته، فهو مشرك أيضا، للزوم التركيب حينئذ، وهذا محال.
3ـ الشرك في العبادة:
ويتحقق ذلك بأنّ يعبد الإنسان صنما أو وثنا أو ما شاكل ذلك، كعبادة الصابئة وغيرهم للكواكب واعتبارها المدبرة للعالم، وعبادة المصريين القدماء وغيرهم لملوكهم، وعبادة مشركي الجاهلية من العرب وغيرهم للأصنام والحجارة وما شاكلها، وعبادة الملائكة، والنار، والأرض، والأشجار، و الطوطميات، والأشباح، والموتى، والأسلاف.
4ـ الشرك في الأفعال:
وهو الاعتقاد بأنّ هنالك عللا تدبّر الكون في عرض الله سبحانه وتعالى، فهنالك من اعتقد بألوهية الأئمة (عليهم السلام) وهذا كفر ومغالاة، وهنالك من قال بالتفويض، وهناك من قال إن تدبير الأمور بيد الخلق المتمكنين والمتسلطين والميسورين، وبيد الكهنة والرهبان والعلماء والسحرة، والشرك في الأفعال له أربع أقسام هي:
أولاً: الشرك في الخالقية:
وهو الاعتقاد بخالقية غير الله سبحانه وتعالى، وأنّ هنالك خالقا غير الله تعالى، أو إنّ الخلق حدث بالمصادفة من غير خالق، إلى غير ذلك من الأقوال التي ما أنزل الله بها من سلطان، وليس لها أي دليل.
ثانيا: الشرك في الربوبية:
وهو الاعتقاد بوجود أرباب مع الله سبحانه وتعالى تشاركه في تدبير العالم، أو أنّ لكل أناس ربهم الخاص بهم.
ثالثا: الشرك في المالكية:
وهو الاعتقاد بمالكية غير الله سبحانه وتعالى مع الله أو بدونه.
رابعا: الشرك في الطاعة:
وذلك بأن يطيع الإنسان غير الله تعالى، أو غير من أمر الله تعالى بطاعته، أي طاعة غير الله فيما لا يرضى الله تعالى. كما وإنّ طاعة الأنبياء والمرسلين وأوصيائهم (عليه السلام) فرع طاعة الله عز وجل.
تداعيات الشرك:
إنّ للشرك تداعيات خطيرة على الإنسان في سيره من أهمها:
1ـ الشرك يؤدي إلى الخروج من واحة التوحيد الإلهي، والتي تعطي للإنسان دافعاً للتقدم نحو تحصيل رضا الخالق العظيم، للفوز بالنعيم الأبدي.
2ـ الشرك يؤدي إلى التخبط في الهاوية، والبعد عن الرحمة الإلهية، ومجاورة شرار الخلق، وشر الأعمال، وبالتالي الخلود في جهنم وبئس المصير.
3 ـ الشرك يؤدي إلى التأثير في السلوك الفردي، وبالتالي الاجتماعي، فالفرد المشرك خائف متردد، ذو مستقبل قاتم، و لا دافع روحي يدفعه، فيولد من جراء ذلك مجتمع بعيد عن الله تعالى (مجتمع شيطاني) لا تجد فيه سوى الذنوب و الموبقات و المحرمات.
4ـ الشرك يؤدي بالإنسان إلى فقدان لذة التعبد لله تعالى، وفقدان لذة مناجاته، فلكل فرد صيغة مناجاة يتلذذ بها حسب قربه وتعبده لله تعالى، فهنالك من يصل إلى درجات القرب الإلهي، وهناك من هو أبعد، وهناك البعيد، لكن لكل واحدٍ منهم طريقته في المناجاة، فمنهم العالم، ومنهم الجاهل، ومنهم الشاعر والفنان، ومنهم العامل والكاسب، والكل يجمعه الحب والمناجاة الإلهية. والإنسان المشرك والكافر يفقد هذه اللذة في المناجاة، فمن يناجي؟ حجارة أو تماثيل أو خيالات لا واقع لها، وماديات بحتة غليظة وخانقة؟ ففاقد اللذة كيف يصف اللذة؟
5ـ الشرك يجعل الإنسان عبداً لكل شيء و أي شيء بحسب عبادته و أهواءه و نوع معبوداته، فمع تعدد المشركين و تعدد معبوداتهم يصبح كل شيء معبوداً و مقدساً، و بالتالي العبودية لكل شيء، بينما الموحد لا يعبد ألا الله، و لا يكون عبداً ألا لله تعالى.
