المرأةُ الصّالحةُ تدخلُ الجنّةَ مِن أيِّ بابٍ تشاءُ
أزهر حكمتْ الأهوازي/: سلامٌ عليكُم ورحمةُ اللهِ، وفّقكمُ اللهُ على حُسنِ الإجابةِ، هناكَ الكثيرُ منَ الأحاديثِ التي تؤكّدُ على الزّواجِ وهناكَ حسناتٌ للزّوجِ إن فعلَ كذا لزوجتهِ او تُثابُ الزّوجةُ إن فعلَتْ كذا، الخ.. ولكِنْ، هَل هناكَ أحاديثُ تخصُّ المرأةَ غيرِ المتزوّجةِ؟ أعرفُ اِمرأةً لم تُرزَقِ الزّواجَ على الرّغمِ مِن دينهَا وحسبِها ونسبِها وجمالِها وغناها وتواضعِها وهي فنّانةٌ في كلِّ الأعمالِ وتحملُ شهادتينِ في الهندسةِ والعلومِ ولم يتقدَّمْ أحدٌ لخطبتِهَا وقَد بلغَتْ ٤٥ وقَلَّ صبرُها وأخذَتْ تقولُ دفعتُ ثمنَ دينِي وعفّتيَ غالياً. فهَل هُناكَ أحاديثُ تخصُّ هكذا اِمرأةٍ إن أخبرتهَا بهَا ثبتَت على دينِها؟ وجزاكمُ اللهُ خيراً.
الأخُ أزهرُ المحترمُ، عليكمُ السّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ
لا يَخفى على كلِّ ذي لبٍّ حينَ يُطالعُ الأحاديثَ الواردةَ بحقِّ النّساءِ المؤمناتِ وصبرهِنَّ وعفّتهنَّ أن يغبطهنَّ على ما أعدَّ اللهُ لهنَّ منَ الأجرِ والثّوابِ العظيمِ، فقَد وردَ فِي الكافِي الشّريفِ في بابِ: "خيرُ النّساءِ" عنِ الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السّلامُ) قولهُ: (خيرُ نسائكُم العفيفةُ الغُلمَةُ)، والمرادُ بالغُلمَةِ هوَ هيجانُ الشّهوةِ، ومعنَى الحديثِ أنَّ المرأةَ التي تصبرُ وتقاومُ شهوتهَا ولم تذهَبْ فِي طريقٍ مُحرّمٍ مِن أجلِ المحافظةِ على عفّتهَا فهذهِ تُعدُّ عندَ اللهِ مِن خيرِ نساءِ الأرضِ.
وقَد جاءَ فِي الكافِي نفسهِ فِي بابِ العفّةِ، الجزءِ الثّاني، عنِ الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السّلامُ)، قالَ: كانَ أميرُ المؤمنينَ (صلواتُ اللهِ عليهِ) يقولُ: (أفضلُ العبادةِ العفافُ).
وفِي البابِ نفسهِ عنِ الباقرِ (عليهِ السّلامُ): (مَا مِن عبادةٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن عفّةِ بطنٍ وفرجٍ).
وفِي البابِ نفسهِ: قالَ رجلٌ لأبِي جعفرِ الباقرِ (عليهِ السّلامُ): إنِّي ضعيفُ العملِ، قليلُ الصّيامِ، ولكنِّي أرجو أن لا آكلَ إلّا حلالاً، قالَ: فقالَ لهُ: أيُّ الاِجتهادِ أفضلُ مِن عفّةِ بطنٍ وفرجٍ!).
فهذهِ الأحاديثُ الصّريحةُ فِي مكانةِ العفّةِ وأهلِها عندَ اللهِ، يحدوها ذلكَ الحديثُ الشّريفُ المعروفُ عنِ النّبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ) إذا صلّتِ المرأةُ خمسهَا وحفظَتْ فرجهَا فلتدخلِ الجنّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنّةِ شاءَت. فهنيئاً للنّساءِ المؤمناتِ العفيفاتِ الصّابراتِ بمَا أعدَّ اللهُ لهنَّ مِنَ الأجرِ والثّوابِ العظيمِ.
ودُمتُم سالِمينَ.
اترك تعليق