هل المقصود من قول الله عز وجل (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) وجود عالم غير عالمنا؟
حسنين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ماذا يقصد رب العالمين في سورة الكهف (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) هل هذا يعني بأن هنالك عالم غير عالمنا هذا ام تفسير آخر؟
الأخ حسنين .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يقول السيد الخوئي في تفسيره البيان في تفسير القرآن ص73-74: هذه الآية الكريمة قد شغلت أذهان المفسرين قرونا عديدة، وذهبوا في تفسيرها مذاهب شتى, فقال بعضهم: المراد مشرق الشمس ومشرق القمر ومغرباهما، وحمله بعضهم على مشرقي الصيف والشتاء ومغربيهما.
ولكن الظاهر أن المراد بها الإشارة إلى وجود قارة أخرى تكون على السطح الآخر للأرض
يلازم شروق الشمس عليها غروبها عنا, وذلك بدليل قوله تعالى: {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين} 43 : 38 .
فإن الظاهر من هذه الآية أن البعد بين المشرقين هو أطول مسافة محسوسة فلا يمكن حملها على مشرقي الشمس والقمر ولا على مشرقي الصيف والشتاء، لأن المسافة بين ذلك ليست أطول مسافة محسوسة فلا بد من أن يراد بها المسافة التي ما بين المشرق والمغرب, ومعنى ذلك أن يكون المغرب مشرقا لجزء آخر من الكرة الأرضية ليصح هذا التعبير، فالآية تدل على وجود هذا الجزء الذي لم يكتشف إلا بعد مئات من السنين من نزول القرآن.
فالآيات التي ذكرت المشرق والمغرب بلفظ المفرد يراد منها النوع كقوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} 2 : 115 .
والآيات التي ذكرت ذلك بلفظ التثنية يراد منها الإشارة إلى القارة الموجودة على السطح الاخر من الأرض.
والآيات التي ذكرت ذلك بلفظ الجمع يراد منها المشارق والمغارب باعتبار أجزاء الكرة الأرضية ..
ودمتم في حفظ الله ورعايته
اترك تعليق