بِضَاعَةُ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ هِيَ دَائِمًا: اتِّبَاعُ المُتَشَابَهِ.

يُوسُفُ غَالِبٌ مِنَ الأَرْدُنِ:      أَرْجُو الرَّدَّ عَلَى هَذَا الكَلَامِ.      *هَلِ الشِّيعَةُ مُسْلِمُونَ أَمْ يَتَّخِذُوا الإِسْلَامَ سِتَارًا لِتَدْمِيرِ الإِسْلَامِ؟      يَقُولُ الدُّكْتُورُ مَجْدِي الربعِيُّ المُتَخَصِّصُ فِي التَّارِيخِ: لَقَدْ قَضَيْتُ مَعَ الشِّيعَةِ عَشْرَ سَنَوَاتٍ مِنْ عُمُرِي... أَدْرِسُ تَارِيخَهُمْ وَأُنَقِّبُ عَنْ آثَارِهِمْ وَكِبَارِ رِجَالِهِمْ.... وَصِرَاعِهِمْ مَعَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ... وَذَلِكَ خِلَالَ رِحْلَتِي العِلْمِيَّةِ الَّتِي حَصَلْتُ فِيهَا عَلَى دَرَجَتَيْ المَاجِسْتِيرِ وَالدُّكْتُورَاهُ فِي تَارِيخِ الشِّيعَةِ... وَتَحْدِيدًا فِي العِرَاقِ وَإِيرَانَ...      وَوَقَفْتُ مَلِيًّا أَمَامَ الشِّيعَةِ البَاطِنِيَّةِ الَّتِي اسْتَحْلَتْ دِمَاءَ المُسْلِمِينَ... وَنَشَرَتِ التَّشَيُّعَ بِالحَدِيدِ وَالنَّارِ.. حَتَّى تَمَكَّنُوا مِنْ إِكْرَاهِ الشَّعْبِ الإِيرَانِيِّ مُنْذُ 400 سَنَةً عَلَى التَّشَيُّعِ... وَأَرْغَمُوا المَلَايِينَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ فِي إِيرَانَ عَلَى الدُّخُولِ فِي مَذْهَبِ الشِّيعَةِ حَتَّى أَحْصَى المُؤَرِّخُونَ عَدَدَ مَنْ قَتَلَتْهُمُ الدَّوْلَةُ الصَّفَوِيَّةُ مِنَ المُسْلِمِينَ السُّنَّةِ بِمَلْيُونِ نَفْسٍ ذُبِحُوا بِالسَّيْفِ عَلَى يَدِ الرَّوَافِضِ فَتَحَوَّلَتْ إِيرَانُ مِنْ إِيرَانَ السُّنِّيَّةِ إِلَى إِيرَانَ المَجُوسِيَّةِ الرَّافِضِيَّةِ مُنْذُ 400 سَنَةٍ..... بَلْ وَصَلَ بِهَا الأَمْرُ فِي أَحْرَجِ فَتَرَاتِ التَّارِيخِ إِلَى التَّحَالُفِ مَعَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى ضِدَّ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ..... الأَمْرُ الَّذِي أَوْقَفَ فُتُوحَاتِ العُثْمَانِيِّينَ فِي أَوْرُوبَّا بَعْدَ أَنْ فَتَحُوا شَرْقَ أَوْرُوبَّا ثُمَّ تَمَكَّنُوا مِنَ الدُّخُولِ فِي