وُجُودُ خَادِمَةٍ للزَّهْرَاءِ (ع) لَا يُنَافِي زُهْدَهَا.

عِمْرَانُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ.. السَّيِّدَةُ الزَّهْرَاءُ كَانَتْ قِمَّةَ الزُّهْدِ دُونَ شَكٍّ، لَكِنَّ الإِشْكَالَ هُوَ: كَيْفَ كَانَتْ لَهَا خَادِمَةٌ (فِضَّةُ)؟. سُؤَالٌ يُطْرَحُ!!! (عُذْرًا مِنْكِ سَيِّدَتِي وَمَولَاتِي)، لَكِنْ لَا أَعْرِفُ رَدَّ هَذِهِ الشُّبْهَةِ!

: اللجنة العلمية

     الأَخُ عِمْرَانُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     لَمْ تَشْتَرِ فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) خَادِمَةً لَهَا وَلَمْ تَسْتَأْجِرْ بَشَرًا لِهَذِهِ المُهِمَّةِ قَطُّ، أَمَّا فِضَّةُ (رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهَا) فَقَدْ أَرْسَلَهَا رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لِخِدْمَةِ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) حَتَّى تُعِينَهَا فِي بَعْضِ شُؤُونِ البَيْتِ، وَهِيَ قَدْ تَرَبَّتْ عَلَى يَدِ الزَّهْرَاءِ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) حَتَّى كَانَتْ مِثَالًا يُشَارُ إِلَيْهِ فِي العِلْمِ وَالتَّقْوَى مِنْ بَعْدِهَا، وَهَذَا لَا يَتَنَافَى مَعَ الزُّهْدِ جَزْمًا، فَالزُّهْدُ لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّ لَا تَمْلِكَ شَيْئًا، بَلْ مَعْنَاهُ أَنْ لَا يَمْلِكَكَ شَيْءٌ. أَوْ كَمَا قَالَ الإِمَامُ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): لَيْسَ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا بِإِضَاعَةِ المَالِ، وَلَا بِتَحْرِيمِ الحَلَالِ، بَلْ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَا تَكُونَ بِمَا فِي يَدِكَ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي يَدِ اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ). [وَسَائِلُ الشِّيعَةِ 16: 15].  

      وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.