مَوقِفُ المَرجِعيَّةِ منَ الحَركَاتِ الضَّالَّةِ التي تدَّعِي الإتصَالَ بالمَهدِيِّ (ع).
نَبِيل جبَّار الجمَّالِي السرَّاي/: السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه.. أرجُو بيَانَ مَوقِفِ المَرجِعيَّاتِ الرَّشِيدَةِ مِن حَركَةِ المَولَويَّةِ والرَّدِ على تَخرُّصَاتِهم؟
الأخُ نَبِيل المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه.
لا يَخفَى على كلِّ مُتشرِّعٍ مُوَالٍ لأهلِ البَيتِ (عليهم السلام) أنْ يُدرِكَ مَوقِفَ المَرجِعيَّةِ العُليا في النَّجفِ الأشرَفِ منَ الحَركَاتِ التي تدَّعِي الإتصَالَ بالإمَامِ المَهدِيِّ (عليه السلام) في عَصْرِ الغَيبَةِ الكُبرَى والتَّمثِيلَ الرَّسمِيَّ له، سَواءٌ كَانُوا مَولَويَّةً أم غَيرَهم، بأنَّها حَركَاتٌ ضَالَّةٌ ومُضلَّةٌ، تُخالِفُ المُجمَعَ عَليْه والضَّرُورِيَّ عندَ الطَّائِفةِ مِن انْقِطاعِ السَّفارَةِ الخاصَّةِ والتَّمثِيلِ الرَّسمِيِّ بين الإمَامِ (عليه السلام) وشِيعَتِه بعدَ وَفاةِ السَّفِيرِ الرَّابعِ، فقد وَردَ التَّوقِيعُ المُبارَكُ منَ النَّاحِيةِ المُقدَّسَةِ بما نصُّه: (بسم اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ يا عليَّ بنَ مُحمَّد السَّمرِيّ، أعظَمَ اللهُ أجْرَ إخوَانِك فيْكَ فإنَّك ميِّتٌ ما بَيْنكَ وبينَ سِتَّةِ أيَّامٍ, فاجْمَعْ أمرَكَ ولا تُوصِ إلى أحدٍ فيَقُومَ مَقامَكَ بعدَ وَفَاتِك, فقد وَقَعتْ الغَيبَةُ التَّامَّةُ فلا ظُهُورَ إلَّا بعدَ إذنِ اللهِ تعَالى ذِكْرُه، وذلِك بعدَ طُولِ الأمَدِ وقَسوَةِ القُلُوبِ وامْتلَاءِ الأرْضِ جَوْراً, وسَيأتِي شِيعَتِي مَن يدَّعِي المُشاهَدَةَ, ألَا فمَن ادَّعَى المُشاهَدَةَ قبلَ خُرُوجِ السُّفيَانِي والصَّيحَةِ فهُو كذَّابٌ مُفتَرٍ ولا حَولَ ولا قُوةَ إلَّا باللهِ العليِّ العَظِيمِ). [كَمَالُ الدِّينِ 2: 516، غَيبَةُ الطُّوسِي: 242و 243].
ومنَ الوَاضِحِ أنَّ المُرادَ بالمُشاهَدَةِ هي الوَسَاطةُ والإتصَالُ والتَّمثِيلُ الرَّسمِيُّ للإمَامِ المَهدِيِّ (عليه السلام)؛ لأنَّها ذُكِرَتْ في سِيَاقِ قَولِه (عليه السلام): (ولا تُوصِ إلى أحدٍ فيَقُومَ مَقامَكَ بعدَ وَفَاتِك فقد وَقَعتْ الغَيبَةُ التَّامَّةُ).
قد يَقُولُ قَائِلٌ: إنَّ هُناكَ مَن ذَكرَ الإلتِقَاءَ بالإمَامِ (عليه السلام) منَ العُلمَاءِ كمَا في كِتَابِ "جنَّة المَأوَى" ونَحوِه؟
نَقُولُ: هُناكَ فَرقٌ بينَ التَّشرُّفِ بلِقَائِه (عليه السلام) وبينَ دَعوَى السَّفارَةِ الخَاصَّةِ والتَّمثِيلِ الرَّسمِيِّ له، كمَا هو حَالُ المَولَويَّةِ وأشبَاهِهِم، فلم يدَّعِ أيٍّ منَ العُلمَاءِ الَّذينَ تَشرَّفُوا بلِقَائِه (عليه السلام) كالسَّيدِ ابنِ طَاوُوسٍ أو السَّيدِ بَحرِ العُلُومِ ونَحوِهِما أنَّهُم سُفرَاءُ بَينَه وبينَ النَّاسِ, أو أنَّهم يَنقُلُونَ رَسائِلَ أو تَكالِيفَ مُعيَّنةً إلى شِيعَتِه تُلزِمُهم الأخذُ بِها، فهَذا كُلُّه لا دَلِيلَ عَليْه، وهو مُخالِفٌ للضَّرُورَةِ والمُجمَعِ عَليْه بينَ الشِّيعَةِ بانْقطَاعِ السَّفارَةِ الخَاصَّةِ, وأنَّ مَن أدَّعَى السَّفارَةَ الخَاصَّةَ قبلَ السُّفيَانِي والصَّيحَةِ فهُو كذَّابٌ مُفتَرٍ، كمَا نصَّ عَليْه التَّوقِيعُ المُبارَكُ.
ودُمتُم سَالِمينَ.
اترك تعليق