قَلْبِ أَوْرُوبَّا وَتَمَكَّنُوا مِنْ حِصَارِ فيينا.... لَكِنَّ ضَرْبَاتِ الصَّفَوِيِّينَ مِنَ الخَلْفِ أَجْبَرَتِ العُثْمَانِيِّينَ عَلَى فَكِّ الحِصَارِ عَنْ فيينا.... وَالعَوْدَةِ ثَانِيَةً لِبِلَادِ الشَّرْقِ... لِيَضِيعَ حُلُمُ فَتْحِ أَوْرُوبَّا... وَدُخُولُ شُعُوبِهَا فِي الإِسْلَامِ..... مِمَّا دَفَعَ أَحَدَ كِبَارِ مُؤَرِّخِي الغَرْبِ لِأَنْ يَقُولَ:      لَوْلَا خِيَانَةُ الصَّفَوِيِّينَ الشِّيعَةِ لِلخِلَافَةِ العُثْمَانِيَّةِ، وَضَرْبُهَا مِنَ الخَلْفِ... لَاسْتَوْلَى العُثْمَانِيُّيونَ عَلَى أَوْرُوبَّا كُلِّهَا، وَلَتَحَوَلَّتْ أَوْرُوبَّا إِلَى قَارَّةٍ إِسْلَامِيَّةٍ.      وَمِنَ الحَوَادِثِ الَّتِي وَقَفْتُ أَمَامَهَا طَوِيلًا وَأَنَا لَا أَكَادُ أُصَدِّقُ أَنَّ إِنْسَانًا مُمْكِنُ أَنْ يَفْعَلَهَا فَضْلًا عَنْ كَوْنِهِ يَدَّعِي الإِسْلَامَ..... مَا فَعَلَهُ الشِّيعَةُ القَرَامِطَةُ (إِحْدَى فِرَقِ البَاطِنِيَّةِ) بِبَيْتِ اللهِ الحَرَامِ سَنَةَ 317 مِنَ الهِجْرَةِ.... يَوْمَ التَّرْوِيَةِ حَيْثُ هَجَمُوا عَلَى الحُجَّاجِ فَقَتَلُوا مِنْهُمْ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ أَلْفَ نَفْسٍ.... وَهَدَّمُوا قُبَّةَ زَمْزَمَ.... وَخَلَعُوا بَابَ الكَعْبَةِ.... وَأَزَالُوا كِسْوَتَهَا..... وَذَبَحُوا كُلَّ مَنْ تَعَلَّقَ مِنَ الحُجَّاجِ بِأَسْتَارِ الكَعْبَةِ.... وَدَفَنُوا المُسْلِمِينَ القَتْلَى فِي بِئْرِ زَمْزَمَ..... ثُمَّ قَلَعُوا الحَجَرَ الأَسْوَدَ مِنْ مَكَانِهِ وَأَخَذُوهُ إِلَى دِيَارِهِمْ.........      عِنْدَهَا تَيَقَّنْتُ حَقِيقَةَ قَوْلِ شَيْخِ الإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ - رَحِمَهُ اللهُ - عَنِ الشِّيعَةِ البَاطِنِيَّةِ أَنَّهُمْ أَشَدُّ كُفْرًا مِنَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى.... وَأَنَّ قِتَالَهُمْ أَوْجَبُ مِنْ قِتَالِ الكُفَّارِ لِأَنَّهُمْ فِي حُكْمِ المُرْتَدِّينَ.....       كَتَبَهُ... د/ مَجْدِي الربعِيُّ. دُكْتُورٌ مُتَخَصِّصٌ فِي التَّارِيخِ.

