ما سر ضرب الأمثال في القرآن الكريم؟
جعفر/ العراق/: كثيراً ما يستعمل القرآن الكريم أسلوب ضرب الأمثال فما السر في ذلك وهل في هذا الأسلوب تأثير في هداية الناس؟
الأخ جعفر المحترم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استخدم القرآن الكريم عدة أساليب في إيصال خطاباته الموجهة إلى أهم مكونات الإنسان - عقله وقلبه - وكان من تلك الأساليب ضرب الأمثال، إذ يعدّ المثل وسيلة لتجسيد الحقيقة، بل أحسن وسيلة لإصال الفكرة، فمثلاً في الآية (73) من سورة الحج يقول سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ، وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}. فهذا المثل يبين ضعف المدّعي وتحقيره، فإنّ بلاغة الحديث تستوجب انتخاب موجود ضعيف للتمثيل به، كيما يتضح ضعف أولئك. (راجع في ذلك تفسير الأمثل ج20).
ويتجلى الهدف من وراء ضرب الأمثال في القرآن الكريم في القدرة على التأثير في النفس الإنسانية عبر نقل الصورة من الفكر المجرد إلى الحس المشهود فيشد المخاطب ويوقض كوامن نفسه ويستنهض همته ليحقق بذلك الغرض المضروب لأجله المثل.
ودمتم في حفظ الله ورعايته
اترك تعليق