الشرك الحديث:
قد يعتقد البعض إنّ عهد الشرك وعبادة الأوثان وما شاكلها قد ولّى، فلا يوجد من هو مشرك، ولا وجود لمظاهر الشرك في المجتمعات، لكن لو تفحّصنا المجتمعات بدقة لرأينا الشرك موجود ومتغلغل فيها فحب الثروة، وعدم الأيمان وعدم الثقة بالرزق الإلهي وبالتالي عدم القناعة كل ذلك من مظاهر شرك.
إنّ قضايا الرياء والتظاهر بالتنسك والعبادة وحفظ المصطلحات الدينية الرنانة من أجل أن يوصف بالتدين، وبالتالي أن يكسب الجاه والعز والوقار والمال فهذا مظهر من مظاهر الشرك، وإنّ حب الشهوة والمقام الرفيع والأهواء مظهر من مظاهر الشرك.
وحب السلطان وطاعته طاعة عمياء، وجعله الرمز والقائد والمفدى والزعيم ومن بيده كل شيء أيضاً من مظاهر الشرك.
كما وإنّ الأيمان بالتطور والعلم الحديث والنظريات الحديثة بمعزل عن الله تعالى وأنّها المتحكمة بكل شيء، ولا شيء يخالفها والركون إليها والخضوع لها كل ذلك من مظاهر الشرك.
يقول الصحفي الأمريكي المشهور (جون جنتر) في كتابه (داخل أوربا): (إنّ الإنكليز إنّما يعبدون بنك إنكلترا ستة أيام في الأسبوع، ويتوجهون في اليوم السابع إلى الكنيسة)
كما و يقول ( ليوبولد فايس ) النمساوي الذي أسلم و تسمى باسم ( محمد أسد ) : ( إنّ الأوربي الحديث سواء عليه أكان ديمقراطياً أم فاشياً، رأسمالياً أم بلشفياً، صانعاً أم مفكراً ... يعرف ديناً إيجابياً واحداً هو التعبد للرقي المادي ) .
ويقول الأستاذ (جود) معلم الفلسفة وعلم النفس في جامعة لندن: (إن النظرية المهيمنة السائدة على هذا العصر هي النظرية الاقتصادية، وأصبح البطن أو الجيب ميزاناً لكل مسألة...).
نعم فالأصنام تتنوع بصورها وأشكالها المختلفة، إذ ليست الأصنام مجرد أحجار وأشجار فحسب، فالصنم قد يكون مالاً.
يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم ...)).
كذلك فإنّ الهوى صنم، وكل ما يشغل الإنسان عن الله تعالى فهو صنم كائناً ما كان.
وأيضاً قضايا التيارات والأحزاب والأيمان بمقرراتها ومبادئها وطاعتها ومخالفة ما عداها وإتباعها والولاء لها مظهر من مظاهر الشرك.
ويمكن أجمال مظاهر الشرك الحديث بالأمور التالية:
1ـ تبجح الإنسان في مواجهة الخالق مفتوناً بالعلم الحديث والتقدم المادي حتى أصبح الإنسان وبظنه أنّه في غنى عن الله تعالى، بل أصبح هو الإله.
2ـ النظريات الحديثة المظلة في جميع نواحي الحياة والتفاخر بالقوى العلمية والعسكرية وما شاكلها.
3ـ تلبس الباطل باسم العلم والتطور والتقدم والتحرر والديمقراطية وما شاكل ذلك من مصطلحات وشعارات بعيدة عن الدين. كل تلك والكثير منها تعتبر من مظاهر الشرك المستحدث والجاهلية الحديثة.
الشيعة والاتهام بالشرك:
من الاتهامات التي توجه للطائفة الشيعية دون سائر الطوائف اتهامهم بالشرك والغلو!
