مَعْنَى: (المَرْأَةُ شَرٌّ كُلُّهَا وَشَرُّ مَا فِيهَا أَنَّهُ لاَبُدَّ مِنْهَا).
أُمُّ أَحْمَدَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. المَرْأَةُ شَرٌّ كُلُّهَا وَشَرُّ مَا فِيهَا أَنَّهُ لَابُدَّ مِنْهَا.. مَا تَفْسِيرُ هَذِهِ العِبَارَةِ الوَارِدَةِ فِي نَهْجِ البَلَاغَةِ عَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ)؟
الأُخْتُ أُمُّ أَحْمَدَ المُحْتَرَمَةُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
هَذِهِ العِبَارَةُ، عَلَى فَرْضِ التَّسْلِيمِ بِصُدُورِهَا عَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ); لِأَنَّ مُحَقِّقَ نَهْجِ البَلَاغَةِ وَأَسَانِيدِهِ لَمْ يَذْكُرْ لَهَا سَنَدًا مُعَيَّنًا، قَدْ شَرَحَهَا الَّذِينَ تَصَدَّوْا لِشَرْحِ نَهْجِ البَلَاغَةِ، مِنْهُمْ :حَبِيبُ اللهِ الهَاشِمِيُّ الخُوئيُّ، قَالَ فِي "مِنْهَاجِ البَرَاعَةِ فِي شَرْحِ نَهْجِ البَلَاغَةِ" ج21 ص 308: (لِلرَّجُلِ مُوَاجَهَةٌ وَارْتِبَاطٌ مَعَ الشُّؤُونِ الدُّنْيَوِيَّةِ الَّتِي تَمَسُّ حَيَاتَهُ مِنْ نَوَاحٍ شَتَّى، فَمُوَاجَهَةٌ مَعَ المَالِ، وَمُوَاجَهَةٌ مَعَ الأَعْمَالِ، وَمُوَاجَهَةٌ مَعَ الأُمَرَاءِ، وَمُوَاجَهَةٌ مَعَ العُمَّالِ، وَمُوَاجَهَةٌ مَعَ الجِيرَانِ وَالأَقْرِبَاءِ وَالأَوْلَادِ وَهَكَذَا.
وَلَهُ فِي هَذِهِ المُوَاجَهَاتِ مَشَاكِلُ وَمَصَاعِبُ، وَسُهُولَاتٌ وَمَرَافِقُ، وَخَيْرَاتٌ وَشُرُورٌ تَرْجِعُ إِلَى سُوءِ سِيرَةِ الرَّجُلِ فِي الحَيَاةِ أَوْ حُسْنِهَا، وَإِلَى مَا يَقْهَرُهُ وَيُقَدَّرُ لَهُ.
وَأَصْعَبُ هَذِهِ المُوَاجَهَاتِ هِيَ المُوَاجَهَةُ مَعَ المَرْأَةِ فِي شَتَّى شُؤُونِ الحَيَاةِ، وَقَدْ نَبَّهَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِلَى أَنَّ هَذِهِ المُوَاجَهَةَ تَكُونُ شَرًّا لِلرَّجُلِ مِنْ جَمِيعِ النَّوَاحِي: إِنْ كَانَتْ فَتَّانَةً تَسْلُبُ لُبَّهُ، وَإِنْ كَانَتْ قَبِيحَةً تُرَوِّعُ قَلْبَهُ، إِنْ كَانَتْ زَوْجَةً تُكَلِّفُهُ نَفَقَتَهَا، وَإِنْ كَانَتْ أَجْنَبِيَّةً تَجُرُّهُ إِلَى الفُجُورِ وَالفَضَاحَةِ، وَإِنْ كَانَتْ عَدُوَّةً تَغْلِبُهُ بِالبُهْتَانِ وَالزُّورِ حَتَّى يَكُونَ شَرَّ شُرُورِهَا أَنَّهَا لَابُدَّ مِنْهَا، وَلَا يُمْكِنُ التَّخَلُّصُ عَنْهَا). انْتَهَى.
فَصِفَةُ الشَّرِّ فِي الحَدِيثِ تُحْمَلُ عَلَى الجَانِبِ الإِبْتِلَائِيِّ الَّذِي يَعِيشُهُ الرَّجُلُ مَعَ المَرْأَةِ لَا عَلَى الطَّبِيعَةِ وَالفِطْرَةِ; لِأَنَّ فِطْرَةَ المَرْأَةِ لَا تَخْتَلِفُ عَنْ فِطْرَةِ الرَّجُلِ، فَالعَقْلُ وَالبُعْدُ الإِنْسَانِيُّ وَاحِدٌ فِي كِلَيْهِمَا; إِلَّا أَنَّ اسْتِعْدَادَاتِ كُلٍّ مِنْهُمَا وَافْتِتَانِهِ بِالآخَرِ جَعَلَ المَوْضُوعَ يَكُونُ فِي مَحَلِّ الإِخْتِبَارِ وَالإِبْتِلَاءِ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ.
وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.
اترك تعليق