لماذا لم يذكر اسم ( محمد ) في القرآن سوى أربع مرات ؟!

الأخت أسيل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: 

من المتعارف أن مخاطبة الشخص العظيم وذي المنزلة الكبيرة بألقابه ومناصبه دون اسمه هو المناسب في مقام التشريف والتعظيم، فأنت لو أردتي أن تخاطبي رئيس بلادك مثلاً في رسالةٍ ما سوف تخاطبينه بألفاظ المنصب والتشريف دون اسمه المباشر، وذلك تعظيماً له، وكذلك المولى سبحانه كان يعظّم نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ويعطيه من المنزلة الرفيعة مالم يعطها لأحدٍ من خلقه، حتى اختصّه بأنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) حبيبه المطلق دون العالمين جميعهم .

 ومن هنا جاءت أكثر خطابات المولى سبحانه للنبي الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم) بمناصبه ومقاماته مثل: (يا أيها النبي) أو: (يا أيها الرسول) التي تجاوزت بمجموعها أكثر من سبعين خطاباً من هذا القبيل بحسب المقتضيات والأحوال، فضلاً عن تلك الخطابات الوصفية العظيمة، مثل: ( شاهداً ومبشراً ونذيراً )، ونحو: (سراجاً منيراً) وغيرها من الأوصاف العظيمة الكثيرة.

وهناك إشارة ونكتة لطيفة يشير إليها الدكتور (غاري ميلر) العالم المسيحي صاحب المناظرة المشهورة مع العالم المسلم (أحمد ديدات)، والذي أسلم بعدها وألّف كتاباً أسماه (القرآن المذهل) جاء فيه : 

( عندما قرأت القرآن لأول مرة كنت أتوقّع أن أجد كلاماً عن الصحراء وعن العادات والتقاليد المحلية في تلك البيئة الصحراوية البسيطة … كنت أتوقع أن أقرأ عن بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده…… لكنه لم أجد شيئا من ذلك …… 

بل الذي جعلني في حيرة من أمري أني وجدت أن هناك سورة كاملة في القرآن تُسمى سورة مريم وفيها تكريم لمريم (عليها السلام) لا يوجد له مثيل في كتب النصارى ولا في أناجيلهم ! 

وفي نفس الوقت لم أجد سورة عائشة أو سورة فاطمة ! 

وكذلك وجدت أن عيسى (عليه السلام) ذُكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لم يذكر إلا 5 مرات فقط فزادت حيرتي ! ) .

ودمتم سالمين.