هل مات الرسول ام قتل؟
Reagan/لبنان/: في القرآن يقول الإله: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ... } (آل عمران 144) ونحن نقول: لماذا هذا الترديد (هل مات أم قتل)؟ ألا يعلم ربّكم أنه قتل أم مات؟!
الأخ Reaganالمحترم:
قولك: (ألا يعلم ربّكم أنّه قتل أم مات؟) اعلم أنّه قد غاب عن ذهنك شيء، وهو أنّ هذه الآية المباركة لم تنزل بعد وفاة النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ، وإنّما نزلت في حياته في معركة أحد.
واعلم أنّ هذا الترديد الوارد في الآية المباركة ، ليس هو ترديدٌ في علم الله حتى نقول: أليس الله يعلم كل شيء و يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور، فكيف لا يعلم أنّ النّبي (صلّى الله عليه وآله) مات أو قتل!؟ ، وإنّما قال أهل التفسير: سبب نزول هذه الآية أنّه لما أرجف بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قد قتل يوم أُحد ، وأشيعَ ذلك ، قال أناسٌ: لو كان نبيّاً لما قتل، وقال آخرون: نقاتلُ على ما قاتل عليه حتى نلحق به، وارتدّ بعضُهم وانهزم بعضهم ، وكان سبب انهزامهم وتضعضعِهم، إخلال الرماة لمكانهم من الشِعْب ، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نهاهم عن الإخلال به ، و وقع ما وقع، فقال الله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ...) (آل عمران 144) يعني أنه بشرٌ اختاره الله لرسالته إلى خلقه ، قد مضت قبله رسل ، بُعِثوا فأدّوا الرّسالة ومضوا وماتوا ، وقُتل بعضهم ، وأنّه يموت كما ماتت الرّسل قبله ، فليس الموت بمستحيلٍ عليه ، ولا القتل ، ثم أكّد ذلك فقال عزّ وجلّ: (أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ...) (آل عمران 144) ، معناه: أفإن أماتهُ الله ، أو قتله الكفار ، ارتددتم كفاراً بعد إيمانكم ، فسمّى الارتداد انقلاباً على العقب وهو رجوع القهقرى ، لأنّ الردّة خروج إلى أقبح الأديان ، كما أن الانقلاب خروجٌ إلى أقبح ما يكون من المشي ، والألف في قوله (أفإن مات): ألف إنكار صورتهُ صورة الاستفهام ، ومثله: (أتختارُ الفسادَ على الصّلاح! ، والخطأ على الصّواب!).
فالقرآن في معرض التّوبيخ لبعض المنافقين من الأصحاب ، أنّ موت النبيّ (صلّى الله عليه وآله) موتاً طبيعيّاً أو قتلاً، لا يكون مُبرّراً لانقلابكم على أعقابكم ، فالقرآن الكريم كما قال المفسّرون يريد أن يؤكّد على حقيقة أنّ الإسلام ليس دين عبادة الشخصية.
ودمتم سالمين.
اترك تعليق