: اللجنة العلمية

     السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     لَقَدْ أَخْبَرَنَا القُرْآنُ الكَرِيمُ بِكُلِّ وُضُوحٍ عَنْ هَذَا النَّمُوذَجِ الَّذِي عَرَضْتَهُ أَمَامَنَا، حَيْثُ قَالَ بِشَكْلٍ وَاضِحٍ وَصَرِيحٍ: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ) آلُ عِمْرَانَ: 7. فَهُنَا نَجِدُ القُرْآنَ الكَرِيمَ يَكْشِفُ بِكُلِّ وُضُوحٍ عَنْ هَذَا النَّمَطِ مِنَ النَّاسِ الَّذِي يَتْرُكُ الأُمُورَ الوَاضِحَةَ وَيَذْهَبُ إِلَى الأُمُورِ المُبْهَمَةِ مِنْ أَجْلِ إِثَارَةِ الفِتْنَةِ بَيْنَ النَّاسِ، فَهَذَا المُدَّعِّي لِلتَّخَصُّصِ فِي التَّأْرِيخِ، وَالَّذِي قَضَى مِنْ عُمُرِهِ عَشْرَ سَنَوَاتٍ - هَدْرًا - يَبْحَثُ وَيَقْرَأُ بِلَا تَحْصِيلٍ حَقِيقِيٍّ، هُوَ مِنْ مَصَادِيقِ هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ، وَذَلِكَ حِينَ يَتْرُكُ الأُمُورَ الوَاضِحَةَ كَهَذِهِ الطَّائِفَةِ العَظِيمَةِ وَالوَاضِحَةِ جَدًّا فِي عَقَائِدِهَا وَمَنْهَجِهَا، وَلَهَا أَئِمَّتُهَا (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ). وَمَرَاجِعُهَا وَكُتُبُهَا الَّتِي تَمْلَأُ الشَّرْقَ وَالغَرْبَ وَيَذْهَبُ إِلَى حَالَاتٍ اخْتَلَطَ فِيهَا الحَابِلُ بِالنَّابِلِ، كَالدَّوْلَةِ الصَّفَوِيَّةِ وَدَوْلَةِ القَرَامِطَةِ، وَالَّتِي اعْتَرَفَ هُوَ بِأَنَّهَا فِرَقٌ بَاطِنِيَّةٌ، ثُمَّ يُعَمِّمُ الحُكْمَ مِنْ هَذِهِ الحَالَاتِ الخَاصَّةِ عَلَى الوَضْعِ العَامِّ للتَّشَيُّعِ كَكُلٍّ، وَيَقُولُ :(هَلْ الشِّيعَةُ مُسْلِمُونَ أَمْ يَتَّخِذُوا الإِسْلَامَ سِتَارًا لِتَدْمِيرِ الإِسْلَامِ)؟ مَعَ اتِّفَاقِ أَهْلِ العِلْمِ بِأَنَّ الخَاصَّ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ حَاكِيًا عَنِ العَامِ، لَكِنَّهُ مَرَضُ الزَّيْغِ - عَلَى أَيَّةِ حَالٍ - هُوَ الَّذِي قَادَهُ لِلوُقُوعِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الفَضَائِحِ العِلْمِيَّةِ الَّتِي يَتَوَرَّعُ الوُقُوعَ فِيهَا أَقَلُّ طَلَبَةِ العِلْمِ!!

     فَالدَّوْلَةُ الصَّفَوِيَّةُ لَيْسَتْ هِيَ أَسَاسَ التَّشَيُّعِ، وَلَا التَّشَيُّعُ كَانَ بِسَبَبِهَا، بَلِ التَّشَيُّعُ كَانَ قَبْلَهَا بِتِسْعِمِائَةِ عَامٍ، بَذَرَ بَذْرَتَهُ الأُولَى مَعَ فَجْرِ الإِسْلَامِ، بَلْ بِأَوَّلِ إِنْذَارٍ قَامَ بِهِ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بِتَوْجِيهٍ مِنَ اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ) وَهُوَ إِنْذَارُ عَشِيرَتِهِ الأَقْرَبِينَ.

     فَقَدْ رَوَى الطَّبَرِيُّ فِي تَأْرِيخِهِ، وَابْنُ الأَثِير فِي كَامِلِهِ، وَالحَلَبِيُّ الشَّافِعِيُّ فِي سِيرَتِهِ، وَآخَرُونَ غَيْرُهُمْ:

     أَنَّ النَّبِيَّ الأَكْرَمَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) حِينَ أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [سُورَةُ الشُّعَرَاءِ: الآيَةُ 214] عَلَيْهِ، وَذَلِكَ قَبْلَ ظُهُورِ الإِسْلَامِ بِمَكَّةَ، دَعَاهُمْ إِلَى دَارِ عَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ وَهُمْ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، يَزِيدُونَ رَجُلًا أَوْ يَنْقُصُونَ، وَفِيهِمْ أَعْمَامُهُ: أَبُو طَالِبٍ وَحَمْزَةُ وَالعَبَّاسُ وَأَبُو لَهَبٍ.... 

