من هم أهل بيت النبي (ص) هل هم نساءه أم اشخاص محددين؟

طالب علم/ السعودية/: من هم أهل البيت في ضوء السياق في قوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) ؟ نحن نقول دائما التفكر والتدبر أولا في ضوء السياق، الآن السياق من هم أهل البيت؟ نساء النبي، قصة إبراهيم لما امرأته صكت وجهها وقالت :( قَالَتْ يَاوَيْلَتَى آلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ )، قالوا لها الملائكة: (أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ }إذا من أهل البيت؟ نساء الرجل أم ...

: اللجنة العلمية

 الأخ المحترم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يمكن الركون إلى السياق والظهور اللفظي وغيرها من القرائن اللفظية من أجل الوصول إلى تفسير آية من آيات الكتاب الكريم ، لكن بعد ورود النص النبوي في بيان المقصود ، يكون النص هو الحاكم على كل تفسير وذلك امتثالا لقوله تعالى : " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم " النحل : 44. وقد جاءنا البيان من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في تحديد المراد من أهل البيت في هذه الآية الكريمة ، فقد روى أحمد في مسنده وغيره بأسانيد ثلاثة شهد الشيخ شعيب الأرنؤوط بصحتها ( انظر : مسند أحمد ج44 ص 119) أنه عند نزول هذه الآية المباركة جلل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا وفاطمة والحسن والحسين بكساء له وقال : " اللهم هؤلاء أهل بيتي ". ومن المعلوم في علم البلاغة أن تعريف الجزئين يفيد الحصر ( راجع الإتقان للسيوطي ص 583) ، والجزأن هنا معرفة ، ( هؤلاء ) إسم إشارة من المعارف، و ( أهل بيتي ) مضاف ومضاف إليه من المعارف أيضا ، وهذا يعني أن هؤلاء هم أهل البيت المقصودون بآية التطهير وليس غيرهم. قال الشيخ الآلوسي في تفسيره ( روح المعاني ج22 ص 14): " وأخبار إدخاله (ص) عليا وفاطمة وبنيها (رضي الله تعالى عنهم) تحت الكساء ، وقوله ( عليه الصلاة والسلام ) : " اللهم هؤلاء أهل بيتي " و دعائه لهم ، وعدم إدخال أم سلمة أكثر من أن تحصى ، وهي مخصصة لعموم أهل البيت بأي معنى كان . فالمراد بهم من شملهم الكساء ، ولا يدخل فيهم أزواجه " انتهى.

 ودمتم في حفظ الله ورعايته