مَن الذي يتولّى الإمامةَ بعدَ الإمامِ المهدي (عجّلَ اللهُ فرجَه)؟

: - اللجنة العلمية

السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،إنَّ عددَ الأئمّةِ المعصومينَ (عليهم السلام) بعدَ النبيّ الأعظمِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) إثنا عشرَ فقط، لا أزيدَ ولا أقلَّ، أوّلُهم أميرُ المؤمنينَ (عليهِ السلام)، وآخرُهم المهديُّ (عجّلَ اللهُ فرجَه) الذي سيخرجُ فيملأ الأرضَ قِسطاً وعدلاً بعدَما مُلئَت ظُلماً وجوراً.  فبعدَ أن يحكمَ الإمامُ المهديُّ (عجّلَ اللهُ فرجَه) العالمَ، ويملأ الأرضَ عدلاً وقسطاً، لا يأتي بعدَه إمامٌ ثالث عشر، فإنَّ عددَ الأئمّةِ مُنحصرٌ في الاثني عشرَ فقط، لا أزيدَ ولا أنقص وإنّما يرجعُ المعصومونَ (عليهم السلام) إلى الدّنيا، فيحكمونَ الأرضَ ويقيمونَ العدلَ والقسط.  وقد جاءَت رواياتٌ عديدةٌ: أنَّ أوّلَ مَن يرجعُ إلى الدّنيا منَ الأئمّةِ (عليهم السلام) هوَ الإمامُ الحُسين (عليهِ السلام)، فإنّه يرجعُ إلى الدّنيا في حياةِ الإمامِ المهدي (عجّلَ اللهُ فرجَه)، ويتعرّفَ عليهِ المؤمنونَ، وتستقرَّ معرفتُه في قلوبِهم، وحينهَا يرحلُ الإمامُ المهديُّ عن الدّنيا، فيحكمُ الإمامُ الحُسين الدنيا، وبعدَ الإمامِ الحُسين يرجعُ إلى الدنيا غيرُه منَ الأئمّةِ الماضينَ (عليهم السلام)؛ لئلّا تخلو الأرضُ مِن حُجّةٍ للهِ تعالى.  قالَ المُحدّثُ الحرُّ العامليّ في [الإيقاظِ منَ الهجعة ص379]: « رُويَ من طرقٍ كثيرةٍ: أنّ أوّلَ مَن يرجعُ إلى الدّنيا الحسينُ (عليهِ السلام) في آخرِ عُمرِ المهديّ، فإذا عرفَه الناسُ ماتَ المهديُّ وغسّلهُ الحسينُ (عليهِ السلام) ».  روى الشيخُ الكُلينيّ في [الكافي ج8 ص206] بالإسنادِ عن الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السلام)، قال: « .. خروجُ الحُسينِ (عليهِ السلام) في سبعينَ مِن أصحابِه، عليهم البيضُ المُذهّب، لكلِّ بيضةٍ وجهان، المؤدونَ إلى الناسِ أنّ هذا الحسينَ قد خرج، حتّى لا يشكَّ المؤمنونَ فيه، وأنّه ليسَ بدجّالٍ ولا شيطان، والحجّةُ القائمُ بينَ أظهرِهم، فإذا استقرَّت المعرفةُ في قلوبِ المؤمنينَ أنّه الحسينُ (عليهِ السلام) جاءَ الحُجّةَ الموتُ، فيكونُ الذي يُغسّله ويكفّنُه ويحنّطُه ويلحّدُه في حُفرتِه الحسينُ بنُ عليّ (عليهما السلام)، ولا يلي الوصيَّ إلّا الوصي ». وروى الحسنُ بنُ سليمانَ الحليّ في [مُختصرِ بصائرِ الدرجات ص18] عن الإمامِ الصادقِ (عليهِ السلام)، قالَ: « إنّ أوّلَ مَن يكرُّ في الرجعةِ الحسينُ بنُ عليّ (عليهما السلام)، ويمكثُ في الأرضِ أربعينَ سنةً حتّى يسقطَ حاجباهُ على عينيه ». والأحاديثُ الواردةُ في رجعةِ الأئمّةِ (عليهم السلام) كثيرةٌ جدّاً، أفردَ لها جماعةٌ منَ العلماءِ تصانيفَ خاصّة، كالمُحدّثِ الحرِّ العامليّ بعنوانِ [الإيقاظِ منَ الهجعة]، والميرزا الاسترآباديّ بعنوانِ [الرّجعة].