     وَفِي آخِرِهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ! إِنِّي وَاللهِ مَا أَعْلَمُ شَابًّا فِي العَرَبِ جَاءَ قَوْمَهُ بِأَفَضَلَ مِمَّا جِئْتُكُمْ بِهِ، جِئْتُكُمْ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَقَدْ أَمَرَنِي اللهُ أَنْ أَدْعُوَكُمْ إِلَيْهِ، فَأَيُّكُمْ يُؤَازِرُنِي عَلَى هَذَا الأَمْرِ، عَلَى أَنْ يَكُونَ أَخِي وَوَصِيِّي وَخَلِيفَتِي فِيكُمْ؟

     فَأَحْجَمَ القَوْمُ عَنْهَا غَيْرَ عَلِيٍّ وَكَانَ يَوْمَئِذٍ أَصْغَرَهُمْ إِذْ قَامَ فَقَالَ: أَنَا يَا نَبِيَّ اللهِ! أَكُونُ وَزِيرَكَ عَلَيْهِ.

     فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ بِرَقَبَتِهِ وَقَالَ: إِنَّ هَذَا أَخِي وَوَصِيِّي وَخَلِيفَتِي فِيكُمْ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا...

     فَقَامَ القَوْمُ يَضْحَكُونَ وَيَقُولُونَ لِأَبِي طَالِبٍ: قَدْ أَمَرَكَ أَنْ تَسْمَعَ لِابْنِكَ وَتُطِيعَ. انْتَهَى.

     [انْظُرْ: تَارِيخَ الأُمَمِ وَالمُلُوكِ 2: 64 بِطُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ، الكَامِلَ فِي التَّارِيخِ 1: 585 586; وَقَدْ أَرْسَلَهُ إِرْسَالَ المُسَلَّمَاتِ عِنْدَ ذِكْرِهِ أَمْرَ اللهِ فِيهِ بِإِظْهَارِ دَعْوَتِهِ، السِّيرَةَ الحَلِبِيَّةَ 1: 461.

     وَقَدْ أَخْرَجَ هَذَا الحَدِيثَ بِهَذِهِ الأَلْفَاظِ كَثِيرٌ مِنْ حَفَظَةِ الآثَارِ النَّبَوِيَّةِ، ك: ابْنِ إِسْحَاقَ، وَابْنِ أَبِي حَاتِمٍ، وَابْنِ مُرْدُوَيْهِ، وَأَبِي نَعِيمٍ، وَالبَيْهَقِيِّ فِي سُنَنِهِ وَدَلَائِلِهِ، وَالثَّعْلِبيِّ فِي تَفْسِيرِهِ.

     وَأَخْرَجَهُ بِهَذَا المَعْنَى مَعَ تَقَارُبِ الأَلْفَاظِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ جَهَابِذَةِ الحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ.. وَرِجَالِ السَّنَدِ وَالشَّوَاهِدِ مِنْ رِجَالِ الصِّحَاحِ وَمِنَ الثُّقَاتِ المُعْتَبَرِينِ عِنْدَ أَئِمَّةِ الحَدِيثِ].

     فَمَنْ تَأَمَّلَ هَذَا الحَدِيثَ يَجِدُ أَنَّ النَّبِيَّ الأَكْرَمَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) طَلَبَ مِنْ عَشِيرَتِهِ الأَقْرَبِينَ، بِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى، الإِعْتِرَافَ بِالتَّوْحِيدِ للهِ تَعَالَى، ثُمَّ الإِعْتِرَافَ بِرِسَالَتِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، ثُمَّ أَمَرَهُمْ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِأَخِيهِ وَوَصِيِّهِ وَخَلِيفَتِهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَهَذَا هُوَ مَعْنَى التَّشَيُّعِ لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ أَرْبَابُ اللُّغَةِ.

