معنى «حيَّ على خير العمل»؟
ما المقصود بعبارة «حيَّ على خير العمل» في الأذان؟ هل تُعبِّر فعلاً عن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
في البدء لا بأس أنْ يُعلم بأنَّ عبارة «حيَّ على خير العمل» من أصل الأذان الإسلاميِّ، وقد أثبتنا ذلك في جوابٍ مستقلٍ تحت عنوان (جزئيَّة حيَّ على خير العمل في الأذان)، فيُمكن مراجعة ذلك.
إذا عرفتَ هذا فنقول: إنَّ المستفاد من الروايات الواصلة إلينا عن أئمَّة أهل البيت (عليهم السلام) أنَّ لفقرة «حيَّ على خير العمل» في الأذان معنيين اثنين، أحدهما ظاهريٌّ، والآخر باطنيٌّ، إليك جُملةً منها:
1ـ ما رواه الشيخ الصدوق (طاب ثراه) بسنده عن الفضل بن شاذان قال: حدَّثني محمَّد بن أبي عمير أنه سأل أبا الحسن (عليه السلام) عن (حيَّ على خير العمل) لِم تُرِكتَ من الأذان؟ فقال: « تريد العلَّة الظاهرة أو الباطنة؟ قلتُ: أريدهما جميعاً، فقال: أمَّا العلَّة الظاهرة، فلئلَّا يدع الناس الجهاد اتكالاً على الصلاة، وأمَّا الباطنة، فإنَّ (خير العمل) الولاية، فأراد مَـنْ أمر بترك (حيَّ على خير العمل) من الأذان ألَّا يقع حثٌّ عليها ودعاءٌ إليها» [علل الشرائع ج1 ص368].
2ـ وما رواه (طاب ثراه) أيضاً بسنده عن محمَّد بن مروان، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «أتدري ما تفسير حيَّ على خير العمل؟ قال: قلتُ: لا. قال: دعاك إلى البرّ، أتدري بـرُّ من؟ قلتُ: لا. قال: دعاك إلى بـرِّ فاطمةَ وولدها (عليهم السلام)» [علل الشرائع ج1 ص368، معاني الأخبار ص42].
والنتيجة المتحصَّلة من كلِّ ذلك، أنَّ المراد بفقرة «حيَّ على خير العمل» هو الولاية وبرّ الزهراء وأولادها الطَّاهرين.. والحمد لله ربِّ العالمين.
اترك تعليق