لذا فإنّنا نسأل سؤلا مهما وهو: كيف أثبتم ذلك؟ وهل من دليل على هذا المدّعى؟
وجوابهم عن ذلك: كلام في كلام و تخرّصات واتهامات باطلة و ادعاءات بلا دليل.
لكننا سوف نجيب على هذه الاتهامات الباطلة. وعن قضية الاتهام بالشرك نقول:
إنّ الشيعة مسلمون يؤمنون بالله تعالى الواحد الأحد الفرد الصمد ولا أحد غيره. ويؤمنون بنبوة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأنّه خاتم الأنبياء والمرسلين من رب العالمين. وأنّ الدين هو الإسلام.
والكتاب هو القرآن، والكعبة هي القبلة التي نصلي نحوها خمس صلوات، في خمسة أوقات، ونؤمن بكل ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) ولا نخالف ذلك أبداً.
فهل من يفعل ذلك مشرك؟ أم أنتم من يتهم الشيعة بالشرك باطلا وزورا.
يقول كتاب التربية الإسلامية للصف الأول الثانوي في دولة الكويت( المسلمة!؟ ): ( تحت عنوان ( معنى العبادة و من يستحقها ) ( ص 22ـ23 ) ما نصه : من دعا غير الله أو ذبح أو نذر لغير الله أو استعان بميت أو غائب أو بحي حاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى فقد أشرك الشرك الأكبر، و سواء صرف هذا النوع من العبادة لصنم أو شجر أو لحجر أو لنبي من الأنبياء أو ولي من الأولياء، فهذا كله شرك... و مع الأسف الشديد فقد اتخذت القبور في بعض البلاد أوثانا تعبد من دون الله ، يذهب أليها الناس يطلبون من أصحابها قضاء حوائجهم... وهو قول المشركين ...)(23).
وفي ص 44 ـ 45 يقول: (في كتاب التربية الإسلامية للصف الثاني الثانوي: وعقوبة ذلك إباحة دمه و ماله و عرضه ...)(24).
تهمة الشرك:
إنّ الاتهام بالشرك من أخطر أنواع التكفير.
يقول (صلى الله عليه وآله): ((إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها احدهما))(25).
وقال (صلى الله عليه وآله): ((... واني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها)).
كما ويقول (صلى الله عليه وآله): ((وأني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين)).
وما يسمى بقضايا الشرك موجودة لدى السنة أيضا فلما لا يرمون بالشرك
يقول ابن تيمية الحراني: (فإن قيل: ما وصفت به الرافضة من الغلو و الشرك و البدع موجود كثير منه عند كثير من المنتمين إلى السنة، فإنّ كثيرا منهم غلو في مشايخهم، و أشركوا بهم... ولكن الأمور المذمومة المخالفة للكتاب و السنة في هذا وغيره هي في الرافضة أكثر منها في أهل السنة )(26).
أليس المشرك و الكافر من يقول: ان الله خلق من عرق الخيل(27). أليس المشرك و الكافر من يقول: ان الله لما قضى بين خلقه استلقى على قفاه ثم وضع أحدى رجليه على الأخرى(28).
توضيح مهم:
إنّ من أهم المسائل التي رافقت حياة الإنسان، وأثرت على مسيرته الحياتية الطويلة هي: مسألة الشرك ذلك الأمر الطارئ الذي دخل حياة الإنسان ليخرجه من نعمة التوحيد إلى مصائد الشرك وتخبطاته. لذا فقد كان الهدف الأسمى لجميع الأنبياء والرسل (عليه السلام) هو مكافحة الشرك، إذ إنّ أساس دعواتهم، وما جاءت به كتبهم السماوية قائم على نبذ الشرك، وإرجاع الإنسان إلى الفطرة السليمة، وذلك لأنّ الإنسان خلق لطاعة الله وتوحيده وعبادته.
