لا دليل على ألوهية القرآن، ولا نبي الإسلام، وطقوس الإسلام امتداد للوثنية. 

سارة الشامي/: القرآن كل شخص يفسر ويلعب به كما يريد، وهو متناقض علمياً وفلسفياً، والإسلام ديانة وهمية، ولا دليل على ألوهية القرآن ،ولا نبي الإسلام، وطقوس الإسلام امتداد للوثنية).

: اللجنة العلمية

      الأخت سارة، يتم الجواب على سؤالك من خلال عدة محاور:

     المحور الأول: ندعوك لمراجعة القرآن الكريم وقراءة سوره وآياته، وسوف تجدين الدليل على ألوهية هذا الكتاب المنزل من الله على رسوله (صلى الله عليه وآله). 

   حاولي قراءته ولو لمرة واحدة، وإن لم تستطيعي قراءته تصفحي السور المكية منه، وسوف يحصل لك القطع بألوهية القرآن، فإن لم تستطيعي فسوف نذكر لك بعض آياته ليحصل من خلالها لك اليقين بأنه ليس من عند غير الله تعالى. 

     قال سبحانه: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين {23} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ{24} ) سورة البقرة. وقول الله عز وجل في آية (38) من سورة يونس: ) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) والآية (13) من سورة هود، وهي قوله تعالى: " أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) " .

      والآية ( 88 ) من سورة الإسراء، وهي قوله سبحانه: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً). وفي سورة الطور في الآيتين ( 33 و 34 ) قال تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِين).

     لاحظي كيف يتحدى القرآن من يقول: إن القرآن من نسج البشر وليس كتاباً سماوياً، تحداهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن، وإن لم يستطيعوا فليأتوا بحديث كحديث القرآن، وإن لم يستطيعوا فليأتوا بعشر سور مثله، وإن لم يستطيعوا فليأتوا بسورة مثله، فإذا لاحظتي هذا فسوف تعلمين كيف أن القرآن منذ ما يربو عن 1400 سنة وهو يتحدى، والآن يتحدى وسيبقى يتحدى، ولم نسمع أحد قال يوماً: أنا أقبل التحدي. أو رد تحدي القرآن، أو جاء بآية واحدة يتحدى بها، وهذا دليل واضح وصريح على ألوهية القرآن، وكذلك دليل واضح وصريح على أن النبي محمداً (صلى الله عليه وآله) مبعوث من قبل الله تعالى، وأن القرآن ليس من نسج كلامه، ولا يعقل أن يأتي شخص عادي غير مبعوث من قبل الله تعالى فيدعي النبوة، ويأتي بكلام يتحدى فيه الأولين والآخرين على أن يأتوا بمثله. وإلى الآن لم يستطع أحد أن يقبل التحدي، فهل بعد هذا من الحكم بأنه إنسان عادي وليس مبعوثاً من قبل الله تعالى. 

     المحور الثاني: ماذا تقصدين من قولك: إن القرآن متناقض علمياً وفلسفياً؟ هل تقصدين أن ما فيه من حقائق تتناقض مع العلم والفلسفة؟ 

     فجوابه: إن القرآن الكريم كتاب هداية أنزله الله على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) لهداية البشرية، وإنه خاتم الكتب السماوية، وليس كتاباً علمياً كتلك الكتب التي كتبها العلماء، ولا كتاباً فلسفياً، ومع ذلك نجد ما يشير إليه قبل 1400 سنة من حقائق كونية أو طبيعية أو علمية حيرت عقول العلماء وأصابتهم بالذهول، وقد صرح كثير منهم بذلك. 

     وإن كنت تقصدين أن القرآن متناقض في نفسه، فنفس سوره وآياته متناقضة أحدها تثبت حقيقة علمية والأخرى تنفيها؟ 

     فجوابه: إننا أثبتنا في المحور الأول ألوهية القرآن وإنه ليس كتاباً بشرياً، وقد دعا الله الناس جميعاً بما فيهم العلماء للتدبر بآياته، وتحداهم أن يجدوا فيها اختلافاً كما قال في سورة النساء: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) (82)، فلا يوجد في القرآن أي تناقض أو اختلاف بين آياته وسوره، أو بين ما يشير إليه من حقائق كونية أو طبيعية أو علمية. هذا ولم نجد أحد من العلماء على مر العصور من ادعى وجود التناقض في القرآن. 

     المحور الثالث: إن قولك: القرآن كل شخص يفسر ويلعب به كما يريد؟ 

     فجوابه: نعم نحن معك أن تفاسير القرآن كثيرة جداً، لأن العلماء ما زالوا عاكفين على استنطاق آياته واستخراج درره من مكنون كلماته، ففعلهم هذا تفسير وليس لعباً، ولكن مع كثرة التفاسير بقي القرآن واحداً كما أنزل لا تغيير فيه، ولم يتعدد بتعدد التفاسير، فالمسلمون منذ فجر الإسلام والى الآن لهم قرآن واحد وسيبقى كما كان، وهذه خصوصية يختص بها القرآن وحده بخلاف التوراة والإنجيل، فإن من فسروهما أو نقلوهما غيروا حتى معانيهما، بل نرى أن هنالك أناجيل أربعة (إنجيل متى - وإنجيل مرقس وإنجيل لوقا - وإنجيل يوحنا) وبين هذه الأناجيل اختلاف كبير وتناقضات كثيرة، ولذا نجد وصايا المسيح في هذه الأناجيل يكذب بعضها بعضاً، بل وصل الإختلاف فيها حتى إلى نسب المسيح، وهذا ما لا نجده في القرآن الكريم. 

     المحور الرابع: اليوم العالم صار كالقرية الصغيرة بسبب الوسائل الحديثة، وهذه الوسائل الحديثة تجعل الإنسان على اطلاع بأي شيء يريده وهو في بيته، فإذا بحثتي عن طقوس المسلمين فلن تجدي فيها ما ينتمي إلى الوثنية. 

      فالإسلام والوثنية ضدان لا يجتمعان، فكيف صار أحدهما امتداداً للآخر. 

     المحور الخامس: وبعد كل ما ذكرنا لا يبقى مجال للقول بأن الإسلام دين وهمي.