     قَالَ الفَيْرُوزابَادِي فِي القَامُوسِ المُحِيطِ 3: 49: شِيعَةُ الرَّجُلِ بِالكَسْرِ: أَتْبَاعُهُ وَأَنْصَارُهُ، وَيَقَعُ عَلَى الوَاحِدِ وَالإِثْنَيْنِ وَالجَمْعِ وَالمُذَكَّرِ وَالمُؤَنَّثِ، وَقَدْ غَلَبَ هَذَا الإِسْمُ عَلَى مَنْ يَتَوَلَّى عَلِيًّا وَأَهْلَ بَيْتِهِ حَتَّى صَارَ اسْمًا خَاصًّا لَهُمْ. انْتَهَى.

     وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ فِي تَاجِ العَرُوسِ 5: 405: كُلُّ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا عَلَى أَمْرٍ فَهُمْ شِيعَةٌ، وَكُلُّ مَنْ عَاوَنَ إِنْسَانًا وَتَحَزَّبَ لَهُ فَهُوَ شِيعَةٌ; فَإِذَا قِيلَ: فُلَانٌ مِنَ الشِّيعَةِ، عُرِفَ أَنَّهُ مِنْهُمْ... وَأَصْلُ ذَلِكَ مِنَ المُشَايَعَةِ، وَهِيَ: المُطَاوَعَةُ وَالمُتَابَعَةُ. انْتَهَى.

     فَالمُسْتَفَادُ مِنْ هَذَا الحَدِيثِ أَنَّ بَذْرَةَ التَّشَيُّعِ لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وُضِعَتْ مَعَ بَذْرَةِ الإِسْلَامِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ وَسَاعَةٍ وَاحِدَةٍ، فَالصَّحَابَةُ الَّذِينَ كَانُوا مُمْتَثِلِينَ لِجَمِيعِ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّسُولُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ) كَانُوا شِيعَةً لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وَشِيعَةً لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي آنٍ وَاحِدٍ، سَوَاءٌ سُمُّوا بِذَلِكَ أَمْ لَمْ يُسَمُّوا، وَقَدْ سُمِّيَ بِذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَذَلِكَ لِمَا كَانُوا يَجْهَرُونَ بِهِ مِنْ مُتَابَعَةِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَمُطَاوَعَتِهِ، مِنْهُمْ: سَلْمَانُ وَأَبُو ذَرٍ وَالمِقْدَادُ وَعَمَّارٌ وَغَيْرُهُمْ.

     وَقَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ: أَبُو حَاتِمٍ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّجِسْتَانِيُّ المُتَوَفَّى سَنَةَ 205 ه فِي كِتَابِهِ: الزِّينَةُ، ج 3 بَابُ: الأَلْفَاظُ المُتَدَاوَلَةُ بَيْنَ أَهْلِ العِلْمِ، فَقَالَ :أَوَّلُ اسْمٍ ظَهَرَ فِي الإِسْلَامِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) هُوَ: الشِّيعَةُ، وَكَانَ هَذَا لَقَبَ أَرْبَعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَهُمْ: أَبُو ذَرٍ الغِفَارِيُّ، وَسَلْمَانُ الفَارِسِيُّ، وَالمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ الكِنْدِيُّ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، إِلَى أَوَانِ صِفِّينَ، فَانْتَشَرَتْ بَيْنَ مُوَالِيِّ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ). انْتَهَى.

     وَقَالَ مُحَمَّد كُرْد عَلِيٌّ [مُؤَسِّسُ وَرَئِيسُ المَجْمَعِ العِلْمِيِّ العَرَبِيِّ بِدِمَشْقَ] فِي كِتَابِهِ "خُطَطِ الشَّامِ": عُرِفَ جَمَاعَةٌ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ بِمُوَالَاةِ عَلِيٍّ فِي عَصْرِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، مِثْلُ: سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، القَائِلِ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) عَلَى النُّصْحِ لِلمُسْلِمِينَ وَالإِئْتِمَامِ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالمُوَالَاةِ لَهُ.

