الإصرار على أن خليل الرحمن ابراهيم (ع) كذّب ثلاث كذبات

سلام البغدادي/ : لم يكذب النبي إبراهيم إلا ثلاث كذبات وهذا النوع من الكذب هومن أقل أنواع الكذب شأنا ويسمى بالمعارض.وقد جاء في الأثر " إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ". رواه البيهقي موقوفا على عمر بسند جيد وهوسنده مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما أشار إليه العلامة الألباني في سلسته الضعيفة - ح رقم 194،وهذا الكذب لا يعد شيئا وليس حراما لا سيما إذا قارناه بمفسدة تعرض زوج إبراهيم للزنى بها من قبل النمرود، أوكان ينبغي على إبراهيم عند الرافضة التسليم للنمرود أن يزني بزوجته؟

: اللجنة العلمية

من غرائب أخواننا أهل السنة أنهم يأتون بالروايات العجيبة الغريبة من مصادرهم ويريدون الآخرين أن يؤمنوا بها على علاتها، مثل هذه الرواية التي يشير إليها الأخ السائل هنا والتي يرويها البخاري في صحيحه الحديث 3393:  عن أبي هريرة قال: لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات، ثنتين منهن في ذات الله عزّ وجلّ، قوله: (إني سقيم)، وقوله: (بل فعله كبيرهم هذا)، وقال: بينا هو ذات يوم وسارة أتى على جبار من الجبابرة فقيل له إن هاهنا رجلاً معه إمرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه، فسأله عنها. فقال: من هذه؟ قال: أختي، فأتى سارة. قال: يا سارة  ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك، وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني، فأرسلها إليه.. الحديث)).

هذه الرواية  يتهم فيها أبو هريرة خليل الرحمن (عليه السلام) بالكذب والحال أن القرآن الكريم يُكذب أبا هريرة نفسه فيها، فقوله: يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك، مخالف لقوله تعالى: (فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي) العنكبوت 26، روى ابن أبي حاتم والقرطبي في تفسيريهما عن ابن إسحاق, قوله: آمن لوط بإبراهيم وكان ابن أخته (أخيه)، وآمنت به سارة وكانت بنت عمه. ( انتهى)

ودعوى أن نبي الله إبراهيم (عليه السلام) أرسل زوجته للزنا (والعياذ بالله) نطقت به المصادر السنية لا الشيعية, فاقرأ ما قاله ابن حجر في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) ج6 ص 279: ((واختلف في السبب الذي حمل إبراهيم على هذه الوصية مع أن ذلك الظالم يريد اغتصابها على نفسها اختاً كانت أو زوجة, فقيل كان من دين الملك أن لا يتعرض إلا لذوات الأزواج كذا قيل ويحتاج إلى تتمة وهو أن إبراهيم أراد دفع أعظم الضررين بارتكاب اخفهما وذلك أن اغتصاب الملك إياها واقع لا محالة ..إلى آخر كلامه)).

نقول: إلا يجدر بإخواننا أهل السنة ضرب هذه الرواية عرض الجدار بعد مخالفتها لصريح القرآن وبعد تعرضها لمقام خليل الرحمن (عليه السلام) وعرضه بهذا الشكل المهين!!