إنّ الشرك هو ذلك الظلم الأعظم، وأكبر الكبائر، وأقبح الذنوب جار في حياة الإنسان ومتربص به، ولربما فعله الإنسان وسعى إليه بقصد أو بغير قصد، لذا فإنّ الشرك من الاعتقادات التي حاربها الإسلام بكل صورها وأساليبها. وقد وصف القران الكريم الشرك بالظلم العظيم(29)، و الافتراء على الله(30)، و المبغوض لدى الله(31)، و غيرها من الأوصاف. كما وقد وصف الله تعالى نفسه، بأنّه تعالى أجل من أن يشرك به.
الشرك على أنواع وأشكال ودرجات مختلفة، وقد أتخذ صورا شتى على مر العصور. كما وأنّه كان يخفت تارة ويتأجج أخرى، وينكمش تارة وينتشر أخرى.
والشرك وإن كان في بداية ظهوره بدائيا بسيطا، إلا أنّه وكلما تقدم الزمان بدأ يتخذ صورا أخرى معقدة تبعا لتطور التجربة البشرية. وبالنتيجة صار التخلص منه أعقد بل أكثر تعقيدا مما كان في الماضي.
إلا أنّ كل أنواع الشرك سواء منها القديم أم الجديد تشترك في شيء واحد ألا وهو:( عبادة وطاعة غير الله تعالى ).
فلابد أن نعلم أنّ مسيرات الأمم ما انفكّت باقية تحت الاختبار الإلهي، وأنّ الإغواء الشيطاني باق وهو يزداد يوما بعد يوم، ويتلبس بالحق أكثر فأكثر، فالسامري موجود، إذ أنّ لكل أمة سامري يضلها، كما وأنّ لكل أمة عجل تعبده كائنا ما يكون شكل ذلك العجل ونوعه.
لذا فما علينا إلا التمسك بالله تعالى، وبالنبي (صلى الله عليه وآله) وال بيته (عليهم السلام) ليكونوا سبل النجاة لنا من كل سوء ولتحيا بذكرهم قلوبنا، قال الإمام الصادق (عليه السلام) في مجمل كلامه مع فضيل: ((يا فضيل إنّ حديثنا يحيي القلوب ))(32).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المفردات , الراغب الأصفهاني , ص 451 .
(2) المعجم الفقهي، ص122.
(3) تفسير التبيان, ج 3 , ص 601 .
(4) تهذيب اللغة, الأزهري, ج 10 , ص 16 .
(5) المنجد, ط 7, ص112.
(6) المفردات , الراغب الأصفهاني , ص 451 .
(7) تهذيب اللغة, الأزهري, ج 10, ص 19.
(8) المفردات , الراغب الأصفهاني ,ص 451.
(9) المنجد ط 7، ص112.
(10) تفسير التبيان , الشيخ الطوسي , ج 3 , ص 601 .
(11) الرسائل التسع , المحقق الحلي , ص 74 .
(12) الاحتجاج , الطبرسي , ج 2 .
(13) جامع السعادات , ج 1 , ص 133 .
(14) وجوه القران , النيسابوري , ص 335 .
(15) موسوعة علم النفس , ص 47 .
(16) المفردات , الراغب الأصفهاني , ص 452 .
(17) المفردات, ص 452 .
(18) الاعتبار من كربلاء , السيد حسين التوبلي البحراني , ص 137 .
(19) تفسير الميزان، الطباطبائي , ج 1 , ص 276 .
(20) وسائل الشيعة , الحر العاملي , ج 5 , ص 99 .
(21 ) الكافي , الكليني , ج 2 , ص 397 .
(22) المحاسن , البرقي , ج 1 , ص 271 .
(23) التربية الإسلامية الأول ثانوي , دولة الكويت , الطبعة الأولى , 1423 هجري .
(24) التربية الإسلامية الثاني ثانوي , دولة الكويت , الطبعة الأولى , 1423, هجري .
(25) المصدر السابق .
(26) التفسير الكبير , ابن تيمية , ج 4 , ص 293 .
(27) الأسماء و الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف , مقاتل , ص 353
(28) مسند احمد , ج 1 , ص 330 .
(29) سورة لقمان الآية 12
(30) سورة الأعراف الآية 70,71,152
(31) سورة النساء الآية 50,48
(32) الخصال, الصدوق, حديث 76, ص 42.
اترك تعليق