     وَمِثْلُ: أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، الَّذِي يَقُولُ: أُمِرَ النَّاسُ بِخَمْسٍ، فَعَمِلُوا بِأَرْبَعٍ وَتَرَكُوا وَاحِدَةً. وَلَمَّا سُئِلَ عَنِ الأَرْبَعِ، قَالَ: الصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَالحَجُّ. قِيلَ: فَمَا الوَاحِدَةُ الَّتِي تَرَكُوهَا؟ قَالَ: وِلاَيَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قِيلَ لَهُ: وَإِنَّهَا لَمَفْرُوضَةٌ مَعَهُنَّ؟ قَالَ: نَعَمْ هِيَ مَفْرُوضَةٌ مَعَهُنَّ.

     وَمِثْلُ: أَبِي ذَرٍ الغِفَارِيِّ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ، وَذِي الشَّهَادَتَيْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَخَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ العَاصِ، وَقَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبَادَةَ، وَكَثِيرٌ أَمْثَالُهُمْ، وَمَنْ أَرَادَهُمْ فَلْيُرَاجِعْ كِتَابَ الدَّرَجَاتِ الرَّفِيعَةِ لِابْنِ مَعْصُومٍ.

     عُرِفَ هَؤُلَاءِ بِاسْمِ شِيعَةِ عَلِيٍّ ثُمَّ غَلَبَ فَأُطْلِقَ فَقِيلَ لَهُمْ: شِيعَةٌ. ذَكَرَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ فِي كِتَابِ الزِّينَةِ فِي الأَلْفَاظِ المُتَدَاوَلَةِ بَيْنَ أَرْبَابِ العُلُومِ عَلَى مَا نُقِلَ فِي كِتَابِ الرَّوْضَاتِ أَنَّ أَوَّلَ اسْمٍ ظَهَرَ فِي الإِسْلَامِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الشِّيعَةُ، وَكَانَ لَقَبَ أَرْبَعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَهُمْ أَبُو ذَرٍ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَالمِقْدَادُ، إِلَى أَنْ آنَ أَوَانُ صِفِّينَ فَاشْتَهَرَ بَيْنَ مُوَالِيِّ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ). انْتَهَى [خُطَطُ الشَّامِ 5: 256].

     هَذَا هُوَ التَّشَيُّعُ وَأَصْلُهُ، وَبِهِ اتُّهِمَ الصَّحَابِيُّ الجَلِيلُ حِجْرُ بْنُ عَدِيٍّ (رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ) وَقُتِلَ شَهِيدًا عَلَيْهِ، حِينَ شَهِدَ عَلَيْهِ زِيَادُ بْنُ أَبِيهِ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِأَنَّ حِجْرًا يَقُولُ: (هَذَا الأَمْرُ لَا يَصْلُحُ إِلَّا فِي آلِ عَلِيِّ بِنْ أَبِي طَالِبٍ) [تَارِيخُ الطَّبَرِيِّ 4: 199، تَارِيخُ ابْنِ كَثِيرٍ 8: 56]، أَيْ لَا تَكُونُ الخِلَافَةُ إِلَّا فِي ذُرِّيَّةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَهَذَا هُوَ مَعْنَى التَّشَيُّعِ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ أَرْبَابُ المَعَاجِمِ وَالمِلَلِ وَالنِّحَلِ.

     قَالَ الجُرْجَانِيُّ فِي "التَّعْرِيفَاتِ" فِي بَابِ الشِّينِ: (الشِّيعَةُ هُمُ الَّذِينَ شَايَعُوا عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَقَالُوا: إِنَّهُ الإِمَامُ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَاعْتَقَدُوا أَنَّ الإِمَامَةَ لَا تَخْرُجُ عَنْهُ وَعَنْ أَوْلَادِهِ) [التَّعْرِيفَاتُ 1: 171].

