لماذا خصّ المولى سبحانه الإبل بالذكر في قوله : {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} (الغاشية: 17) ؟!
زبد/العراق/: يقول تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} (الغاشية: 17) لماذا خصّ الله تعالى النظر إلى الإبل دون بقية الحيوانات التي قد تكون منافعها وعجائبها ضعف منافع وعجائب الإبل؟
الأخ زيد المحترم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تخصيص الإبل بالذكر هنا يعود لعدّة أسباب أهمها:
أنه توجد في هذا المخلوق من معاني الإعجاز في الخلق ما يبهر العقول ، وقد اكتشف العلم أن في طبيعة خلقها فوائد ومناسبات جمّة ، تلائم طبيعة المكان الذي تتحرك فيه وهو الصحراء ، فمثلاً عندما تلاحظ أذني الجمل تجدهما أذنين صغيرتين مغطّاة بالشعر من كل جانب ، والسبب كما يؤكد العلماء حتى تقيها من الرمال التي تتميز بها الأراضي الصحراوية التي هي البيئة الأساسية لحركة الإبل .
وهذه الطبيعة في خلق الأذن وبهذا الشكل للوقاية من رمال الصحراء ستلفت نظر المتأمّل إلى أنه من أوجد هذا التناسب المذكور!
وكذلك عندما تلاحظ منخري الجمل تجدهما ضيقين محاطين بالشعر ، وحافتهما لحمية بالشكل الذي يسمح له غلقهما بما يحمي رئتيه من التراب والرمال التي تواجهه في مسيره في الصحراء ، وهنا أيضا يوجد مجالاً للتأمّل في طبيعة الخلق بهذا الشكل مع طبيعة المكان الذي يتواجد فيه هذا المخلوق.
وكذلك هذا العنق الطويل الذي يمتاز به هذا الحيوان ، ما سرّه وسببه ؟
تجد عدّة أسباب لخلقه بهذا الشكل ولعلّ أبرزها حتى يتمكن الجمل من الأكل وهو واقف على رجليه ، ولا يتجشم عناء البروك بأثقاله وحمله ، الأمر الذي يجعله يعاني من صعوبة البروك والنهوض.
ومن أسرار هذا المخلوق هو تحمّله للعطش الشديد في الصحراء ، الأمر الذي يؤهله لمواصلة المسير عدّة أيام دون الحاجة للماء ، وقد اكتشف العلم الحديث أسرار هذا الشيء من خلال ملاحظته للسنام الذي على ظهر البعير وإنتاجه الماء من الشحوم الموجودة في السنام المذكور .
لهذه الأسباب وغيرها حصل التركيز على ذكر هذا المخلوق دون غيره ، لمكان الاتصال المباشر بين هذا المخلوق والعرب الأوائل الذين خاطبهم القرآن الكريم .
ودمتم سالمين.
اترك تعليق