الإلحَادُ يُقرِّرُ: أكلَ لُحومِ البَشرِ لا مَانِعَ منه.

سامح/الأردن/: أقولُ لكم وبصَراحةٍ أنَّ دَموِيةَ الإسْلامِ ووَحشِيتَه هي التي دَفعَتنِي إلى الإلحَادِ، ولما أصْبحتُ مُلحِداً وَجدتُّ الإنسَانِيةَ والرَّحمةَ.

: اللجنة العلمية

     الأخُ سَامح المحتَرمُ، تَحيةً طَيبةً

     منَ الغَريبِ والعَجيبِ وَصْفُك الإلحَادَ بالإنسَانِيةِ والرَّحمةِ، والأغْربُ من ذلك نِسبَتُك الوَحشِيةَ والدَّموِيةَ إلى الإسْلامِ، ولا بأسَ أنْ نُبيِّنَ لك أينَ تَكمُنُ الوَحشِيةُ والدَّموِيةُ لِتَقِفَ على حَقيقةِ الأمرِ، وذلك عبرَ خُطوَتيْنِ:

     الخُطوةُ الأولَى: نَذكُرُ لك نَماذِجَ مِن وَحشِيةِ الإلحَادِ ودَموِيتِه الذي ادَّعيْتَ أنَّه أشْعرَك بإنسَانيَّتِك وحَبَاك بِرَحْمتِه:

     يَقُول أحدُ رُموزِ الإلحَادِ وهو عَالِمُ الأحْياءِ البِريطَانِي ريتشارد دوكينز: "أكلُ لُحومِ البَشرِ لا مَانِعَ منه بشَرطِ أنْ يَكونُوا منَ الأعدَاءِ لا الأصدِقاء"selfish Gene' P. 8.

     ويُقرِّرُ أيضاً أنَّ "قتلَ الأجنَّةِ عملٌ مُحايِدٌ" The god delusion' p. 297'29..

     ويَقُول المُلحِدُ سام هاريس Sam Harris: "أنَّه لا مَانِعَ مِن قَتلِ الأصْدقاءِ والأعْداءِ طَالَما يَحملُونَ أفكاراً مُخالِفة". Some propositions are so dangerous thatit may even be ethical kill people for beliving them the end of Faith' p.52.

     فهِذه النَّماذِجُ تُؤكِّدُ وَحشِيةَ الإلحَادِ ودَموِيتَه، وقد بَاتَ مَعرُوفاً تَنكُّرُ الإلحَادِ لكلِّ القِيَمِ والمَبادئِ الإنسَانِيةِ، وأبسَطُ مِثالٍ على ذلك اعْتِبارُه وُجودَ الإنسَانِ في هذِه الحَياةِ كوُجودِ جُرثُومةٍ، وهو ما صرَّحَ به المُلحِدُ الوُجودِيُّ جان بول سارتر في رِوايَتِه " غثيان " حيثُ قَال: لا دَاعِيَ للوُجودِ على الإطْلَاقِ وليس للحَياةِ مَعنى، فأنا قد ظَهرْتُ صِدفةً وكجُرثُومةٍ لم يَكنْ لي أنْ أُوجَدَ على الإطْلاقِ. 

     فالإلحَادُ كما هو غَيرُ خافٍ على أحدٍ يَهدِفُ إلى تَبدِيدِ كلِّ شيءٍ جَمِيلٍ، وقَتلِ كلِّ القِيَمِ وتَحوِيلِ الغَاياتِ الجَمِيلةِ إلى سخفٍ وهِراءٍ، ويَجعَلُ الوُجودَ برُمَّتِه بلا مَعنى.