     فَالعَقِيدَةُ الَّتِي مَاتَ عَلَيْهَا الصَّحَابِيُّ الجَلِيلُ حِجْرُ بْنُ عَدِيٍّ، هِيَ نَفْسُهَا عَقِيدَةُ الشِّيعَةِ الإِمَامِيَّةِ، وَهِيَ العَقِيدَةُ الَّتِي شَهِدَ النَّبِيُّ (ص) لِصَاحِبِهَا بِالإِيمَانِ.

     فَقَدْ رَوَوْا فِي كُتُبِهِمْ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثُقَاتٌ [كَمَا فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ (21467)] بِأَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ فِي حَقِّ مَوْتِ أَبِي ذَرٍ: (إِنَّهُ لَيَمُوتُنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرْضِ يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ)، وَهُوَ الحَدِيثُ الَّذِي حَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ بِرَقْمِ 3314، وَنَصَّ الشَّوْكَانِيُّ فِي دُرِّ السَّحَابَةِ (357) عَلَى أَنَّ رِجَالَهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

     وَمِمَّنْ شَهِدَ دَفْنَ أَبِي ذَرٍ (رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ) جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْهُمْ حِجْرُ بْنُ عَدِيٍّ، كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الذَّهَبِيُّ وَغَيْرُهُ (انْظُرْ سِيَرَ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ77:2، وَالإِصَابَةَ لِابْنِ حَجَرٍ 2: 22); وَعَلَيْهِ فَحِجْرُ بْنُ عَدِيٍّ - صَاحِبُ العَقِيدَةِ الشِّيعِيَّةِ هَذِهِ وَالَّذِي نَبَشَ الدَّوَاعِشُ قَبْرَهُ فِي أَبْرِيلَ سَنَةَ 2013 بِسَبَبِ عَقِيدَتِهِ هَذِهِ - هُوَ مِنَ المُؤْمِنِينَ بِشَهَادَةِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) نَفْسِهِ. فَلْيَذْهَبْ (الربعِيُّ) وَأَشْبَاهُهُ حَيْثُ يَشَاؤُونَ، فَلَا يُرِيدُ الشِّيعَةُ بَعْدَ تَزْكِيَةِ رَسُولِ اللهِ (ص) لَهُمْ بِالإِيمَانِ عَلَى عَقِيدَتِهِمْ هَذِهِ تَزْكِيَةً مِنْ أَيِّ أَحَدٍ!!

     بَقِيَ أَنْ نُشِيرَ إِلَى بَعْضِ المُغَالَطَاتِ الَّتِي وَقَعَ فِيهَا هَذَا (الربعِيُّ)، وَرُبَّمَا هِيَ مِنَ التَّدْلِيسَاتِ الَّتِي أَرَادَ تَرْوِيجَهَا حِينَ قَالَ بِأَنَّ الصَّفَوِيِّينَ ارْتَكَبُوا المَجَازِرَ بِحَقِّ أَهْلِ السُّنَّةِ.. فَنَقُولُ لَهُ: بِأَنَّ التَّارِيخَ يُخْبِرُنَا بِأَنَّ العُثْمَانِيِّينَ هُمْ مَنِ ارْتَكَبُوا المَجَازِرَ فِي حَقِّ الشِّيعَةِ الَّذِينَ كَانُوا تَحْتَ سُلْطَتِهِمْ فِي بِلَادِ الأَنَاضُولِ وَهُمُ الَّذِينَ تَنَكَّرُوا لِنُصْرَةِ بَنِي الأَحْمَرِ فِي الأَنْدُلُسِ حِينَ اسْتَنْجَدُوا بِهِمْ.

