ما معنى قولِه تعالى: (يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ)؟

: السيد رعد المرسومي

السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،وردَ هذا المقطعُ منَ النصِّ في سورةِ الأنعام ، قالَ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤفَكُونَ} [الأنعام : 95]. وكذلكَ وردَ هذا المقطعُ في سورةِ يونس الآيةُ: 31، وفي سورةِ الرومِ الآية: 19. وإمّا معنى هذهِ الآيةِ ففيها أقوالٌ: أحدُها: ما ذهبَ إليه الزجّاجُ مِن أنّ المرادُ بقولِه تعالى: ( يخرجُ الحيَّ منَ الميّت ويُخرجُ الميّتَ منَ الحي ) أي : يخرجُ النباتَ الغضَّ والطريَّ الأخضرَ منَ الحبِّ اليابس ، ويخرجُ الحبَّ اليابسَ منَ النباتِ الحيّ النامي . والعربُ تُسمّي الشجرَ ما دامَ غضّاً قائماً بأنّهُ حيٌّ ، فإذا يبسَ ، أو قُطعَ ، أو قُلِعَ ، سمّوهُ ميتاً. والثاني: ما ذهبَ إليهِ الحسنُ ، وقتادةُ ، وابنُ زيد ، وغيرُهم ، مِن أنَّ معنى الآيةِ يخلقُ الحيَّ منَ النطفةِ ، وهيَ مواتٌ ، ويخلقُ النطفةَ وهيَ مواتٌ ، منَ الحيّ. والثالثُ: ما ذهبَ إليهِ الجبائيُّ مِن أنّ معنى الآيةِ يخرجُ الطيرَ منَ البيضِ ، والبيضَ منَ الطير. والرابعُ: ما وردَ عن أئمّةِ أهلِ البيتِ (ع) مِن أنّ معنى الآيةِ يُخرِجُ المؤمنَ منَ الكافر، والكافرَ منَ المؤمن. ويؤيّدُ ذلكَ ما رواهُ الكُلينيّ (ره) في كتابِه أصولِ الكافي ( 2/ 5، حديث 7): بإسنادِه إلى أبي عبدِ اللَّه - عليه السّلام – إذ جاءَ فيه: وقالَ اللَّهُ - عزَّ وجلّ - : « يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ويُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ » . فالحيُّ المؤمنُ الذي تخرجُ طينتُه مِن طينةِ الكافر، والميّتُ الذي يخرجُ منَ الحيّ هوَ الكافرُ الذي يخرجُ مِن طينةِ المؤمن. [وينظر أيضاً: تفسيرُ مجمعِ البيانِ، ج ٤، الشيخُ الطبرسي، ص ١١٨]. ودمتُم سالِمين.