     الخُطوةُ الثَّانيةُ: نَذكُرُ لك شَهادَاتٍ مِن غَيرِ المُسلِمينَ تُقِرُّ بأنَّ الإسْلامَ رِسالةُ رَحمةِ وانسَانيةٍ: 

     إنَّ مِن عُلماءِ الغَربِ كـ (برناردشو، وغوته) وغَيرِهم كَثيرٌ تَكلَّمُوا عن الإسْلامِ وأشَادُوا برِسَالتِه الخَالِدةِ، فقَال أحدُهم: إنَّ رِسَالةَ الإسْلامِ هي أفضَلُ الرِّسالَاتِ التي جاءَ بها مُحمدٌ. وقَال آخرُ: إنَّ مُحمداً ورِسَالتَه هو شَمسُ الإسْلامِ على الغَربِ، فهؤلاءِ قد رأوْا في الإسْلامِ ما يُدهِشُ البَصائِرَ ويُذهِلُ العُقولَ، فرِسَالتُه تَحثُّ على كلِّ فَضِيلةٍ وخيرٍ، وتُؤكِّدُ على كَبحِ جِماحِ كلِّ رَذِيلةٍ وشَرٍّ.

     وممَّن رشَّحَ الإسْلامَ كمُخلِّصٍ ومُنقذٍ وَحيدٍ للبشَرِيةِ، المُفكِّرُ الفَرنسِي ديباسكييه (DEEBCKEEH)، بقوله: (إنِّ الغَربَ لم يَعرِفْ الإسْلامَ أبداً، فمُنذُ ظُهورِ الإسْلامِ اتَّخذَ الغَربُ مَوقِفاً عَدائِياً منه، ولم يَكفَّ عن الإفتِراءِ والتَّندِيدِ به لكَي يَجدُ مَبرِّراتٍ لقِتَالِه، وقد تَرتَّبَ على هذا التَّشوِيهِ أنْ رُسِّختْ في العَقلِيةِ الغَربِيةِ مَقولَاتٌ فَظَّةٌ عن الإسْلامِ، ولا شكَّ أنَّ الإسْلامَ هو الوَحدَانِيةُ التي يَحتاجُ إليْها العَالمُ المُعاصِرُ لِيتَخلَّصَ مِن مَتاهَاتِ الحَضارةِ المَادِّيةِ المُعاصِرةِ التي لا بدَّ إنْ اسْتمرَّتْ أنْ تَنتهِيَ بتَدمِيرِ الإنسَانِ). المصدر/ مَجلةُ الأمانِ اللُّبنَانِية: العدد (57)، السَّنةُ الثَّانِية، آذار سنة 1980م.

     وآخرُونَ يَرونَ أنَّ الحلَّ الأمْثلَ لإنقاذِ البشَرِيةِ منَ الحيُونةِ والتَّفسُخِ والإنهِيارِ لا يَكونُ الا بالرُّجوعِ إلى اللهِ (عزَّ وجلَّ) وإلى الإيمانِ به، يَقُول المُفكِّرُ الغَربيُّ والرِّوائيُّ الرُّوسيُّ سولجنستين (COLGNCEETN): (إنِّ الطَّرِيقةَ الوَحِيدةَ نحو تَصحِيحِ المَسارِ المَادِّيِّ المُنحرِفِ للإنْسانِ الغّربيِّ المُعاصِرِ هو عَودتُه إلى الإيمانِ بقُوةٍ مُهيمِنةٍ على مَصيرِ الإنسَانِ، وهي التي تُحدِّدُ له قِيمتَه ومَسؤولِياتَه الأخْلاقِيةَ والإجْتماعِيةَ، وكذلِك الإيمانُ بوُجودِ قِيَمٍ أخْلاقِيةٍ عَالِيةٍ ومَوضُوعيةٍ شَامِلةٍ لكلِّ البَشرِ، وهي تَعلُو على كلِّ اعتِبارَاتِ الحُرِّيةِ الفَردِيةِ التي لا تَحدُّها حُدودٌ). المصدر/ مَجلةُ الأمانِ اللُّبنانِية: العدد (57)، السَّنة الثَّانِية، آذار سنة 1980م.

     ودُمتُم سَالِمينَ.