     قَالَ "لو نكريك" فِي كِتَابِهِ "أَرْبَعَةِ قُرُونٍ مِنْ تَارِيخِ العِرَاقِ" ص 17 الطَّبْعَةِ الثَّانِيَةِ: "كَانَتْ بُطُولَةُ القَضِيَّةِ السُّنِّيَّةِ أَوَّلَ حُجَّةٍ تَذَرَّعَ بِهَا سَلِيمٌ  [العُثْمَانِيُّ] لِإِعْلَانِ الحَرْبِ، وَقَدْ خَلَّدَ الأَشْهُرَ مِنْ حُكْمِهِ بِالذَّبْحِ المُتْقَنِ لِجَمِيعِ الشِّيعَةِ أَيْنَمَا وَجِدُوا".

     وَقَالَ السَّيِّدُ الأَمِينُ فِي ج 11 مِنْ "أَعْيَان الشِّيعَةِ" فِي تَرْجُمَةِ الشَّاهِ إِسْمَاعِيلَ:

     "قَتَلَ السُّلْطَانُ سَلِيمٌ أَرْبَعَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَقِيلَ سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الشِّيعَةِ فِي الأَنَاضُولِ، وَفِي هَذَا العَصْرِ اسْتَوْلَى الأَسْبَانِيُّونَ عَلَى بِلَادِ الأَنْدُلُسِ، وَأَزَالُوا دَوْلَةَ بَنِي الأَحْمَرِ العَرَبِيَّةَ، وَاسْتَنْجَدَ بَنُو الأَحْمَرِ بِالسُّلْطَانِ التُّرْكِيِّ وَالِدِ السُّلْطَانِ سَلِيمٍ، فَلَمْ يُنْجِدْهُمْ، حَتَّى فَعَلَ بِهِمُ الأَسْبَانِيُّونَ مَا فَعَلُوا، وَلَكِنَّ السُّلْطَانَ التُّرْكِيَّ قَتَلَ الشِّيعَةَ المُسْلِمِينَ فِي بِلَادِهِ، وَحَارَبَ السُّلْطَانَ الفَارِسِيَّ المُسْلِمَ... وَهَكَذَا كَانَ بَأْسُ المُلُوكِ المُسْلِمِينَ بَيْنَهُمْ. انْتَهَى.

     وَأَمَّا القَرَامِطَةُ فَلَمْ يَقْضِ عَلَى دَوْلَتِهِمْ سِوَى الشِّيعَةِ وَدَوْلَةِ العُيُونِيِّينَ [انْظُرْ: تَارِيخَ عَسِيرٍ، ص 38، إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَلِيٍّ زَيْنَ الدِّينِ الحفظِيَّ]، وَالَّتِي يَقُولُ فِيهَا شَاعِرُهُمْ ابْنُ المُقَرَّبِ العُيُونِيُّ:

     سَلِ القَرامِطَ مَنْ شَظَّى جَمَاجِمَهُمْ * طُرَّاً وَغَادَرَهُمْ بَعْدَ العُلا خَدَما. 

     مِنْ بَعْدِ أَنْ جَلَّ بِالبَحْرَينِ شَأْنُهُمْ * وَأَرْجَفُوا الشَّامَ بِالغَارَاتِ والحرمَا.    

     وَمَا بَنَوْا مَسْجِدًا للهِ نَعْلَمُهُ * بَلْ كُلَّمَا وَجَدُوهُ قَائِمًا هدما.

     وَحَرَقُوا عَبْدَ قَيْسٍ فِي مَنَازِلِهَا * وَغَادَرُوا الغُرَّ مِنْ سَادَاتِهَا حِمَمَا.

     وَالعُيُونِيَّةُ دَوْلَةٌ شِيعِيَّةٌ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ أَكْثَرُ المُؤَرِّخِينَ لَهَا، وَهِيَ كَانَتْ قَدْ نَقَشَتْ عَلَى نُقُودِهَا: لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، عَلِيٌّ وَلِيُّ اللهِ [رَاجِعْ: نُقُودَ الدَّوْلَةِ العُيُونِيَّةِ، لِمُؤَلِّفِهِ: نَايِفٍ الشرعَانِ].

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.