هل شبه لهم ام قتلوه وصلبوه حقا؟
دريم/: يقول القرآن (ولكن شُبّه لهم ) وهنا نتساءل هل وقعت الشبهة على المصلوب أم على عملية الصلب ذاتها ؟ بمعنى ، هل كانت الشبهة لهم انهم اخذوا شخصا آخر غير المسيح وصلبوه بينما كان المسيح مرفوعا ( صاعدا ) آنذاك ؟؟ ام انهم أخذوا يسوع المسيح نفسه وصلبوه ولكن هذه الطريقة في القتل كانت ( شبه لهم ) باعتبار ان السيد المسيح قام من بين الاموات في اليوم الثالث ، فكأن القتل صلبا لم يكن ؟؟ إن صْمت القرآن عن ذكر اسم المصلوب يؤكد انّ من كان على الصليب هو المسيح ، لانّه لو كان شخصاً آخر غير المسيح على الصليب لذكر الاسم صراحة. أو على الاقل يقول ( شبه لهم بآخر ) ولكن عدم ذكر أسم شخصا آخر غير المسيح ، يكون تأكيدا على أن المصلوب هو المسيح وان الشبهة وقت على القتل والموت بالصليب وليس على شخص المصلوب.
الأخ دريم تحيةً طيبةً:
قال الله تعالى في سورة النّساء : ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا(157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158)﴾
وأمّا بالنّسبة لاعتقادكم أنّ المسيح هو الذي صُلِب ، فهذا إعتقادٌ باطل، قد دلّ على بُطلانه كتابكم المقدّس، ففي إنجيل لوقا 4: 29-30 أنّ الله عصم المسيح (عليه السّلام) وحفظهُ من كيد اليهود ومكرِهم فلم يستطيعوا أن يصلبوه قال يوحنّا : 8 : 59 (فرفعوا حجارةً ليرجموه. أمّا يسوع فاختفى وخرجَ من الهيكل مُجتازاً في وسطهم ومضى هكذا). وقال يوحنّا 10: 93: (فطلبوا أيضاً أن يمسكوه فخرجَ من أيديهم)، وفي يوحنّا 36: 19 (وقد حدثَ هذا ليتمّ ما جاء في الكتاب: لن يكسر منه عظم)!.
وفي سفر أعمال الرّسل 1: 11: (إنّ يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السّماء)، وفي متّى 4: 6 ولوقا 4: 10-11: (مكتوب أنّه يوصي ملائكته بك فعلى أياديهم يحملونك).
وفي إنجيل متّى "مكتوبٌ أنّه يُوصي ملائكته بك، فعلى أيديهم يَحملونك لكَيلا تصدمَ بحجر رجلك"؛ إنجيل متّى، إصحاح: 4 (6)، فكيف تكون الوصيّة للملائكة حتى لا تُصدم رجل المسيح بحجر، ثم يترك للصّلب والتّعذيب والإهانة؟!
وفي إنجيل يوحنّا: "أرسل الفريسيُّون ورؤساء الكهنة خدّامًا ليُمسكوه، فقال لهم يسوع: أنا معكم زمانًا يسيرًا بعد، ثم أمضي إلى الذي أرسلني، ستَطلُبونني ولا تجدونني، حيثُ أكون أنا لا تَقدِرون أنتُم أن تأتوا، فقالَ اليهود - فيما بينهم -: إلى أين هذا مُزمع أن يذهبَ حتى لا نجده نحن؟ لعلّه مزمع أن يذهبَ إلى شتات اليونانيين ويعلم اليونانيين"؛ إنجيل يوحنا، إصحاح: 7 (35-36)
وبعد اكتشاف مخطوطة باللّغة القبطية لإنجيل يهوذا في مصر والتي كانت مكتوبةً على ورق البردي وقد تمّ ترجمتها الى اللّغة الانجليزية، وورد على لسان المسيح فيها أن يهوذا سوف يصلب مكان المسيح وسوف يُشبّه للنّاس أنّ المصلوب هو المسيح وهذا هو النّص وسنذكر لك ترجمته
Near the end of the Judas gospel, Jesus tells Judas he will "exceed" the rest of the disciples "for you will sacrifice the man that clothes me."
وهذا النّص معناهُ أنّ المسيحَ يخاطبُ يهوذا في نهاية الإنجيل المنسوب إليه ويقول له أنّه (أي يهوذا) سوف يختلف عن باقي الحواريين "exceed" the rest of the disciples وأنّه سوفَ يكون الرّجل ( the man ) الذي يُضحّي به كشبيه لي ( يلبسني= clothes me)
ان قلت- إنّنا وبمراجعتنا للأناجيل نجد أنّها تشيرُ الى أنّ المسيح صُلِب وماتَ وقامَ بعد ثلاثة أيّام من بين الأموات
كما ورد في إنجيل لوقا 24: 7 قَائِلاً: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».
وفي إنجيل متى 20: 19 وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيَصْلِبُوهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».
وفي سفر أعمال الرسل 4: 10 فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِكُمْ وَجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، أَنَّهُ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِذَاكَ وَقَفَ هذَا أَمَامَكُمْ صَحِيحًا.
قلت – هذا ما تكلّمنا عنه مراراً وتكراراً من أنّ هذا الكتاب المقدّس الذي بأيديكم لا يعطيكُم الحقيقية كما هي لأنّ فيه اختلافاً وتناقضاً كثيراً وهذا حال الكتب التي تكتب بأيدي النّاس تجدُ فيها من الاختلاف والتناقض ما يَجعلك في حيرة من أمرك ولا تعرف الحقّ بعينه وصدق الله حينما قال في كتابه عن القران في سورة النساء (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82))
فيا أخي العزيز لو كانما في أيديكم هو الانجيل الحقيقي الذي انزلهُ الله على عيسى (عليه السلام) لتبيّن لك الأمر ولقلتَ صدق الله حينما قال (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ)
ودمتم سالمين.
اترك تعليق