لماذا لقِّب الإمام الكاظم (ع) بالماضي؟
السؤال: ما سبب تسمية الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) بلقب (الماضي)؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
في البدء لا بأس أنْ يُعلم بأنَّ من جملة المستحبَّات الشرعيَّة هي وضع الكنية للولد في صغره خوف أنْ يلحقه النبز، وإلَّا وضع الكبير لنفسه كنية [يُنظر: وسائل الشيعة ج15 ص129].
إذا بان هذا ـ عزيزي السائل ـ فلنعقد الكلام في جهتين:
الجهة الأولى: لقد نصَّ بعض الأعلام على أنَّ الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) يكنَّى بعدَّة كنى، منها كنية أبي الحسن الماضي.
فقد قال ابن شهر آشوب (طاب ثراه): (موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) الإمام العالم. كنيته: أبو الحسن الأوَّل، وأبو الحسن الماضي، وأبو إبراهيم، وأبو علي. ويُعرف بالعبد الصالح، والنفس الزكية، وزين المجتهدين، والوافي، والصابر، والأمين، والزاهر) [مناقب آل أبي طالب ج3 ص٤٣٧].
الجهة الثانية: إنَّ السبب في تكنية الإمام الكاظم (عليه السلام) بأبي الحسن الماضي يُحتمل فيه أحد أمرين:
1ـ للتفريق بينه وبين ولده الإمام الرضا (عليه السلام)، لأنَّ من كُنى الإمام الرضا (عليه السلام) كنية أبي الحسن أيضاً، فقيل للإمام الكاظم (عليه السلام) أبو الحسن الماضي، وللإمام الرضا (عليه السلام) أبو الحسن الثاني.
قال العلَّامة القرشي (طاب ثراه) - في كنى الإمام الرضا (عليه السلام) -: (أبو الحسن: كنَّاه بذلك أبوه الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، فقد قال (عليه السلام) لعلي بن يقطين: يا علي، هذا ابني ـ وأشار إلى الإمام الرضا ـ سيِّد ولدي، وقد نحلته كنيتي. لقد كان الإمام الكاظم يكنَّى بأبي الحسن، ولما كانت هذه الكنية مشتركة بينهما قيل للإمام الكاظم أبي الحسن الماضي وللإمام الرضا أبي الحسن الثاني، وذلك للتفرقة بين الكنيتين) [حياة الإمام الرضا ج1 ص25].
2ـ للردِّ على الذين وقفوا عليه بعد موته واستشهاده، فإنَّ صنفاً من الواقفة (زعموا أنَّ موسى بن جعفر حيٌّ لم يمت، وأنَّه المهدي المنتظر، وقالوا: إنَّه دخل دار الرشيد ولم يخرج منها، وقد علمنا إمامته وشككنا في موته فلا نحكم في موته إلَّا بتعيين) [يُنظر: كليات في علم الرجال ص412]، فلقِّب بلقب الماضي (أي الميت) كردٍّ على تلك الفرق الضالة والمنحرفة. كما لقِّب الشيعة الاثني عشرية بلقب (القطعية) أي التي تقطع بموت واستشهاد الإمام الكاظم (عليه السلام) وإمامة الإمام الرضا بعده [يُنظر: فرق الشیعة ص79].
والنتيجة المتحصَّلة من كلِّ ذلك، أنَّ الوجه والسبب في تكنية الإمام الكاظم (عليه السلام) بالماضي إمَّا للفرق بينه وبين الإمام أبي الحسن الرضا (عليهما السلام) أو للرد على الواقفة الذين يزعمون حياته.. والحمد لله ربِّ العالمين.
اترك تعليق