هل فَسَّرَ أهلُ البَيتِ (ع) القُرآنَ الكَرِيمَ؟!!

أسَامةُ رَحِيم/: السَّلامُ علَيكم.. هل فَسَّرَ أهلُ البَيتِ (ع) القُرآنَ ولم يَصِلْ إليَنا تَفسِيرُهُم؟؟ وما هي حَقِيقَةُ مُصحَفِ الإمَامِ عليٍّ؟؟

: اللجنة العلمية

 الأخُ أسَامةُ المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبركَاتُه. 

 تُوجَدُ مِئاتٌ بل آلافُ الرِّوايَاتِ المَرفُوعَةِ إلى رسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) عن طَريِقِ أئمَّةِ أهلِ البَيتِ (عليهم السلام) في تَفسِيرِ القُرآنِ الكَرِيمِ، نَقلَ جَانِباً مِنْها صَاحِبُ تَفسِيرِ (نُورالثَّقلَينِ) الشَّيخُ الحويزي في تَفسِيرِه، وكذلِكَ صَاحِبُ تَفسِيرِ (البُرهَان في تَفسِيرِ القُرآنِ) السَّيدُ هَاشِمُ البَحرَانِي، ويُنقَلُ عن نَجْلِهِ الآنَ السَّيدِ مُحمَّد بُرهَانِي أنَّه بصَدَدِ جَمعِ كلِّ الرِّوايَاتِ المَأثُورَةِ عن النَّبيِّ (ص) عن طَرِيقِ أهلِ البَيتِ (عليهم السلام) وقد بَلغَ ما جَمَعَه لِحدِّ الآنَ أربَعةَ آلافِ رِوايَةً.

 وهذا بخِلَافِ المَأثُورِ منَ الرِّوايَاتِ الوَاردَةِ في المًورُوثِ السُّنيِّ منَ التَّفسِيرِ المَرفُوعِ إلى النَّبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهيَ قَليلَةٌ جدّاً، حَسْبَما جَمَعَه جَلالُ الدِّينِ السُّيُوطِي في آخرِ كِتَابِه "الإتقَان"، حيثُ نَقلَ ما يَقرُبُ مِن مِائتَينِ وخَمسِينَ حَدِيثاً مَرفُوعاً إلى النَّبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقَالَ: (الَّذي صَحَّ مِن ذلِك قَلِيلٌ جدّاً، بل أصلُ المَرفُوعِ منه في غَايَةِ القلَّةِ). انتَهى.

     وأمَّا مُصحَفُ الإمَامِ عليٍّ (عليه السلام) فهُو ليسَ شَيئاً غَيرَ القُرآنِ، بل هو القُرآنُ نَفسُه، كمَا يُوجَدُ مُصحَفُ ابنِ مَسعُودٍ ومُصحَفُ أُبيَّ ابنِ كَعبٍ ومُصحَفُ زَيدٍ ومُصحَفُ أبِي مُوسَى الأشعَرِي ومُصحَفُ عَائِشةَ، كذلِكَ مُصحَفُ الإمَامِ عليٍّ (عليه السلام)، فقَد جَمعَ هؤلاءِ القُرآنَ الكَرِيمَ وسُمِّيَ المَجمُوعُ باسْمِهِم، كذلِكَ جَمعَ الإمَامُ عليٌّ (عليه السلام) القُرآنَ الكَرِيمَ وسُمِّيَ المَجمُوعُ باسْمِهِ.

 ودُمتُم سَالِمينَ.