الغَايَةُ مِنْ عِصْمَةِ الزَّهْرَاءِ (ع). 

أَحْمَدُ العِرَاقِيُّ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. تَحِيَّةً طَيِّبَةً لِجَنَابِكُمْ الكَرِيمِ، السُّؤَالُ: مَا هِيَ الفَائِدَةُ مِنْ عِصْمَةِ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ {ع} بِالأَدِلَّةِ العَقْلِيَّةِ وَالنَّقْلِيَّةِ؟

: اللجنة العلمية

    الأَخُ أَحْمَدُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     قَدْ تُمْنَحُ العِصْمَةُ لِذَوَاتٍ يُرَادُ لَهَا أَنْ تَكُونَ أَوْعِيَةً طَاهِرَةً لِحُجَجِ اللهِ كَمَا هُوَ الحَالُ فِي مَرْيَمَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ).

     قَالَ تَعَالَى: (وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) آلُ عِمْرَانَ: 36.

     وَقَالَ تَعَالَى: (وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ العَالَمِينَ) آلُ عِمْرَانَ: 42.

     وَفَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) أَفْضَلُ مِنْ مَرْيَمَ بِالإتِّفَاقِ، لِمَا وَرَدَ فِي كُتُبِ المُسْلِمِينَ جَمِيعِهِمْ بِأَنَّهَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: أَنَّهَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ [المُسْتَدْرَكُ لِلحَاكِمِ 3: 156].

     وَقَدْ جَاءَتْ الإِشَارَةُ إِلَى مِحْوَرِيَّةِ الزَّهْرَاءِ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) بَيْنَ النُّبُوَّةِ والإمَامَةِ فِي حَدِيثٍ قُدْسِيٍّ تَضَمَّنَهُ الحَدِيثُ المَعْرُوفُ بِحَدِيثِ الكِسَاءِ الِيمَانِيِّ، وَالَّذِي مِنْهُ هَذِهِ الفَقْرَةُ الَّتِي يُجِيبُ فِيهَا المَوْلَى سُبْحَانَهُ عَنْ سُؤَالِ جَبْرَئِيلَ: (قَالَ الأَمِينُ جِبرَائِيلُ: يَا رَبِّ، وَمَنْ تَحْتَ الكِسَاءِ؟ فَقَالَ (عَزَّ وَجَلَّ) :(هُمْ أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنُ الرِّسَالَةِ، هُمْ فَاطِمَةُ وَأَبُوهَا، وَبَعْلُهَا وَبَنُوهَا) [رَاجِعْ كِتَابَ البَحْرَانيِّ "عَوَالِمِ العُلُومِ" يَرْوِيهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأنْصَاريِّ].

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.