مَعْنَى قَوْلِ الإِمَامِ عَلِيٍّ (عَ): فَمَنْ لَمْ يَقُلْ إِنِّي رَابِعُ الخُلَفَاءِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ.

عَلِيٌّ رِضَا:      السَّلَامُ عَلَيْكُمْ.       نَرْجُو مِنْكُمْ الإِجَابَةَ عَلَى هَذِهِ الشُّبْهَةِ الَّتِي يُثِيرُهَا الوَهَّابِيَّةُ عَلَى مَوَاقِعِهِمْ.      عِنْدَ الإِمَامِيَّةِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَابِعُ الخُلَفَاءِ، وَمَنْ لَمْ يَقُلْ بِذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ. وَلَكِنْ كَيْفَ؟       صَرَاحَةً الرِّوَايَةُ مُرَقَّعَةٌ، وَلَكِنْ أَتْرُكُكُمْ مَعَهَا.      البُرْهَانُ فِي تَفْسِيرِ القُرْآنِ لِهَاشِمٍ البَحْرَانيِّ ج1 ص169.      14 - ابْنُ شَاذَانِ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ): قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ )عَلَيْهِ الَسَّلَامُ): "مَنْ لَمْ يَقُلْ إِنِّي رَابِعُ الخُلَفَاءِ الأَرْبَعَةِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ".      قَالَ الحُسَيْن  1بْنُ زَيْدٍ: فَقُلْتُ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ): قَدْ رَوَيْتُمْ غَيْرَ هَذَا فَإِنَّكُمْ لَا تَكْذِبُونَ؟! قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): "نَعَمْ; قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً) فَكَانَ آدَمُ أَوَّلَ خَلِيفَةِ اللهِ. وَ(يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي اَلْأَرْضِ) 2 فَكَانَ دَاوُدُ الثَّانِيَ. وَكَانَ هَارُونُ خَلِيفَةَ مُوسَى قَوْلُهُ تَعَالَى: (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ) 3، وَهُوَ خَلِيفَةُ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، فَلَمْ 4 لَمْ يَقُلْ: إِنِّي رَابِعُ الخُلَفَاءِ الأَرْبَعَةِ؟ 5".

: اللجنة العلمية

     الأَخُ عَلِيٌّ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     لَقَدْ وَرَدَ تَفْسِيرُ المُرَادِ مِنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) رَابِعِ الخُلَفَاءِ عَنْ إِمَامَيْنِ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ):

     الإِمَامُ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ).

     وَالإِمَامُ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ).

     جَاءَ فِي كِتَابِ "مِائَةِ مَنْقَبَةٍ" لِلقُمِّيِّ بِسَنَدِهِ عَنْ الحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ: عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ):

     "مَنْ لَمْ يَقُلْ إِنِّي رَابِعُ الخُلَفَاءِ الأَرْبَعَةِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ".

     قَالَ الحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ :فَقُلْتُ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامَ): قَدْ رَوَيْتُمْ غَيْرَ هَذَا فَإِنَّكُمْ لَا تَكْذِبُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ.

     1 - قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ: {وإذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} فَكَانَ آدَمُ أَوَّلَ خَلِيفَةٍ للهِ.

     2 - وَقَالَ: {إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ}، فَكَانَ دَاوُدُ الثَّانِيَ.

     3 - وَكَانَ هَارُونُ خَلِيفَةَ مُوسَى، قَوْلُهُ تَعَالَى: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ}.

     4 - وَهُوَ [أَيْ: أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)] خَلِيفَةَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ).

     (فَمَنْ لَمْ يَقُلْ إِنِّي رَابِعُ الخُلَفَاءِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ). انْتَهَى [مِائَةُ مَنْقَبَةٍ، مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ: 125].

     وَرَوَى الشَّيْخُ الصَّدُوقُ (رَحِمَهُ اللهُ) فِي "عُيُونِ أَخْبَارِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ)" بِسَنَدِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ البَلْخِيِّ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فِي بَعْضِ طُرُقَاتِ المُدِينَةِ إِذْ لَقِيَنَا شَيْخٌ طوَالٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ بَعِيدُ مَا بَيْنَ المَنْكَبَيْنِ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَرَحَّبَ بِهِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِليَّ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَابِعَ الخُلَفَاءِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. أَلَيْسَ كَذَلِكَ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟

     فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهَ عَلَيْهِ وَآلِهِ): بَلَى. ثُمَّ مَضَى.

     فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هَذَا الَّذِي قَالَ لِي هَذَا الشَّيْخُ وَتَصْدِيقُكَ لَهُ؟ قَالَ :أَنْتَ كَذَلِكَ وَالحَمْدُ للهِ، إِنَّ اللهَ (عَزَّ وَجَلَّ) قَالَ فِي كِتَابِهِ:) إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً... (30) البَقَرَةِ)، وَالخَلِيفَةُ المَجْعُولُ فِيهَا آدَمُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ). وَقَالَ (عَزَّ وَجَلَّ): (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالحَقِّ) فَهُوَ الثَّانِي. وَقَالَ (عَزَّ وَجَلَّ) حِكَايَةً عَنْ مُوسَى حِينَ قَالَ لِهَارُونَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ (142) الإِعْرَافُ) فَهُوَ هَارُونُ إِذَا اسْتَخْلَفَهُ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي قَوْمِهِ وَهُوَ الثَّالِثُ. وَقَالَ (عَزَّ وَجَلَّ): (وَأَذَانٌ مِنْ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ) وَكُنْتَ أَنْتَ المُبَلِّغَ عَنْ اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ) وَعَنْ رَسُولِهِ، وَأَنْتَ وَصِيِّي وَوَزِيرِي وَقَاضِي دَيْنِي وَالمُؤَدِّي عَنِّي، وَأَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي، فَأَنْتَ رَابِعُ الخُلَفَاءِ كَمَا سَلَّمَ عَلَيْكَ الشَّيْخُ، أَوَلَا تَدْرِي مَنْ هُوَ؟

     قُلْتُ: لَا.

     قَالَ: ذَاكَ أَخُوكَ الخِضْرُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَاعْلَمْ. [عُيُونُ أَخْبَارِ الرِّضَا 1 : 13].

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.