الغَايَةُ مِنْ خَلْقِ الشَّيْطَانِ.

سُؤَالٌ: هَلْ الشَّيْطَانُ خَيْرٌ أَمْ شَرٌّ؟ لَوْ قُلْتُمْ بِأَنَّهُ شَرٌّ فَكَيْفَ تَنْسِبُونَ خَلْقَ الشَّرِّ لِلهِ؟

: اللجنة العلمية

     الأَخُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. 

    1- مِنْ الثَّابِتِ فِي الحِكْمَةِ أَنَّ الشَّرَّ قَضِيَّةٌ نِسْبِيَّةٌ، فَقَدْ يَكُونُ شَيْءٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى شَيْءٍ خَيْراً وَإِلَى آخَرَ شَرّاً، نَظِيرُ المَطَرِ فَهُوَ بِالنِّسْبَةِ لِلمَزَارِعِ خَيْرٌ، وَبِالنِّسْبَةِ لِصَانِعِ الفَخَّارِ شَرٌّ.

    2- إِنَّ الشَّرَّ يَحْصُلُ فِي الوُجُودِ لَا فِي الخَلْقِ، فَالمَخْلُوقُ مِنْ حَيْثُ ذَاتِهِ لَا شَرَّ فِيهِ، لَكِنْ بِالمُقَارَنَةِ قَدْ يَكُونُ فِيهِ شراً، فَالَّذِي يَقُولُ الصِّدْقَ لَا شَرَّ فِي قَوْلِهِ مِنْ جِهَةِ ذَاتِ الصِّدْقِ، لَكِنْ بِالمُقَارَنَةِ إِلَى أَنَّ هَذَا الصِّدْقَ سَيُؤَدِّي إِلَى قَتْلِ إِنْسَانٍ يَكُونُ شَراً.

    3- الشَّيْطَانُ بِالنِّسْبَةِ لِمُجَاهَدَةِ الإِنْسَانِ لَهُ وَعَدَمِ إِطَاعَتِهِ يَكُونُ خَيْراً، لأَنَّ نَتِيجَتَهُ رِضا الرَّبِّ وَالفَوْزُ بِالجَنَّةِ، وَبِالنِّسْبَةِ لِمَنْ أطَاعَهُ وَامْتَثَلَ تَسوِيلَاتِهِ يَكُونُ شراً. فَتَكُونُ الغَايَةُ مِنْ خَلْقِ الشَّيْطَانِ هِيَ تَمْيِيزُ مَنْ يَسْتَحِقُّ الأُجَرَ وَالثَّوَابَ مِنْ دُونِهِ، وَلِكَيْ تُلْقَى الحُجَّةُ عَلَى العِبَادِ.

      وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.