حقيقةُ الكنيسةِ التي مرَّ عليها أميرُ المؤمنين (ع)

السلام عليكم ورحمة الله: ماهو مصدر وصحة الرواية القائلة أن الامام علي(عليه السلام), مر على خرِبة فقيل لهُ:ـ هذه كنيسة؟..قال:ـ بلى هي كنيسة فقيل لهُ:ـ لكم أُشركَ بالله هاهنا؟فقال: ولكم عُبدَ الله هاهنا…؟

: السيد رعد المرسومي

السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،لعلَّ السّائلَ يريدُ بذلكَ ما أوردَه بعضُ الأعلامِ وأصحابِ التراجمِ منَ الفريقين فيما يتعلّقُ بقصّةِ يزيد بنِ سنان الرهاويّ معَ جريرٍ بنِ سهم التميميّ الشاعرِ حينَ سارا معَ أميرِ المؤمنينَ نحوَ صفّين، فإذا كانَ الأمرُ كذلك، فهذهِ القصّةُ معروفةٌ مشهورةٌ بينَ الأصحابِ بغيرِ نكير، وإليكَ بيانَها مُفصّلاً: ففي ترجمةِ جريرٍ بنِ سهمٍ الفارسِ الشاعر،  وردَ عن صاحبِه سنانٍ بنِ يزيدَ الرهاويّ أنّه قالَ: خرَجنا معَ عليٍّ بنِ أبي طالبٍ حينَ توجّهَ إلى الشام . وجريرٌ أمامَه يقول: يا فرسي سيري وأُمّي الشاما * وقطّعي الأجفارَ والأعلاما وقاتلي مَن خالفَ الإماما * إنّي لأرجو إن لقينا العاما أن نقتلَ العاصي والهُماما * وأن نزيلَ مِن رجالٍ هاما. قالَ: ولمّا وصلتُ إلى المدائنِ ، قالَ جرير: عفتِ الرياحَ على رسومِ ديارِهم * فكأنّما كانوا على ميعادِ. فقالَ له عليٌّ بنُ أبي طالب (ع): كيفَ قلتَ يا أخا بني تميم، قالَ : فردّدَ عليهِ البيتَ ، قالَ أفلا قلت : كَم تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ * وَنَعمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ * كَذلِكَ وَأَورَثناها قَوماً آخَرِينَ أي أخي هؤلاء كانوا وارثينَ فأصبحوا مَوروثين ، إنّ هؤلاءِ كفروا النعمَ ، فجلَّت بهم النقم ، ثمَّ قالَ : إيّاكُم وكُفرَ النِّعم ( قالَها ثلاثاً ) فتحلَّ بِكم النقم . فنزلَ وقالَ : هيّئوا إليَّ ماءً أصبُّ عليّ ، قال : فهيّئوا لهُ ماءً ، فدخلَ فإذا صورٌ في الحائِط، قالَ : كأنّ هذهِ كنيسةٌ ؟ قالوا : نعم ، كانَ يُشرَكُ فيها اللّهُ كثيراً ، قالَ : وكانَ يُذكَرُ اللّهُ فيها كثيراً ، قالَ : فأبى أن يغتسلَ فحوّلوا له إلى موضعٍ آخر فاغتسَل. [ينظر: تاريخُ بغداد 9 / 213 ، وتهذيبُ التهذيب 2 / 73 وقاموسُ الرّجال 2 / 354 ، وكتابُ (أصحابِ أميرِ المؤمنينَ ( ع ) والرواةِ عنه) للشيخِ مُحمّد هادي الأميني ، (ج ١/ ص ١٠٧)]. ودمتُم سالِمين.