الأدلة على طغيان معاوية
رأفت/ السعودية/: معاوية ليس طاغية كما يروج له المبطلون بدليل أن ابن عباس نفسه يقول: (ما رأيتُ رجلاً كان أخلق للملك من معاوية ، كان الناس يردون منه على أرجاء وادٍ رحب ٍ، و لم يكن بالضيق الحصر العصعص المتغضب ), فهذا الرأي الصائب من ابن عباس في معاوية لأنه نظر إلى خلافة معاوية نظرةً عامةً شاملةً كاملةً، وليس نظرة شيعية رافضية ضيقة لموقف معين هنا أو هناك أو هنالك!
الأخ رأفت .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألم تقرأ في صحيح البخاري : ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ).
ومن الثابت أن عمارا قتله جيش معاوية في صفين ، فمعاوية حسب هذا الحديث الصحيح هو قائد الفئة الباغية ورأس الدعاة إلى النار ، ومع ذاك تقول ليس بطاغية ؟!!
ألم يبلغك قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : ( من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله ، ومن سب الله أكبه الله على منخريه في نار جهنم ) المستدرك على الصحيحين ج3 ص 122 صححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وفي مجمع الزوائد ج9 ص130: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجدلي وهو ثقة .
وقد ثبت للقاصي والداني أن معاوية كان يسب عليا (عليه السلام) ويأمر الصحابة في سبه كما في كلامه المشهور الوارد في صحيح مسلم وغيره أنه قال لسعد : ما منعك أن تسب أبا تراب.
فهل مثل هذا الشخص الساب لله ورسوله وعلي - بنص الحديث المتقدم - ليس طاغية عندك ؟!!
جاء عن الحسن البصري قوله : أربع خصال كن في معاوية ، لو لم يكن فيه منهن إلا واحدة لكانت موبقة :
1- انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء، حتى ابتزوها أمرها بغير مشورة منهم ، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة .
2- استخلافه ابنه يزيد بعده سكيرا خميرا ، يلبس الحرير ، ويضرب الطنابير.
3- ادعاؤه زياد ، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "الولد للفراش وللعاهر الحجر ".
4- وقتله حجرا وأصحابه ، ويل له من حجر وأصحابه، ويل له من حجر وأصحابه.
انتهى كلام الحسن البصري . ( تاريخ الطبري ج4 ص 208).
وقد جاء عن بريدة مرفوعا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : " قتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا "
فلا ندري بعد هذا كله كيف صح عندك أن معاوية ليس من الطغاة؟!!
نسأل الله العافية في ديننا وعقولنا.
ومعاوية بعد هذا لطغيانه كان يمنع سنة (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، فانظر لما يرويه علماءك في هذا الجانب.
روى النسائي في حديث صحيح - صححه الألباني ج7 ص78 من صحيح وضعيف النسائي -: عن سعيد بن جبير قال: كنا مع ابن عباس بعرفات ، فقال : مالي لا اسمع الناس يلبون ؟
فقلت : يخافون من معاوية. فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال: " لبيك اللهم لبيك لبيك فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي ".
وهذه الشهادة من ابن عباس أن معاوية ترك السنة وأمر الناس بتركها لبغضهم لعلي (عليه السلام) تثبت نفاق معاوية حسب الحديث الصحيح الذي يرويه مسلم : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.
أما ماذكرتموه من قول ابن عباس في الثناء على معاوية فهو لا قيمة له عندنا لأنه ورد من مصادركم خاصة ، ومن المعلوم في علم المناظرة والاحتجاج لا يصح الاحتجاج على الخصوم بكتب المدعي نفسه ، فهذا يلزم الدور ، أي يكون من الاحتجاج بالشيء على نفسه ، والاحتجاج بالشيء على نفسه لا يعطي نتيجة البتة .
وانظر إلى طريقتنا في الاحتجاج فنحن نحتج عليكم باحاديثكم الصحيحة ومصادركم المعتبرة ولا تجد حديثا أو مصدرا واحدا من مصادرنا البتة!!
ودمتم في حفظ الله ورعايته
اترك تعليق