الَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ عَنْ المَرْجِعِيَّةِ الدِّينِيَّةِ لَا خَلَاقَ لَهُمْ. 

مِقْدَادٌ/ العِرَاقُ/: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، تَتَعَرَّضُ المَنْظُومَةُ الدِّينِيَّةُ بِشَكْلٍ عَامٍّ وَالمَرْجِعِيَّةُ الدِّينِيَّةُ العُلْيَا المُتَمَثِّلَةُ بِسَمَاحَةِ المَرْجِعِ الدِّينِيِّ السَّيِّدِ عَلِيٍّ السِّيستَانِيِّ (دَامَ ظِلُّهُ) لِهَجْمَةٍ ثَقَافِيَّةٍ تُحَاوِلُ تَشْوِيهَ صُورَتِهَا أَمَامَ مُحِبِّيهَا وَمُحَاوَلَةَ إِبْعَادِ النَّاسِ عَنْهَا، وَلِهَذِهِ الهَجْمَةِ طُرُقٌ مُتَنَوِّعَةٌ وَكَثِيرَةٌ، فَمَرَّةً نَسْمَعُ هُجُومًا عَلَى مَشَارِيعِ العَتَبَاتِ الخَيْرِيَّةِ، وَمَرَّةً هَجْمَةٌ تَسْتَهْدِفُ تَشْوِيهَ سُمْعَةِ المُجَاهِدِينَ، أَوْ هَجَمَاتٌ تَسْتَهْدِفُ وُكَلَاءَ المَرَاجِعِ العُدُولِ، مَا هِيَ نَصَائِحُكُمْ لِلمُؤْمِنِينَ لِلتَّعَامُلِ مَعَ هَذِهِ الحَرَكَاتِ وَالتَّصَدِّي لَهَا؟

: اللجنة العلمية

     السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     لَقَدْ جَاءَ فِي آيَاتٍ قُرْآنِيَّةٍ كَثِيرَةٍ هَذَا التَّعْبِيرُ: (مَالَهُ مِنْ خَلَاقٍ) وَ(لَا خَلَاقَ لَهُمْ)، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَالَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ) البَقَرَةُ: 102، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ) آلُ عِمْرَانَ: 77، فَمَا هُوَ المَقْصُودُ مِنْ التَّعْبِيرِ المَذْكُورِ؟!!

     المَقْصُودُ مِنْ هَذَا التَّعْبِيرِ: أَنَّهُ لَا حَظَّ لَهُمْ فِي الخَيْرِ وَلَا صَلَاحَ لَهُمْ فِي الدِّينِ. وَكَذَلِكَ هُوَ حَالُ كُلِّ مَنْ يَتَكَلَّمُ عَنْ المَرْجِعِيَّةِ الدِّينِيَّةِ الَّتِي تَحْمِلُ هُمُومَ عَشَرَاتِ المَلَايِينِ مِنْ النَّاسِ وَتَسْعَى جَاهِدَةً فِي أَخْذِهِمْ إِلَى بَرِّ الأَمَانِ فِي ظِلِّ هَذِهِ الظُّرُوفِ المَلِيئَةِ بِالفِتَنِ وَالمِحَنِ وَالصِّرَاعَاتِ، فَهُوَ مِمَّنْ لَا حَظَّ لَهُ فِي الخَيْرِ وَلَا صَلَاحَ لَهُ فِي الدِّينِ، وَقَدْ ارْتَضَى لِنَفْسِهِ أَنْ يَكُونَ مَطِيَّةً لِلغَيْرِ جَرَّاءَ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ يَتَمَتَّعُ بِهَا لِبَضْعَةِ أَيَّامٍ، وَمَصِيرُهُ الخُسْرَانُ المُبِينُ.

     وَمِنْ هُنَا نَدْعُو المُؤْمِنِينَ إِلَى أَنْ يَكُونُوا كَالبُنْيَانِ المَرْصُوصِ خَلْفَ مَرْجِعِيَّتِهِمْ العُلْيَا وَمُؤَسَّسَتِهِمْ الدِّينِيَّةِ الرَّصِينَةِ الَّتِي أَثْبَتَتْ الوَقَائِعُ وَالأَحْدَاثُ أَنَّهَا مَلَاذُهُمْ الوَحِيدُ وَحِصْنُهُمْ الحَصِينُ بَعْدَ اللهِ وَرَسُولِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وَالأَئِمَّةِ الأَطْهَارِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ). 

     اللَّهُمَّ احْفَظْ مَرْجِعِيَّتَنَا العُلْيَا وَعُلَمَاءَنَا الأَبْرَارَ، وَأَعِزَّ الدِّينَ وَأَهْلَهُ، وَأَذِلَّ النِّفَاقَ وَأَهْلَهُ، إِنَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.